يفتح عمر عينيه و بين ذراعيه و حضنه جسدها الدافىء،
طبع قبلة هادئة على جبينها و بكل هدوء ابعد جسدهُ عنها و وضعها على السرير،
ذهب الى الحمام و استحم،
خرج الى الاسفل و اعد افطاراً سريعاً له و لسوسين،
عاد مجدداً الى الاعلى،
جلَس على حافة السرير،طبع قُبَلٌ متفرّقة على خدّها و هو يناديها لتستيقظ،
و ما هي الّا لحظات و قد استيقظت سوسين،
عمر:هيا جميلتي استيقظي،سنذهب اليوم الى الطبيب.
عندما ادركَت سوسين ذلك و تذكّرت ما حدث البارحة ظهرت تعابير القلق على وجهها،
ابتسم عمر مخففاً ذلك عنها:لا تقلقِ سنذهب انا و انتِ معاً و ستصبحين بخير.
ساعدها في النهوض من على السرير و ذهبت لتستحم،
اخرجَ لها بنطالاً و قميصاً حتى يلحقوا تناول الافطار و الذهاب الى المستشفى فالوقت قد تعدّى العاشرة صباحاً،
خرجَت سوسين و ارتدت ثيابها،
جلَست امام طاولة التزيين و إلتقط عمر مباشرة المشط،
قام بتمشيط شعرها بشكلٍ بسيط و تركهُ منسدلاً حتى لا يكون جمعهُ لشعرها سبباً لرجوع الم رأسها،
ذهبا الى الاسفل،
تناولوا الافطار،بالطبع تناولت سوسين بإصرارٍ من عمر فقد كانت قلقةٌ جداً من مرضها و لكنّهُ يطمئنها بين الحين و الآخر بأن نهاية كل هذا جميلة.ذهبوا الى المستشفى بعد تناولهم الافطار،
كانت الساعة تقارب الـ١٢ مساءاً،
امام الطبيب و قد هيّأ كل شيء قد تنبّأ بأن يتم طرحه له،
الطبيب:لم اقدر على إعلامكم بكل شيء بعد خروجكم البارحة فجأة...و لكن ليست مشكلة سأخبركم الآن.
سوسين:اريد ان اعرف كل شيء،من فضلك.
الطبيب:نعم سأخبرك..للأسف السيدة سوسين ورمكِ في مرحلة متقدمة..ألم تشعري بالاعراض هذه من مدة؟.
سوسين:سابقاً كان الصداع متوّسطَ الالم،لم يكُن بمثل هذين اليومين.
الطبيب:عجباً،يبدو انه يرغب بأن يعلمكِ بوجوده،و لكنّهُ تأخر قليلاً.
عمر:الا توجد خطة علاجٍ لها؟.
تنهّد الطبيب ثم:مثلما قُلت هي في مرحلة متقدّمةٍ جداً و لكن لن نفقد الامل،يمكنكم القدوم غداً و سنجري اول جلسة علاجٍ كيماوي و نرى اِن كان ذلك مؤثراً للورم.
عمر:ما مدى تأثيره؟.
الطبيب:على الورم؟.
عمر:لا..على سوسين،هل سيُتعبها؟.
الطبيب:حقيقةً..انا لن اخفي عنكم و لكنّهُ علاجاً مؤلماً..لا تفقدوا الامل نهاية ذاك الالم شفاءٌ لها.
عمر:متى ستكون جلستها؟.
الطبيب:غداً بمثل هذا الوقت،مناسب؟.
عمر:نعم بالطبع مناسب،نظر عمر الى سوسين،مناسب؟.
رفعت كتفيها و اَجابَتهُ بهدوء:اي شيء.
امسكَ يدها و شدّ قبضته:ستصبحين بخير،نظر الى الطبيب،الا توجد مسكّنات تقلل من تأثير الورم؟،سيعاودها الصداع مجدداً و اساساً هي لا تتناول الطعام جيّداً.
الطبيب:نعم سأصف لها بالطبع،اخرجَ ورقة و بدأ بالكتابة عليها،
اثناء ذلك كان عمر ينظر الى سوسين و قبضة يده تُمسك يدها جيّداً،
يحاول اعطاءها الامل و لكن عينا سوسين منطفئة لا تحمل ذرة امل واحدة،
ناوله الطبيب:ها هي.
عمر:أتوجد اوقاتٌ معيّنة؟.
الطبيب:لتتناول ٦ اقراص يومياً،٢ الى جانب كل وجبة.
اومأ عمر ايجاباً و وضع الورقة في جيبه،
سوسين:لحظة..ايها الطبيب ما مدة بقائي حية؟..
