(7)--- جرف الصراع ---

74 20 7
                                    

*بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمدا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم *


-
-
-

-
-
-

-*- جرف الصراع -*-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-*- جرف الصراع -*-

---*-----*-----*-----*-

الظلام يملأ جنبات الشوارع ، نسائم الصقيع المخيف تتسلل عبر كل فج فيها ، وسط ذلك السكون يجلس " أوليفر " على كرسي تحت منارة الشارع وهو منتكس الرأس مهموم البال فكلما حاول العيش بقلب مطمئن جبذته حبال الماضي نحو بئر الوجع بقوة فأحنى رأسه حتى صار بين ركبتيه ، وما يزال يحك شعر رأسه بعنف غارقا في ظلمات التأنيب والندم ومزيج سواد الحقد والغيظ وكأنما يقوم بعقاب نفسه ، وبينما هو على تلك الحال قدم إليه شخص ما راكضا بهرولة وهوى جالسا قربه في جلبة صائحا :

- أخيرا عثرت عليك يا " أوليفر " !

يرفع رأسه قليلا ويتجه نحوه بوجهه المليء بعروق التوتر وبعينين محمرتين ينبس :

- أنت والنحس كالروح والجسد ، مالذي أتى بك ؟.. هل ستدخل القبر برفقتي يوما ما ؟ .

يجيب الشاب " جاك " بارتباك ووجه قلق :

- " أوليفر " ... والدتك اتصلت بي وقالت إنها قلقة عليك ، لماذا لم تزرها منذ أيام ؟..لماذا تتصل بك ولا ترد ؟

يهوي "أوليفر" برأسه على ركبتيه مجيبا بتذمر :

- ومالجديد ؟...كانت ستقلق علي حتى ولو تأخرتُ في الحمام ، تلك المرأة لا تدعني أتنفس حتى !

يرد "جاك" بجدية :

- والدتك بالفعل ليست بخير !

يبادر "أوليفر" بنفاذ صبر وهو ينهض مغادرا :

- هذا يكفي سأرى مابها ، تظلُّ تنقر رأسي كالغراب !


**********

بعيدا عن الأنوار وفي غيابات شوارع مظلمة ، يقف " أوليفر " وهو يتصل بوالدته عبر هاتف عمومي وفجأة ترد بصوت متعب :

- أهلا ..من معي ؟

وفور سماع صوت ابنها تنهار باكية بعمق وشوق بعد أن ظنت أنه قد انتحر ؛ وفي ظلال سطور كلماتها تساءل " أوليفر " عن أوضاع والده الذي ظل مصرا على الإتصال به ، فكانت الصدمة القاضية لما قالت له إنه قد نهب كل ذهبها الذي -اشتركا فيه هو ووالده- وصاغه عقودا وأساور وملَّكهم زوجته الأخرى
"أوليفيا " ...هنا لما سمع إسم تلك المرأة أحس بأن عواصف قلبه هبت و خربت كل شيء ..هنا ستدمِّر أعاصير روحه كل شامخ قائم !

ليس وكأنك تعرف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن