"بضوء القمر بحثتُ عن ذاتي"
"في تِلكَ الغابة سعيتُ نحو الظُلل التي تتمدد هنا وهناك، راكِضًا خلفها أنثُر نفسي بشتاتٍ مزرٍ"
" شعرتُ بي، عالِقًا في مكانٍ ما هُنا فكُل مُعتمٍ يشبهني، وتلك الطرق الشائكة والمضللة وحفيف الرياح المخيف كان مألوفًا لي ولقلبي"
"الطريقُ إليَّ دَيْجُور، أو كنتُ أنا الضرير؟ "
"أرهقني الركض، كما يرهقني كل فعل
جلستُ على الأرض كعلامة تنصيص تحِدُ بها نص"
" رائحةُ الطين الممزوج بالأوراق اليابسة تنتمي لقلبي، أو ينتمي لها قلبي"
"حفرت"
" وجدت جُثمانًا
ووجدتُ عليه ملامحي"
" لما لمستهُ رأيت "
"في مكانٍ آخر، حيثُ كُنتْ، مُستلقٍ وأجهزةٍ طبية تمدني ببعض الوقت"
"لم تكن ذات فائدة ففي وسطِ صحراء تركتُ ساعتي تذوب وعقاربها،
بمشهدٍ سريالي لابد أنني فيه النملة على اللوحة"
" كنتُ عاجِزًا عن تحريك أطرافي"
" في تِلكَ الحُجرة العلاجية تمركزت مرآةٌ أمامي تعكِسُ صورةً غيرَ صورتي"
"ترسمُ مسارًا من الدموع تكادُ تغرق وجهي "
"تذكرتُ أيامًا عديدة تشابه فيها الاكتئاب والشلل"
"وثُقل قلبي توزع على أطرافي الأربع"
" لم أستطع مد يدي ناحية تلك الملامح ولا هش الذبابة التي وقفت على أنفي"
" بزنينها المزعج أقتربت مني، نظرت باحتقارٍ لي وأصدرت صوت أصطدام عربتان ببعض، أغلقت أثر الحادثةِ عيناي "
"تبدلَ المشهد بطرفةٍ مني كانت رئتاي تحترق بدخول المياه عبر مجرى تنفسي"
"كنتُ غارِقًا بماءٍ وشيءٍ ما"
"أُجذب ناحية القاع بثُقل قلبي، المياه تحيطني من كل مكان، تغلفني ككفنٍ أزرق"
"استسلمت وآخر ما أبصرته من القاع كانت تخبطاتٍ مُظلِمة
حتى راودني الشك أنني كنتُ ضريرًا طوال حياتي"
" لقد كانت لدي فرصتي لأركض أو أرقص لأصنع ذاتي التي ظللت أبحث عنها، لقد كنت حاضرًا في كل مكان
غيرَ مُتقبلًا انعكاسي أرفضه وأرفضني، والآن ولقد وصلت القاع مبتلعًا ماءه وغصتي التي ستقتلني
،وضغط المياه يمنعني عن الحركة، لا طريق لأنجو بعد، في وقتٍ آخر مالذي كنتُ سأفعله، وهل كان شيئًا غير هذا سيوقظني؟"
"وسيموت السؤال غريقًا في نفسي!"
"ومع مغادرة آخر نفسٍ له
بارتعاشة خفيفة من أنامله صنع موجةً صغيرة "
______
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليك♡.
