-٣- القُرنفل و السَدم

1K 129 225
                                    

Enjoy

*******************

- جيمين -

أعمى الظلام عيناي و شعرت بترنح رأسي الثقيل و كأن حجراً قاسياً رُمي على رقبتي

كان لرائحة الطبيعة بعد هطول المَطر نصيباً في ايقاظي من نومي الذي أجهل لحظة حدوثه

وَجدتُ صعوبةً فَتح عيناي لكنني قاومت و بدأت بإبصار  النور شيئاً فشيء

حلقي الجاف طالب بشرب الماء في اسرع وقتٍ ممكن و ربما لهذا السبب بدأت بالهذيان راغباً بالحصول على القليل

"ستحصل على الماء حين أنتهي من استجوابك"

عقدت حاجباي أجهل هذا الصوت وحين أرغمت نفسي على النظر جيداً توضحت لي معالم صاحبه و صدمتني ذكرياتٌ عن ليلة الأمس

كان القائد مين يجلس خلف طاولته و يُدَوِنُ شيئاً ما على الأوراق و المخطوطات أمامه

و لا يُحال أنه لم ينم منذ الأمس، لا يمكن له أن يستمر في انتظار استيقاظي دون أن يرف له جِفنٌ او يصيبه النعاس

ابتلعت ريقي راجياً ترطيبه لحلقي فالجفاف بدأ بجرح حنجرتي

"يا سيدي ليس هناك أكثر مما أفصحت عنه في الأمس فدعني في حال سبيلي، لِمَ لا ترسلني في طريق العودة الى بلدتي"

صوتي ملأته البحة المتعبة و نبرتي يشوبها الرجاء و الملل من هذا الحال

"لقد تجولت بالأمس في الكثير من أجزاء الغابة، لا بُد و أنك قمت بحفظ المداخل و المخارج جيداً  مما يعني أن افلاتك من قبضتي بات صعباً فأنا أخشى أن تكون أحد أعوان أعدائي و تفشي لهم بكل ما تعرفه عن هذا المكان"

يا لكثرة شكوكه و أحكامه اللانهائية وفي جميع أقواله يراني كالرجل الواشي و السيء، لا بُد و أنني أفوق اللورد ريتشي سوءاً في نَظره

"لم يتسنى لي حِفظ أو رؤية أي جزءٍ من هذا المكان جيداً فالظلام الدامس قد منعني من ذلك"

رفع رأسه عن أوراقه و أمعن النظر لي فأخفضت عيناي متجاهلاً الخوف الذي أصاب قلبي، فنظراته لم تحمل سوى الغضب المكبوت

"أيها الشاب, لم أتي بك الى هنا كي تسمعني تبريراتٍ لا تثير اهتمامي, إن كنت ترفض الاعتراف بأسبابك سأحتجزك هنا الى أن تقرر الإفصاح"

خرجت كلماته شديدة اللؤم و بعثت لي بشعورٍ من الاختناق كما لو انه نجح في لف حبلٍ حول رقبتي

 دِينترِي || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن