١

369 21 33
                                    

على مائدة الطعام و اثناء تناولهما العشاء،
كان يسير كل شيءٍ في هدوءٍ تام على عكس العادة فلم تكُن لأحاديث سوسين وجود،
مما اثار ذلك استغراب عمر،و خصوصاً عندما رآها و كأنها تمسك و تدلّك جبينها،
اخذَ يدها و امسكَها جيّداً،فنظرت اليه،
عمر:أأنتِ بخير؟.
اومأت ايجاباً:فقط صداعٌ خفيف.
عمر:لأنكِ لا تأكلين.
سوسين:لا اشعر ان لديّ شهية،اشعر انني مُتعبةٌ اليوم.
عمر:لا تُتعبي نفسك في العمل،لن يهرب عملك ان اعطيتِ نفسك وقتاً للراحة.
اومأت ايجاباً:سأفعل،سأنام لربّما سيختفي الصداع.
عمر:تناولي القليل.
سوسين:حقاً لا ارغب عمر،لا اشعر ان معدتي ستتقبّل الطعام،قامت و ذهبت مباشرة الى الاعلى حيث غرفتها،
جمع عمر الطعام و قام بغسل الأواني،
و اعد كوب قهوة لسوسين ليخفف من صداعها،
ذهب اليها و رآها شبه مستلقية لا زالت تحاول ايقاف ذاك الألم بتدليك رأسها،
ذهَب اليه و جلَس قبالتها على طرف السرير،
عمر:حبيبتي اشربي القهوة ستنفعك.
اومأت سلباً و هي تعقد حاجبيها:ليست لدي شهية.
عمر:هيا جميلتي القليل سينفعك اعدك.
لم تجادل سوسين فعمر يعلم ما الذي ينفعها و يضرها بما انه طبيب،
لذا التقطت الكوب و بدأت بشربه،
وسط رؤية عمر لها و تلمّس شعرها ليُشعرها بوجوده جانبها،
عمر:فقط اليوم شعرتِ بالصداع؟.
سوسين:بين الفترة و الاخرى و لكنّه لم يكن شديداً مثل اليوم.
عمر:ما معنى بين الفترة و الاخرى؟،لمَ لم تخبريني؟.
سوسين:حسبته صداع عادي،لم احسبه انه سيُتعبني اليوم هكذا.
عمر:نذهب الى المستشفى؟.
اومأت سلباً:لا،انه صداع،اتناول مسكناً و انام.
اومأ ايجاباً:حسناً،حاولي ان تخففي الجهد و انت تعملين،الصداع لا يأتي الّا بسبب العمل.
اومأت ايجاباً:حسناً،ربّما لن اذهب غداً.
عمر:جيّدٌ ذلك ترتاحين قليلاً،و لكن اِن رأيتكِ غداً لا تزالين متعبة سآخذك الى المستشفى.
اومأت ايجاباً:حسناً.
التقط كوب القهوة الفارغ،
عمر:سأعطيك دواءاً و لكن ليس الآن لأنه لن ينجح مفعوله بعد القهوة.
سوسين:حسناً،سأنام قليلاً و انت ايقظني للدواء.
اومأ ايجاباً،قام و طبع قبلة على جبينها و ذهب الى الخارج ليُرجع الكوب و يحضر ابريق ماء،
عاد و لقيها مستلقية،
و قد احتضنت الغطاء و تكسدّت اسفله،
وضعَ الابريق على المنضدة،
و بدأ بتلمّس شعرها و يداعب وجهها،
عندما شعر بأنها من الممكن ان تستيقظ لاحقاً لأخذ الدواء ذهب الى الجانب الاخر من السرير و استلقى هو ايضاً،
ربّما كوب القهوة ذاك سيكون كافياً الى جانب النوم،فتصبح بخير و لن يكون له داعياً لإعطاءها مسكناً الآن،
غطّى نفسه جيّداً و تقرّب نحوها،
التصق بها و قد وضع يده حولها فضمّها نحو جسده،
وضعَ يده الاخرى اسفل جسدها و بذلك احتضنها بين ذراعيه رغم عدم تقابل وجوههم،
اسند رأسهُ فوق جانب رأسها و نام عمر.

مَلاذ♥️(süsöm)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن