« لا بأس .. هذا ما أقوله دومًا لقلبي الذي تفيض دموعه دمًا مُلطّخا دواخلي بألم لا ينتهي » ..
.
.
.في بعض الأحيان .. أشعر وكأن الحزن قد تسلل إلى أعماق قلبي واستقر هناك .. يبدو وكأنه ضيف غير مرغوب فيه لكنه يرفض المغادرة.
لا يمكنني تجاهله فهو يشكل جزءًا من كياني يصبغ كل لحظة وكل فكرة بظلاله القاتمة.
أستيقظ كل صباح وأتساءل كيف يمكنني الاستمرار في هذه الحياة التي تبدو وكأنها سلسلة لا تنتهي من الخسائر والألم .. الأيام تمر ببطء وكل دقيقة تحمل معها ثقلًا لا يطاق .. أحيانًا أشعر وكأنني أتنفس بصعوبة .. وكأن الهواء نفسه قد أصبح كثيفًا ومليئًا بالأسى.
أتساءل في صمت عن الغاية من كل هذا .. لماذا يجب أن أعاني بهذه الطريقة؟ لماذا يجب أن أشعر بهذا الفراغ العميق؟
الحزن ليس فقط شعورًا .. بل هو حالة وجودية تتغلغل في كل زاوية من زوايا حياتي .. يبدو وكأنه لا نهاية له كأنه قد استولى على روحي.
أحاول أن أجد العزاء في الأشياء الصغيرة في لحظات قصيرة من الفرح العابر .. لكن حتى هذه اللحظات تبدو وكأنها تتلاشى بسرعة تاركة خلفها فراغًا أكبر .. الألم يعود بسرعة وكأنه ينتظر في الأفق ليغمرني مرة أخرى.
أحيانًا أتحدث إلى نفسي أحاول أن أفهم لماذا يجب أن أتحمل هذا العبء .. أحاول أن أكون قويًة ..أن أتحمل وأستمر .. لكن القوة ليست دائمًا كافية .. هناك لحظات أشعر فيها بالانهيار .. وكأنني لا أستطيع الاستمرار بعد الآن.
أتذكر الأشخاص الذين فقدتهم .. وأتساءل لماذا رحلوا بهذه السرعة ؟ .. كانوا جزءًا من حياتي .. جزءًا من نفسي.. والآن كل ما تبقى لي هو ذكرياتهم.
الذكريات جميلة .. لكنها أيضًا مؤلمة .. فهي تذكرني بما فقدته .. بما لن أستعيده أبدًا.
الليل يكون الأصعب عندما يسود الهدوء والصمت. الأفكار تتكاثر في الظلام، ..تهاجمني من كل جانب .. أحاول النوم.. لكن العيون تظل مفتوحة والدموع تجد طريقها ببطء في الظلام .. الحزن يبدو أكبر و أكثر وضوحًا.
أنت تقرأ
حَقِيقة لـَـاذِعَة
Short Story«كانت الطفولة براءة مفقودة .. والسعادة تبخرت مع دموع الحزن .. في يومٍ مظلم انقطعت أواصر الأمان بقسوة .. حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام .. لم تكن هناك سوى ذكريات مؤلمة لعائلة فقدت حياتها بلا رحمة .. وفي عتمة تلك اللحظة المظلمة تمزقت الطفلة البريئة...