٦

151 17 21
                                    

*ايطاليا..

*ليلاً بما انهم قد وصلوا للتو،

سوسين على السرير و الى جانبها يجلس عمر،
كانت قد تناولت داوءها،
عمر:سنقضي الغد هنا فقط و بعدها نعود،اظهر عمر القائمة،ممم..ماذا سنفعل غداً؟.
سوسين:انت ستفعل.
عقد حاجبيه:عشاءاً في مبنى قديم؟،نظر الى سوسين،حقاً؟.
سوسين:نعم.
عمر:و لكن يمكننا الذهاب الى مطعم ما،لمَ مبنى قديم؟.
سوسين:لأنه لن تسنح لي الفرصة بتناول العشاء معك في مبنى قديم،و لأنك لن تفعل ذلك ابداً،لذا بما انني ارغب بتحقيق ذلك قبل ان اموت فيجب ان يحدث ذلك في اسرع وقت،و غداً ستكون انتَ المسؤول عن كل شيء،و انا سأدّعي بأنني لا اعرف.
عمر:لم افهم،ماذا سأفعل بالضبط؟،البحث عن مبنى قديم؟.
سوسين:نعم و اضافةً الى ذلك،ستشتري لي فستاناً جميلاً لأرتديه و بعدها قُم بدعوتي للذهاب الى ذاك المبنى انتَ تنتظرني هناك و انا سأتفاجأ من ذلك.
عمر:يمكنني فعل الافضل و الاحسن من ذلك و لكن ليس هنا،عندما نعود.
سوسين:لماذا؟،ألم نأتي لأحقق ما ارغب به؟.
عمر:نعم و لكن سوسين ما الذي يضمن لي انك ستصلين بسلام الى ذاك المبنى او الّا يعترض طريقنا احد ما و نحن هناك؟.
سوسين:عمر ارجوك ارغب بذلك كثيراً.
عمر:سوسين لنغيّر،لنذهب الى مطعم ما او الى الساحل انتِ تحبين البحر كثيراً.
سوسين:لا،ذهبنا الى المطاعم كثيراً و ذهبنا ايضاً الى البحر كثيراً،انا ارغب بتناول العشاء معك انا و انت لوحدنا فوق مبنى بعيداً عن الناس.
صمت عمر لا يعرف ما يجيبها،
سوسين:لا ترفض لأنه لن تكون لديك فرصة اخرى لتسمع طلباتي،ربما سأموت غداً او بعد غد.
عمر:سوسين هل مجدداً؟.
سوسين:عمر قُل "حسناً" انا لا اطلب الكثير،اِن كنتَ تحبّني وافق على ذلك.
تنهد عمر،
امسكَت سوسين يده:ارجوك عمر سنكون لوحدنا انا ارغب بذلك كثيراً.
اومأ ايجاباً،
ابتسمت:تعلم انني احبك كثيراً.
عمر:و انا ايضاً احبك،هيا نامي الآن و غداً لأرى من اين سألقى مبنى قديم في هذه البلاد.
سوسين:ستلقى حبيبي ستلقى.
قبّل جبينها و استلقت و نامت.

..

ذهب عمر الى الشرفة ينظر الى الشوارع التي تعجّ بالسيارات و الناس،
و بيده كوب قهوة مثلجة،
و لكن...لفت انتباهه شيء،
كان هنالك مجموعة شبان حول فتاة شابة،
كان عمر يحاول فهم الخطب الذي يحدث هناك،و لكن بسبب لغته الايطالية الضعيفة فلم يكُن يعرف هل هم يتحدثون ام كانوا في بداية شجارهم،
و لكن بمجرد ما ان رأى تدافعهم نحوها و محاولة ابعاد نفسها عنهم قرر عمر النزول و مساعدتها،فهو لن يرغب بحدوث ذلك لفتاة و يبدو انه قد وضع سوسين مكان الفتاة و لم يتردد،
و دون ان يغلق باب الشرفة بسبب عجلته ارتدى معطفه و ذهب الى الاسفل،
لم يبلغ سوسين بخروجه لأنه امر سيحل بسرعة و لا يرغب بإيقاظها بما انها تناولت دواءها الآن و ستكون متعبة من ذلك،
تقدّم عمر اليهم،و بمجرّد ما ان اقترب منهم ركضوا هاربين،
عقد حاجبيه،حقاً امرهم غريب،
نظرَ الى الفتاة،تحدّث معها بالانجليزية بما انه لا يفهم الايطالية بمعنى "هل انتِ بخير؟"،
لم تجبه،
و لكن عمر لم يدعها و يذهب فكانت قد بدأت انفها بالنزيف،
و بما ان عمر طبيباً فبالطبع لن يتركها تتلطخ بدماءها،
اخبرها مجدداً بمعنى "انا طبيب،سأحضر لكِ ثلجاً لإيقاف نزيف انفك"،
لم تجبه،
في حين تفكير عمر بالذهاب و العودة الى سوسين بما ان الفتاة لا تستجيب له،
بدأت تلك بالصراخ و كأنها تنادي احد،
عمر لم يعرف ما الذي تقوله و لمَ تفعل ذلك الآن،فكانت تتحدث بالايطالية و من سوء حظ عمر لا يتقنها ابداً،
تردد عمر ماذا يفعل،هل يصمتها ام يسألها ام يعود ام يهرب،هو لا يفهم ابداً ما تفعله تلك،
سرعان ما اتت سيارة شرطة،
كان صفيرها قد ايقظ سوسين من نومها،بما ان الشرفة كانت مفتوحة،
تحدّثت الفتاة مع الشرطة بلغتهم و عمر هناك يشاهد لا يعرف ما الامر،
همسَت سوسين:عمر؟،قامت من السرير عندما لم تلقى عمر الى جانبها،
ذهبت الى الشرفة عندما رأتها مفتوحة،
سوسين:اين ذهب؟،وقفَت امام الشرفة،
لقَت تلك الفتاة و سيارة الشرطة و الشرطيان،
و....،
سوسين:عمر!.
مباشرة نزلت سوسين الى الاسفل،
سوسين:مهلاً لحظة!.
كانا كليهما - رجلا الشرطة - يمسكان بذراعيّ عمر ليدخلاه السيارة،
عمر:سوسين!،لمَ انتِ هنا؟،هيا عودي.
سوسين:ما معنى اعود عمر؟،ما الذي يحدث هنا؟.
عمر:انا لا اعلم ايضاً،سأحل الامر بسرعة و اعود،انتِ هيا عودي و لا تبقي هنا هكذا.
سوسين:مستحيل لن ادعك تذهب.
تحدّثت مع الشرطة بمعنى "ما الذي حدث؟،و لمَ تأخذوه؟"،
اخبروها انهم سيأخذوا عمر الى مركز المدينة بسبب ادّعاء الفتاة التي تقف الى جانبهم انها قد حاول الاعتداء عليها،
سوسين:الاعتداء عليها؟!...عمر ما يقوله هذا؟.
وبّخها الشرطي و قال لها الّا تعطل عملهم بالثرثرة الزائدة،و ان تتبعهم الى مركز المدينة اِن كان يهمها امره،
عمر:سوسين لا تأتي هيا عودي.
ادخلوا عمر السيارة،
سوسين:مستحيل،سآتي معك لن تذهب لوحدك.
استقلّت سوسين سيارة اجرة و تبعوا سيارة الشرطة.

مَلاذ♥️(süsöm)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن