..حينما تكون خارجاً، أكون في شوقٍ للقاء..
..لكَ في العيون حبٌّ وجنون، يصلُ حدود السّماء..
..كلّه يهون، شوقي والشّجون، حين يحين اللّقاء..
..حينما تأتي، وتضمني إليك....من وجودكَ أرتوي، و إلى روحكَ أنتمي..
..أنتَ يا من لا يُري، سرّ ضعفه إلّا لي..
..في هواكَ معنى الوجود، للحياة وللوعود....في انتظاركَ دوماً أن تعود..
/ إيمي هيتاري /
...........................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول رواية أنشرها هنا
رواية خفيفة، لطيفة، وأرجو أن تستمتعوا بها
جميع الحقوق محفوظة
لا أسمح بالنّقل أو النسخ دون إعلامي نهائياً
ممكن الإقتباس مع ذكر المصدر
..........................
مقدّمة
" سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة، لقد انتهيت سأفتح "
فتحتْ الصغيرة ذات السّبعة أعوام عينيها بلطف وسعادة ثمّ بدأت تبحث في أرجاء الحديقة العملاقة، تجري من شجرةٍ إلى أُخرى وشعرها الأحمر يتطاير في السّماء كخيوط قدرٍ أحمر يلمع تحت أشعةِ الشّمس!.
لمحت شعره الأحمر القصير الّذي يُشابِهُ خاصّتها من خلفِ نافورة الماء فابتسمت بسعادة وجرت إليه وعينيها الزرقاوتين تلمعان بحب، صرخت وهي تقترب منه أكثر وأكثر: وجدتكَ فويغي.
وأطلقَتْ بعدها قهقهاتٍ عالية وهي تراه يجري أمامها قائلاً: لقد فعلتُ هذا عن قصد، سمحتُ لكِ بإيجادي لِكي أبدو رائعاً وأنا أفوز عليكِ.استمرّت بالضّحك وهي تجري خلفه وعينيها ما زالتا تبحثان في الأرجاءِ، تأوّهت بألم عندما ضربَتْ قدمها الصّغيرة بإحدى التّماثيل الحجرية لتَسقطَ بعدها على الأرض وهي على وشكْ البُكاء.
" فلورا ! "
صرخ الشّبان الثلاثة بعد أن خرجوا من مخبأهم واتّجهوا نحوها.
جلسَ الكبير بينهم فيفان ذو الخمسةَ عشر ربيعاً أمامها راسماً تلكَ الإبتسامة الخلّابة على شفتيه، عيناه الزّرقاوتان تبدوان وكأنّهما تنشران قلوباً صغيرة في الأجواء، شعره الأشقر يلمعُ تحت أشعة الشّمس كقطعةٍ ذهبيةٍ نادرة.ربّت على رأسها بلطف ليقول: هل أنتِ بخير فلورا؟.
على الرّغم من أنّها كانت بخير إلّا أنّها كانت تحبّ اهتام إخوتها الكبار بها، لذلك أجابته وهي تحاول البكاء باستماتة: قدمي...قدمي تؤلمني.جاء صوت أصغرهم فويغي ساخراً: هيّا فلورا...كفاكِ دلالاً، جميعنا نعلم أنّكِ بخير، هيا قفي.
صرختْ الصغيرة بغضب: كلا لستُ بخير، وما أدراك أنت أيّها الأحمق؟.
صُدمَ الشّبان الثلاثة عند سماعهم لكلمة " أحمق " تخرج من أختهم الصغيرة، من أين تعلّمت هذه الكلمة؟!!.أميرة صغيرة لم تتجاوز السّبعة أعوامٍ من عمرها، نادراً ما تخرج من القصر، وطبعاً من المستحيل أن يتحدث الحراس والخدم معها هكذا، وإخوتها لم يفعلوا أيضاً!.
سألها فيفان بإبتسامة: من أين سمعتِ هذه الكلمة فلورا؟.
قطّبت حاجبيها فجأةً وتكتّفت بغضب لتقول: ذلكَ الطّفل الصغير الّذي سرقَ الحلوى خاصتي في حفلة البارحة، عندما صرختُ عليه وأخبرته بأن يعيدها قال لي " احصلي على غيرها أيّتها الحمقاء فأنتِ أميرة! ".أطلقَ فيفان ضحكةً خفيفة تليقُ بأميرٍ شاب بينما غرق فويغي بالضحك حتّى سقطَ على الأرض ممسكاً معدته وهو يهتف من بين قهقهاته: أعجبني هذا! يا لهذا الطّفل الظريف، من هو؟.
أمّا الأخ الثالث فينرال بقي ساكناً مع ابتسامةٍ خفيفة علتْ ملامحه الملائكية ليقول: إنّه سليل عائلة غارلو، وبالمناسبة إنّه بعمركَ فوليغليون، وفلورا! هذه كلمة غير جيدة لا تلفظيها مرّةً أخرى.
أومأت فلورا برأسها وهي ما زالت تحاول فهم سبب ضحك إخوتها على ما فعله سارق الحلوى خاصّتها بينما وقف فيفان على قدميه ليقول: ستقلق أمّي علينا، يجب أن نعود الآن.
ابتسمت فلورا ببراءة لتقول: أنا لا أستطيع أن أسير.
عدّل فويغي ملابسه البيضاء ليقول: أنا لا أستطيع حملكِ فلورا ستتسخ ملابسي.
ابتسم فيفان وقال: حسناً إذاً..أنا سأحملها.
كان فينرال أسرع منه فانخفض معطياً ظهره لفلورا ثمّ قال: أنا سأحملها، أعلم بأنّ قدمكَ اليُسرى قد جُرِحَتْ البارحة أثناء مراسم المبارزة.قفزتْ فلورا بسعادة على ظهر أخيها بينما قال فيفان بابتسامةٍ حانية: نعم، شكراً لكَ أخي الصّغير.
سارَ فينرال حاملاً فلورا الّتي بدأت بالغناء أوّلاً ثمّ من خلفهم كان فيفان وفويغي الّذي قال بمرح: هيييي فيفان اشكرني أنا أيضاً..فأنا أيضاً أخوكَ الصّغير.
ضحكَ فيفان وقال وهو يعبثُ بشعر فويغي: حسناً أيّها الأخ الصّغير...شكراً لك.أعاد فويغي ترتيب شعره بسرعة قبل أن تراه فلورا وتبدأ بالسخرية منه، ولكنّه لم ينجح بهذا.
فما أن رأته فلورا بشعره المبعثر حتّى بدأت باستفزازه وهي تكرر: فويغي الأحمق، فويغي الأحمق، فويغي الأحمق.علَت صوتُ ضحكات كلّاً من فيفان وفلورا على تعابير وجه فويغي، بينما ظلّ فينرال يُحدّثُ نفسه قائلاً: فلورا لا تلفظي تلكَ الكلمة، إنّها لا تليقُ بأميرة!.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
نلتقي قريباً في الفصل الأول إن شاء الله
أنت تقرأ
في عصرٍ غابَتْ فيه الدّموع
Historical Fictionمملكة " ايروسيكل " ....مملكة السّلام والحب منذُ قرون أعلنتْ الهدنة على الممالك المجاورة لها ونجحت جيلاً بعد جيل في الحفاظ على هذه الهدنة من خلال اجتماعات السّلام الّتي تُقيمها شهرياً حتى اللّحظة الّتي رفضت فيها مملكة " تاشيلا " حضور الإجتماع كيف سي...