نظر اليها عمر،
سوسين:شهرٌ فقط؟.
الطبيب:ذلك احتمال.
سوسين:هل خلال هذا الشهر سأصبح مريضة اكثر؟.
نظر الطبيب الى عمر ثم ارجع ناظريه الى سوسين:لا يمكننا وضع شيء اكيد،و لكن بما ان الورم يكون وقتها قد تغلّب على دماغك فبذلك نعم ستتعبين اكثر و لكن نأمل ان تتشافين بمجرّد الاعتماد على العلاج الكيماوي.
سوسين:هل يوجد احتمال الّا يذهب الورم من بعد العلاج؟.
اومأ ايجاباً،
سوسين:ماذا ستفعل وقتها؟.
نظر الطبيب الى عمر،فلا توجد اجابة تشرح ان مصير سوسين سيكون الموت وقتها،
شد عمر قبضة يده لتنتبه له سوسين:ستكونين بخير،المسكّنات و الادوية التي ستأخذيها الآن ستجعل الورم ضعيفاً و بذلك جلستين و ثلاث و يختفي الورم.
نظرت سوسين الى الطبيب:كم المدة بين الجلسات؟.
الطبيب:بحسب الاولوية ستكون،و لكن لا تقلقِ ستحصلين على الجلسات بمجرّد استجابة جسدكِ لجلسة الغد.
سوسين:المدة؟.
الطبيب:حوالي اسبوع او اسبوعين.
نظرت سوسين الى عمر:٣ جلسات ستشفيني؟،ام سأموت قبلها؟.
عمر:سوسين لا تقولي ذلك،انتِ ستصبحين بخير و الجلسات ستسير بشكلٍ جيّد معك،لا تقلقِ.
الطبيب:لا تقلقِ السيدة سوسين،طالما عمر الى جانبك فذلك سيساعدك كثيراً على ان تتخطّي هذه المحنة،صحيحٌ انه مُتعب و لكن نهايته ستكون جميلة.
عمر:نعم سمعتيه؟،ستصبحين بخير.
بقيَت سوسين تنظر الى عمر و كأنه تشكرهُ كثيراً على بقاءه جانبها،
ثم التفتت الى الطبيب لتطرح آخر اسئلتها،
سوسين:بجانب انني سأتعب،و ان من الممكن ان الجلسات لن تفيدني،هل يوجد شيءٌ آخر؟.
نظرَ الطبيب الى عمر بقلق..،
سوسين:من حقّي ان اعرف كل شيء.
عمر:سوسين لا يوجد شيء،اخبرنا الطبيب بكل شيء.
اومأت سوسين سلباً:لا،انا يجب ان اعرف كل شيء،نظرَت الى الطبيب،أيوجد؟.
تنهّد الطبيب:نعم محقة...بما ان الدماغ مركز الجسد و الورم الذي في دماغك متقدّمٌ جداً،تظهر لنا احتمالية ان الورم قد يأكل الدماغ.
عقدت حاجبيها:ما معنى ذلك؟.
عمر:لا شيء سوسين،فقط سيسبب الصداع.
سوسين:لا..اريد ان اعرف لا يعقل انني سأموت و لا اعرف السبب.
عمر:سوسين انتِ لن تموتِ.
نظرت سوسين الى الطبيب:اخبرني.
الطبيب:اُخبرك...توجد احتمالية انّكِ ستنسين كثيراً،تواجهين مشكلة في الكلام،ستواجهين مشكلة في المشي،و لكن كل هذه احتمالات لا يمكنني قول انه من اللازم ان يحدث ذلك.
نظرَت الى عمر،
ابعد عمر ناظريه عن سوسين،
عمر:هل هذا كل شيء؟.
الطبيب:نعم كل شيء.
عمر:شكراً لك.
قامَ و قامت سوسين بما انه كان يُمسك يدها طوال الوقت،
الطبيب:اراكم غداً.
اومأ عمر ايجاباً،
و قبل ان يتعدى عتبة الباب...،
الطبيب:الادوية..لا تنسوا شراءها.
اومأ عمر ايجاباً مجدداً و خرجوا،
اخذوا الادوية و صعدوا السيارة.
أنت تقرأ
مَلاذ♥️(süsöm)
Short Storyيتبقى لها شهراً واحداً لتعيشه اِثر مرضها، فيقوم عمر بآخر واجباته تجاهها كـملاذ. *رواية باللغة العربية الفصحى، اتمنّى لكم الاستمتاع اثناء قراءتها💗💗. مكتملة* Susen - omer Süsöm - susom ömer - süsen سوسين - عمر