6- غريب... ساخرة

24 9 1
                                    

هذا كثيرٌ جداً لأحتمله ، إنها ابنتي و لدي الحق لقد كنت وحيدة تماماً منذ فترة الحمل حتي هذه اللحظة في رعايتها ما هو الدور الذي قام به ليطلبها بتبجح و كأنه كان بجانبي حتي هذه اللحظة "توقف أنت حتى لا تهتم ، هل يرضي نرجسيتك قليلاً إن تنمرت على من هم أقل سلطة منك أنت تختبئ خلف نفوذك اجعلها مباراة عادلة و لنري أياً من الأحق برعايتها"

"مباراة عادلة ها.. " زفر بسخرية و قد ترك مقعده ليقف أمامي يجذبني نحوه حتي أصبحت انشات صغيرة تفصلني عنه و ارتعش جسدي لهذا التقارب المريب و هسهس بنعومة" حسناً أنا أتفق لتكن مباراة عادلة" هذا الشيطان يجيد التنكر جيداً " لنعقد اتفاقاً"

_ لأكن صريحاً و واضحاً معك الأمر باختصار هو ..

انتظرته لثوان قليلة حتى أكمل : تزوجيني ..

قطبت جبيني و اتسعت مقلتا عيناي للحظة متمتمة بقلة إدارك : عفواً ؟

زم شفتيه بحزم و قد تلاشي أي أثر للسخرية و تمتم بهدوء : عقد زواج .. لضمان حقوق الأطراف المعنية مع تطبيق الشروط والأحكام

في هذه اللحظة ساد الصمت الكئيب يغلف زوايا المكتب و كم شعرت بثقل غريب يطبق على صدري فجأة

استمرت حالة الجمود هذه نقف متواجهين و ننظر داخل أعيننا في حالة من الصراع الصامت ، لم أسمع في هذه الأثناء سوي صوت الشارع و ضجيج المدينة و المحركات النفاثة

بالتأكيد لقد فقد عقله.. يا له من مسكين!

هذا هو ما فكرت فيه قبل أن تتعالي ضحكاتي في المكان

هل هو مسكين.. حقاً ؟
ابتسم ابتسامة صغيرة مضمرة و هو ينظر إلى السماء خلف النافذة المفتوحة لثوان ثم عاد يرمقني بنظرات ساخرة : هل كان عرضاً مضحك لهذه الدرجة ؟

هدأت أخيراً بعد دقائق من الضحك المتواصل و قلت بعد تنفسي الصعداء أخيراً : أجل فقد كانت دعابة سخيفة ، أنا لا أستطيع رؤيته كعرض حتي أنا فقط أطلب منك التوقف عن هذا الهراء

_ لك كامل الحق في عدم تصديق ما أقول و اعتباره درباً من الخيال إذا أردت ، لكنك ستفكرين مرتين عندما أضع ابنتك تحت وصايتي دعيني أخبرك مجدداً أنني جاد بريتي و لست أمازحك.. تزوجيني .

قطبت جبيني في انزعاج لم يعد الأمر مسلي لذا زمجرت بغضب : إلي متي قد يستمر هذا الحوار الهزلي

زفر بملل : يبدو بأنني لا أبدو جاد بما يكفي بالنسبة لك...

* * *

"هل هذا هو ؟ ، هل هذا صالح للعيش.." قالها ويليام بنبرة ساخرة مقتضبة مشيراً إلى المبني الذي أقطن فيه ، حسناً إنه مريع فهو قابل للسقوط في أي وقت إنه أفضل من لا شيء قديم قليلاً.. حسناً كثيراً لكنه يوفر جميع الموارد الضرورية للحياة الآدمية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صورة منعكسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن