part 02

65 1 2
                                    

_إِذَاْ لَمْ يَزِيْدُكَ اَلْبُعْدُ حُبًاْ... فَأَنْتَ لَمْ تُحِبَ حَقًاْ

البارت الثاني: ذكرى مؤلمة

في ظلال الماضي البعيد، حيث تتراقص أطياف الذكريات الأليمة على إيقاع دقات قلب مثقل بالحنين، تتجلى لوحة من الأحداث المتشابكة، معزوفة على نغمات الأسى والأمل المفقود. هناك، في أعماق الروح حيث يختبئ الألم الصامت، تستلقي الأماني المحطمة على فراش من الوهم، متناثرة كأوراق خريف متساقطة، تحملها رياح الزمن إلى مكان لا يعرفه سوى النسيان. وفي كل زاوية من زوايا الوجدان، ترقد قصص لم تُروَ بعد، محفورة بخط العبرات على جدران القلب، تنتظر من يُلقي عليها نظرة وداع قبل أن تُطوى صفحاتها إلى الأبد.

..................................................................



_

هل انت بخير؟

كان تركيزي منشغلاً بأفكاري الداخلية عندما قاطع الشخص الجالس أمامي هذا التركيز، مما جعلني أرفع نظري إليه وأنزل يدي من على الطاولة وأضعهما على فخذي اخترقه باضافري بمحاولة تهدئة نفسي و ارتباكي. كنت أحاول بشكل متوتر وارتباك السيطرة على مشاعري وتهدئة نفسي. نظرت إلى عينيه وابتسمت له ابتسامة هادئة ومسالمة، على الرغم من أن هذه الابتسامة كانت في الحقيقة مصطنعة وغير حقيقية.

_نعم، انا بخير... فقط صداع رأس.

على الرغم من أنني أخبرته بأنني أشعر بحالة جيدة وأنني على ما يرام، إلا أنني لم أكن أكذب أو أخفي عنه الحقيقة المتمثلة في أنني كنت أعاني من صداع حاد في رأسي في تلك اللحظة، والذي كان يسبب لي إزعاجًا وألمًا كبيرين، ولكن لم أرغب في الإفصاح له عن هذا الأمر أو إثقال كاهله بمشاكلي الصحية في ذلك الوقت.

_امم.. اعتقد ان الوقت قد تأخر لذا... وداعا.

كان يرغب في إجراء محادثة معي، إلا أنني لم أتمكن من الاستماع له بشكل كامل وقاطعت حديثه بسرعة لأودعه، وخرجت من المطعم بخطوات متسرعة وأنا البس معطفي، وكان هذا التصرف السريع والمفاجئ منّي قد تسبب في زيادة الشعور بالألم والإزعاج في رأسي، ربما بسبب التوتر والإرهاق الذي كنت أشعر به في تلك اللحظة، مما دفعني إلى الرغبة في الانسحاب من الموقف بسرعة دون إعطاءه الفرصة الكافية للتحدث معي كما كان يرغب.

كانت خطواتي تتسارع بشكل شبه مهرول، وإن لم أكن أشعر بالخوف منه بالفعل، إلا أن التوتر كان يسيطر علي في تلك اللحظة. لم أكن مستعدة على الإطلاق لمواجهته مرة أخرى، خاصةً بعد ما فعله صباح ذلك اليوم عندما قبّلني بتلك الطريقة المفاجئة والمربكة. كنت أرغب في تجنب هذا اللقاء في الوقت الراهن، فلا أزال أشعر بالارتباك والقلق إزاء ما قد يحدث بيننا. لم أكن أملك الاستعداد النفسي الكافي لمواجهة تلك المواقف المحرجة مرة أخرى.

Hearts apartWhere stories live. Discover now