7- مريض

41 9 7
                                        



توقفتُ عن الحديث مع أليس أنظر إلى الهاتف الذي قد رن فجأة ! برقم جشوا فأردفت بسرعة قبل أن أغلق باب شقتي : أليس من فضلك انتبهي جيداً لطعام آري.. تعرفين حجم الكارثة التي مررنا بها مسبقاً
ابتسمتُ بهدوء مجيبة : مرحباً سيد جشوا... صباح الخير

أتي صوته المنزعج : بريتي أين مستند السيد مادوكس، الملف مفقود و مرافعة الرجل بعد ساعات قليلة ويليام سيفقد عقله.
انتابني بعض التوجس و القلق لأجيبه أفرك جبيني بإرهاق : لقد أرسلت الملف بالكامل مع بقية المستندات إلي ماك ليرسلهم إلي السيد ديفيز

_ حسناً فهمت... ذلك الأخرق ماك ، لا بأس بريتي شكراً لكِ، تعلمين.. ويليام سيجن جنونه إن خسر تلك القضية ستكون كارثة تحل علي الجميع

أومأت بتفهم لقد علمت أثناء قراءة المستندات و تدقيقها أن ذلك المدعو مادوكس هو أحد أهم رجال الأعمال في الجالية الإيطالية وِكالته القانونية تابعة إلي ويليام مباشرةً ، لا تكمن المشكلة في خسارة القضية ، بل في فقد هذا العميل  ذو الجيب الثمين

أجبته أزفر بملل و كأن مساعدة ذلك المتعجرف ما كان ينقصني: سيد جشوا أعتقد أن لدي بعض المستندات علي جهازي اللوحي كما تعلم لم تنتهي القضية بعد لذا لم أقم بحذف المستند.
أكملت متداركة الأمر بسرعة حتي لا يظن أن لدي الملف كاملاً و أقع في مشكلة : أنا فقط أمتلك الأوراق المبدئية أقصد المستندات الرئيسية من أوراق الضرائب والرسوم ، بقية المستندات ليست من اختصاصي كمترجمة

عندما نزلت لأسفل البناية كان جشوا يقف أمام مدخل العمارة المتهالكة فاجأني بعناق ساحق وقفت فيه كتمثال بينما أردف ممتنناً : بريتي بربك يا فتاة لقد أتيتي من الجنة أنت ملاك شكراً لك حقاً ، حسناً حاولي الوصول في أسرع وقت

أكمل حديثه بعد إن ابتعد قليلاً: آسف لقد كنت ممتناً ذلك الرجل عميل مهم بالنسبة لنا و خسارة قضية كتلك ستودي بنا إلي الهلاك كنت في طريقي إلى الميناء و يجب أن أرسل بعض المستندات إلي دانيال سيستغرق وقتاً طويلاً لعودتي إلي مقر الشركة منزلك قريبا من الميناء _لذا ها أنا أقف أمام بنايتك _ هذه المستندات من فضلك أرسليها مع الملف لديك إلي ويليام لا ترسليها عبر الفاكس أو الإيميل فقط يدوياً و إحذري أن تسليمها إلى أحد بخلاف دانيال

أخذت خطوة إلي الخلف و تحدثت بهدوء: أنا حقاً لا أعلم كيف وصلك عنواني يا سيدي و مع هذا يساورني بعض الفضول ألا تضع ثقتك في موظفة لم تكمل أسبوعاً خلال العمل سياسة شركتكم غريبة حقاً
ضحك بتوتر و تحدث يبعثر شعره : لدي سجل الموظفين كما تعلمين ، و أنا أثق بك لذا دعينا نقوم بالتالي دون تأخير

صورة منعكسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن