فجر النهاية / 8

312 24 0
                                    


مطبخ الدوقية دوماً ما كان مشغولاً خلال الشهور السابقة ، منذ قدوم السيدة الجديدة ، التي جعلت القصر منعشاً و كأنه حديقة للزهور ، و يعج بالحركة و النشاط ! .

كان رئيس الطهاة ديفون ، يطبخ الطبق الرئيسي بنفسه ، و الذي كان سمك مشوي مع الصلصة البيضاء ، تفقد ديفون المكونات بدقة ، و عندما وجد مكوّن مفقود بحث بعينه عن خادم فارغ اليدين ! .

" يلين ! " .

كانت يلين تقف و تراقب عمل قالب الحلوى ، و لكن ديفون العجوز سحق متعتها ! .

" نعم ، سيد ديفون " .

" إذهبِ إلى المخزن و احضري لي الفاصولياء و الذرة ، من فضلك ؟ " .

" بالطبع ! " .

ذهبت يلين ، متضايقة من اختيار ديفون لها فقط ؛ فقد فاتتها طريقة تزيين قالب الكيك ، و سـ-تضطر للانتظار مرة أخرى ! .

اخذت السلة و دخلت إلى المخزن ، كانت الغرفة مضاءة جيداً ، و بدأت على الفور مهمتها في البحث عن المكونات ، كانت الفاصولياء و الذرة موضوعة في اكياس بجانب الرفوف الاكثر ظُلمة ، حاولت يلين أخذ المشعل من الجانب الآخر ، و قبل وصول يدها إلى المقبض توقفت فجأةً ! .

الحركة من الجانب الغارق في الظلام جعلت الفضول و الخوف يقودها ، تمشي ببطء ، و تحاول عدم إصدار صوت .. لطالما وجد الخدم بعض اللصوص المختبئة في الظلام .. الفئران ! .

لكن الحركة لم تكن لفأر صغير ، كانت حركة الأقدام مثل المشي واضحة للغاية ، و التنهد الذي يدل على فقدان الصبر ! .

هل هم فارس و خادمة لديهم موعد هنا ؟ ..

لطالما رغبت يلين في رؤية الموعد الخفي بين الأحباء ، و الآن أتتها على طبق من الذهب ! . توقفت يلين بجانب الباب المفتوح ، سحبت رأسها إلى الأمام و بحثت بعيونها عن الثنائي ، لكن كل ما يمكن رؤيته هو ظلال داكنة ! .

هل هم عراة !؟ ..

يإلهي .. إنهما وقحين حقاً ! .

" قومي بزيادة الكمية ، و عندما يعود الرجل أخبريه أن يقابلني هنا ايضاً ، نحن لا ندفع لكم حتى تعيش عمراً طويلاً " .

قال الصوت الرجولي بكل قسوة ، و ارتعش عمود يلين بخوف عظيم ! .

من هذا بالضبط ؟ ..

" لقد بعتِ ضميركِ بالفعل ، لا تظهرِ هذا الوجه لي ! ، قومي فقط بعملكِ ، و حتى الآن أنتِ تبلين حسناً ، لا تخربِ العمل ، علينا و عليكِ ، مفهوم ؟ " .

From heart || من القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن