دِينترِي || YM

-٥- زنبق السيف

Enjoy

*********************

عبرت الرياح بخفةٍ من جانب رقبته ولامست طُول ندوبه الملتحمة قديمة الزمن

أعاد رأسه الى الخلف و فتح ذراعيه على مصراعيها يتيح للرياح ملامسة صدره كذلك

أغمض عيناه و اقترب من حافة المنحدر ثم أخذ الى صدره نفساً عميقاً

جمع روائح الغابة و استنشقها مُحاولاً استجماع شجاعته

'إن أقدمت على فعلها الأن لن يُوقفني أحد'

همس بإحدى الجُمل التي تكررت في رأسه ثم اقترب قليلاً من الهاوية

شيءٌ ما يستمر بسحبه الى الأسفل على الرغم من ثباته في الأعلى

لا بُد و انها أفكاره شديد السواد حول نفسه و ربما هذه رماد مشاعره

الأجواء من حوله شابهت أيام الربيع مما جعله اليوم الأنسب في نَظره و كذلك رفضه لمواجهة أحد ذكرياته قد كان مُعززاً للاقدام على فِعلٍ قام بتأجيله لوقتٍ طويل

"أكاد لا أصدق عيناي، إنها زنابق السيف، أيعقل أنني وجدتها بهذه السهولة"

زفر بِبؤسٍ حين التقطت اذنيه صوتٌ مبتهج يأتي من مكانٍ لا يبعد عنه الكثير

ثم صوت لُهاثٍ متعب و بعض هتافاتٍ سعيدة و من خلف الأشجار شاهقة الطول ظهر صاحب كل هذا الصخب

راقب يونغي بعينيه هيئة جيمين السعيدة و انشغاله التام بالزهرة بين يديه دون أن ينتبه لطريقه الذي ينتهي بهاويةٍ مميتة

باهتمامٍ انتظر يونغي وصول جيمين الى الحافة دون أن يصدر أي صوتٍ يُدل على وجوده الواضح

"لكان العم أوسكار سيفخر بي إن علم بحقيقة عثوري على زنبق السيف "

وقبل وصوله الى الحافة بخطوةٍ واحد اشهر يونغي سيفه ووضعه كحدٍ بين جيمين و الهاوية

شهق الشاب وعاد خطواتٍ الى الخلف يتملكه الذعر نحو القدر الذي كان في انتظاره منذ لحظات

وضع يده على صدره و تنفس بسرعة ثم نظر الى صاحب السيف فوسع عيناه و ازدادت وتيرة نبضاته

سقط جيمين أرضاً و مازالت انفاسه تتنافس على الخروج و الدخول بسرعةٍ من و الى رئتيه كما لو انه استيقظ من أحد كوابيسه

القائد مين قد اصبح أحد أبطال هذه الكوابيس ففي كل مرةٍ يظهر أمامه بسيفه الدامي و نظراته الحارقة مُدمراً سعادته