« إن الأوجاع لا تهوي في القلب كما تهوي الطيور نحو العشّ...بل تزرع أظافرها في صدرك كمنبتٍ لا فكاك منه...فتمسي الآلام لغةً جديدة لا كلمات لها... بل وقعٌ لا يسكت وصوتٌ لا يُسمَع...كأنما صدى في كهفٍ لم يُخلق له باب. »
.
.
.
.
لا الزمان استوعب الصدمة و لا المكان استطاع ابتلاع كمية التوتر في هواء هذا المكان.
كلمات...!! بل رصاصات خرجت من فم ليو لم تخطئ هدفها نحو قلب آريس مباشرة.
لم يرد أن يبدي أي مشاعر في تلك اللحظة و لكن لغة جسده عكست كل شعور شعر به الآن.
رجفة يديه التي حاول الضغط عليها حتى لا تفضحه و اتساع عيونه التي سرعان ما أخفاها معيدا نظرة الهدوء إليها.
الهدوء..؟! نعم الهدوء الذي لطالما تضادّ مع عواصف قلبه...كما الآن بالذات.
رائحة الدماء من تلك الليلة عادت لأنفه...ملمس المسدس بين يديه و الذي أنهى به حياة تلك العائلة...دون تردد أو ندم.
نظرات تلك الطفلة يشعر بها تخترقه مجددا كما و أنه عادت له حواس تلك الليلة كاملة ليشعر بها
مرة أخرى.أخفض بصره إلى يده اليسارية ينظر إلى ذلك المسدس بين أصابعه..
إنها نفس اليد...نعم نفسها...اليد اليسار من جسد آريس لوسيير هارفي.
تلك اليد اليسار التي قتلت زوجين برصاصتين
لم تخطئا هدفهما نهائيا.بعد تلك النظرة رمى آريس المسدس من يده فوق المكتب ما جعل ليو يبتسم بمرارة نوعا ما.
لم يعد يحتاج إلى تأكيد إضافي...فنظرة آريس نحو ذلك المسدس معترفا بكل مشاعره أنه قاتل..كانت كافية و كفيلة بتأكيد كل ماهو مشكوك به.
كان أنف ليو ينزف دماءًا بسبب تلك الضربة و لكنه لم يهتم حقا.
"كيف علمت ؟" هذا أول سؤال تبادر إلى ذهن آريس و الذي لم يتردد في طرحه.
ضحك ليو ضحكة صاخبة لا تدري إن كانت ضحكة مرارة أو استغباء للسؤال أو عدم تصديق.
"أهذا ما يشغل بالك الآن؟"
استمر نزيف ليو و لم يتوقف و بدأ يزداد حدة...فالدماء كانت غزيرة..كان يغطي أنفه بكوعه تزامنا مع حديثه المتقطع محاولا إيقاف سيلان الدم و لكنه كان يرفض ذلك حتى غرق ساعد قميصه و كوعه بالدماء.
أنت تقرأ
حَقِيقة لـَـاذِعَة
Short Story«كانت الطفولة براءة مفقودة .. والسعادة تبخرت مع دموع الحزن .. في يومٍ مظلم انقطعت أواصر الأمان بقسوة .. حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام .. لم تكن هناك سوى ذكريات مؤلمة لعائلة فقدت حياتها بلا رحمة .. وفي عتمة تلك اللحظة المظلمة تمزقت الطفلة البريئة...