الفصل الثاني

315 22 1
                                    

الفصل الثاني:

لم تقدر على فعل شيء شوى الاتصال بعمها وأخباره أن يحضر على الفور .. لم يتأخر "محسن" في تلبية طلبها وجاء بعجلة، القلق وضح على وجهه من نبرتها الباكية، عانقت أولاد أخوها وهي تسرد إليه ما حدث بصوت مختنق ومحشرج .. شاركها محمد ومراد البكاء بحرقة فما فهموه أن أمهم لم تعد موجودة معهم بعد الآن،

: مادام عايزه تتجوز تاخد عيالها معها ولا تسبهم لأمها

توسعت مقلتي وردة وهي تحدق بمحسن :
تسبهم ازاي يا عمي، يعني يكونوا ولا أب ولا أم

حوقل محسن بصوت مرتفع وقال بضيق :
اومال هي فكره تتجوز وترميهم

واستكمل بتفكير :
بكره هروح لابوها وهشهد خالها على كلامي

مسحت وردة وجهها متمتمه بخشية :
ولو فضلت على كلامها

هز رأسه بحيره مردفًا باقتضاب :
مش هنسبق الأحداث يمكن بتعمل كده علشان عايزه فلوس، بس متقوليش حاجه لخالد حكم هو بيتلكك في تأجيل الفرح

هزت رأسها بخفوت دون أن تعقب، لم تشعر بالاطمئنان أبدًا، هناك احساس مريب ينتابها وأن ثريا لن تفصح عن زواجها من ابن عمها لمجرد التهديد .. ذهب محسن وتركها تجهز وجبة العشاء للصغار بعد أن أجلت موعدها مع خالتها وكذلك قررت عدم الذهاب للعمل غدًا على أمل أن يعود كل شئ لطبيعته ..

؛******

فر النوم من جفونها طيلة الليل، أخذت الأولاد معها في غرفتها ومن حين لآخر تتطلع إليهما بشفقة وحسرة.. تفكر في كل التوقعات المحتملة حدوثها، فلن تطمئن بعد صدمتها في ثريا، كل ما يشغلها ماذا إن أصرت على قرارها!! ما مصير أطفال أخيها ؟؟ هل ستتخلى عنهم وتتركهم يشعرون بمرارة فقد أمهم وابيهم ؟!!
بزغ ضوء النهار وهي تجلس محلها على أمل أن يجد عمها حل ويستطيع التأثير على والد ثريا ..

: اتفضلي يا عمتي

افسحت وردة الطريق لعمتها " آمال " وهي ترحب بها، لابد أن محسن أخبر أخته بالمشكلة وأتت تواسيها، دخلت سناء وهي تقول بضيق:
لبسي العيال وهاتيهم

عقدت وردة بين حاجبيها متسائلة باستغراب:
ليه ؟؟ هو عمي قالك ايه ؟!!

ردت آمال بسخرية وهي تجلس على المقعد :
قابل ابو ثريا وهو بيجيب فطار وشكلهم مرتبين كل حاجه ومش هيرجع بنته تاني

شعرت وردة بدلو ماء سقط فوق رأسها وهي ترمق عمتها بعدم تصديق، ازدردت لعابها وتمتمت بتلجلج :
يعني بجد أنها هتتجوز

: ناس معندهمش دم ولا يعرفوا الأصول، ليهم وش يقولوا بعين مكشوفه أنها هتتجوز وجوزها ابو عيالها مبقولش ٨شهور متوفي

انهمرت دموعها وهي تهتف بتلعثم :
اخويا ميستهلش منها كده دا كان بيحبها اكتر من نفسه

ترقرقت الدموع في عين آمال وهي تقول بحسرة :
مات في عز شبابه وملحقش يفرح يا حبيبي

وردة بين أشواك الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن