الفصل الثاني عشر

67 9 9
                                    

◎ 



توجد أيام من حياتنا لا نتذكرها.. لأنه ببساطه لم يحدث بها شئ يجعلك تتذكره طوال حياتك ، الذكريات يوجد منها السيئه والجيدة فـ السيئه تجعلك تكره اليوم والساعه التي حدث فيها الشئ السئ وعندما يأتي هذا الوقت تشعر وكأنك تكرهه أكثر من أي شئ أخر في الحياه.. أما الجيدة تشعرك بالسعاده وتود تكرار الشئ الجيد أكثر من مره لأنه يرسم إبتسامه علي وجهك بمجرد التفكير فيه.. لهذا لنصنع ذكريات جيده قدر الإمكان حتي لا نكره حياتنا أكثر مما نفعل.. لا نتجه للصواب دائماً ولا للخطأ دائماً.

توجد ذكريات من شدة أنها جيدة ننساها وعندما تظل نفتكرها للأبد تشعرك بالضعف وتتمني بأنك لم تحظي بهذه الذكري أبداً.. لأنه عندما نفقد الشخص الذي تدور حوله الذكري نكرهها ونفتقد الشخص.

مر أسبوعين ولا أنكر بأنني ارتجف خوفاً من إقتراب الموعده المنشود ، فكرت ولا فائده ، أردت صنع ذكريات مع جيسونغ والبقاء معه لوقت أكثر ولهذا إتفقت معه بأن نذهب للملاهي اليوم الساعه الخامسه مساءاً ، لم أقابل تاي مذ أخر مره أوصلني بها للمنزل بسبب المهمات كـ العاده كما أنني إشتقت له جداً لا أعرف كيف مر أسبوعين من حياتي من دونه حتي أنه توقف عن الإتصال بي!

طردت هذه الأفكار وخرجت من المنزل أرتدي بنطال أسود ضيق وقميص يظهر القليل من بطني وفوقه جاكيت يصل لنصف فخذي جليد أسود ، بسبب إنقلاب نفسيتي توقفت عن إرتداء ألالوان كما أنني تخلصت من كل الملابس التي أحضرها لي أبي وبدلتهم بالذي اعشقه و لون واحد  أسود.

وصلت للملاهي قبل جيسونغ وجلست علي أقرب مقعد أنتظره ، اخرجت هاتفي وترددت في الإتصال عليه وفعلت ، ضغطت علي جهة إتصاله وبدأ بالرنين ، لم يجيب وشعرت بالحزن ، إشتقته ، مر وقت طويل وبدأت الشمس بالمغادره وتركي وحدي ، قررت التجول قليلاً بعيداً عن الملاهي حيث اصوات هتافهم وصراخهم يصلني وسيصيبني صداع شديد.

نسمات الهواء تضرب خصلات شعري تطيره بعيداً وتعيده ليرتطم بوجهي يسبب تجعيد ملامحي ، بدأ الرصيف بالإمتلاء بـ عربات بيع المأكولات الساخنه خاصة الشتاء مثل الذرة والبطاطا والكثير ، توقفت أمام عربة بطاطا وإبتعت إثنين ، واحده لي والثانيه لـ جيسونغ ، بدأت بتناولها ولم أهتم لسخونتها ، رأيت طفل صغير يبكي بينما والدته علي ما أظن منشغله بالهاتف تقف بعيداً ، زممت شفتاي للخارج لمنظر وبكائه يستدعيني للبكاء معه بدون مقدمات.

إقتربت منه بإبتسامة لطيفه كي لا يفزع ، عمره تقريباً ست سنوات ، قرفصت أمامه "مرحباً أيها الصغير" نبست بلطف أراقب ردة فعله ، يوجد أنواع كثيرة من الأطفال منهم من يخاف الأناس الغريبه ومنهم من يبتسم لأي شخص يلاعبه ومنهم من يشتمك بدون سبب فقط لأنك غريب والكثير.. ، "أهلاً.." همس بصوت طفولي بالكاد سمعته ، شهق بخفه يتخلص من بكائه ويقوم بمسح أنفه وعيناه ، قربت يدي من وجنته وتراجع للخلف "لا تخف" قلت بإبتسامه وأومأت له بأن لا يخاف مني.. مسحت وجنتيه وربت علي شعره بلطف شديد وقد هدأ قليلاً "إسمي يونا وأنت ما هو إسمك؟" نظر لعيناي وفاه "سيونغ جاي" ضحكت بخفه وقلت "تمتلك إسم جميل مثلك" إقتربت منه وقبّلت وجنتيه وقلت بسعاده "هل تريد واحده؟" أومأ لي بهدوء وخجل ، امسكت كفه الصغير و وضعت بها البطاطا واقفلت أصابعه حولها كي لا تسقط منه..

حُـب و دُمّـو؏ || 𝖳𝖸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن