«مـآ ذنـب قـلبـهـآ إن كـآن لطـيفـاً لَآ يؤذي فـيُأذَى»
.
.
."شكرًا لمساعدتي اليوم سيّد آرثر " تكلمت باحترام و وقار و ابتسامة مشرقة على محيّاها و بعدها نزلت من السّيارةِ و ظلّت تراقبها حتى اختفت عن الأنظار .
حملت نفسها بصعوبة على قدميها و فكّرت بحزن كيف ستصل إلى القصر بحالتها هذه و بينما كانت بصدد التّحرك من مكانِها شعرت بقبضة شخص على كتفها أدارتها للجهة الأخرى فقابلت وجهه .
"من صاحب تلكَ السيارة و لمَ أنتِ هنا و لماذا تأخّرتِ في العودة من المدرسة ؟" .
"آريس ألا تظنّ نفسكَ بالغتَ في الأسئلة ! ".
" لا تستفزّيني " .
" حسنا ، أختكَ المؤدبة تيسا دفعتني صبَاحًا من على الدّرج و لويت قدمي و قد كنت بالمستشفى ، هل هناك اعتراض على ذلك ؟ "، كان كلامها مستفزّ لذلك الشّاب الذي لا يُحبّ اطلاقا من يُعامِله بهكذا طريقة .
" و لِمَ لم تتّصلي ، أم أنّكِ تفضّلين الركوب في سيارات الغرباء !؟ " سألها بملامِح غاضبة نوعًا ما مُخفاة تحت ذلك الوشاح الأسود .
أنزلت أنظارها نحو يده الممسكة بِها فأبعد يديهِ و نظر بتمعّن إلى حالتها و ملابسها الملوّثة بالمطر و الوحل و كأنّها كانت في حرب ، و لكنّها في الحقيقة بسبب جلوسها على الطّريق في المطر .
تجرّد من معطفه و ألبسها إيّاه ثمّ نزع الوشاح عن عنقهِ و لفّه على عنقها و أشار لها بيديه نحو درّاجته النّارية .
" لنَعُد ".
" لا أريـ ـد " أجابته مباشرة بنبرة صوتٍ لم تطمئن قلبه .
رفع هاتفه إلى أذنه ينتظر ردًا على اتّصاله بعدما نقر على أحد الأرقام .
أتى الردّ أخيرًا .
" نعم سيّدي" .
" كلوديا لا تقلقي على إيلورا إنّها معي "
" حسنا شكرًا لقد طمأنتني ، لكن هل يمكنني أن أتحدّث إليها ؟ " .
مدّ الهاتف إلى إيلورا و أشار بعينيه نحو الرقم المكتوب على الشاشة .
أنت تقرأ
حَقِيقة لـَـاذِعَة
Short Story«كانت الطفولة براءة مفقودة .. والسعادة تبخرت مع دموع الحزن .. في يومٍ مظلم انقطعت أواصر الأمان بقسوة .. حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام .. لم تكن هناك سوى ذكريات مؤلمة لعائلة فقدت حياتها بلا رحمة .. وفي عتمة تلك اللحظة المظلمة تمزقت الطفلة البريئة...