الفصل الحادي عشر

67 10 5
                                    

◎ 


كُنت جسد بلاَ روح ، دُنيا بدون بشر ، محيط خالي من السمك ، شجرة بأغصان مشوهة لا يحتويها شئ ، كنت ضائعه وسط مدينه لم يسبق لي وأن سمعت بِها ، الحياه كانت طويله ليس وكأنها عباره عن ساعات وأيام وأشهر بل كانت الدقيقه دهر ، البعد عنه يساوي الضياع والتلف وهذا ما حدث لي في وقت غيابه ، لم أكن اعلم بأنني غارقة له لهذا الحد!

لم أحب أحداً من قبل ، شعور الوقوع في الحب جميل وممتع ولكنك لن تعلم بأنه عذاب بل أعظم عذاب في الحياه ، لو كنت أعلم بأنني سأتشوه بهذه الطريقة لأخذت حذري منه ومن الوقوع بشباكه ، وكيف ومن أثرتني عيناه قابعه بين أحضانه!


في اللحظه التي إرتميت بها داخل حضنه شعرت بالكمال والإكتفاء ، عانقته بقوة تعبر عن شوقي وقد تكون هناك طرق للتعبير عن شوقي لهُ ، رائحته والتي أعشق ، ليت أنفي لا تشتم سوي رائحته ، ألصقت أنفي بعنقه أشتم رائحته المخدرة لـ جسدي الذي تم تخديره ، أغمضت عيناي منغمسه بعالمي معه ، بينما نعانق بعضنا البعض لفحتنا نسمة هواء باردة جعلته يدفني به أكثر ولم أمانع ، شددت علي عنقه أسحب نفسي لهُ وقد همس بصوته الأجهش "الي أين تريدين الذهاب بعد؟" قبل جانب رأسي قبله طويله وكان يقصد بسؤاله هو أنني أدفن نفسي به أكثر ودهش من إلتصاقي به.


"إليك وملتصقه بك للأبد" نبست بإبتسامه تعبر عن فرحتي معه ، أبعدني عنه ويداه أخذت أماكنها علي جسدي وفاه أمام وجهي يزفر أنفاسه "أي أنكِ ستصبحين علكه!" ضيقت عيناي أنظر لـ ملقتيه وقلت "أجل ، سأصبح علكه من أجلك" إبتسم لقولي وعاود إحتضاني بخفه وفصل العناق نهائياً وكذلك يداه "هيا بنا" فاه يفتح لي باب السياره ودلفت.. وضعت حزام الأمان وعيناي تراقبه حتي جلس خلف المقود..

نظرت له بإبتسامه بلهاء عندما رأيت نفس الطريق المؤدي لـ منزلنا وبادلني بأخري خبيثة ، تحمحمت بخجل وأرجعت نظري حيث كان علي الطريق ، وصلنا بسرعه وقد حفظت الطريق هذه المره ، نزل هو وإلتف بسرعه ليفتح الباب لي..

أشعر بقلبي يرفرف أعلي السحاب ، وكأنني غيمة بلون سمائي وسط الغيم بلون رمادي قاتم ، مع كل شعور البهجه والمشاعر الهائجه بداخلي يلازمه شعور التوتر وبعض من الخجل..

مد يده لي وأمسكتها ، ملمس يده كـ الحرير ، ناعمه ورقيقه وبروز العروق بها تفقدني صوابي ، وشكل أصابعه المختلفه والفريده من نوعها ، حرفياً كل شئ به جذاب وصعب المقاومة.


وقف بي أمام باب المنزل ، إنتظرت بأن يفتح الباب ولكنه ضغط علي زر ما أعلي الباب وإنتشر نور بجانب المنزل لفت نظري ، تركت يده ومشيت حتي أري الأنوار بألوان مختلفه وجميله ، وجدتُ الممر المؤدي للحديقه التي خلف المنزل مليئ بالأنوار وزينه موضوعه علي شكل خيوط متشابكه تظهرها في أبهي صوره للتأمل.. دمعت عيناي وإلتفت له أتي وأمسك يدي يقبّلها ، مسحت عيناي لا اعلم متي بكيت!

حُـب و دُمّـو؏ || 𝖳𝖸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن