6_ موعدٌ على السّفينة

91 7 0
                                    


كان الشّخص الوحيد الّذي لا أختَلقُ الأعذارَ معهُ، لا أتصنّعُ سعادَتِي، لا أحرّفُ بكلامي، لا أشعُر بالمللِ، ولا أعدُّ الدّقائقَ حتّى أتهرّب منه
_____________

يركضُ الأميرُ لوكا في الرّواقِ المؤدي إلى القاعةِ الرئيسية، وصلَ غايته ليصرخ مباشرةً: زيوس!.
التفتَ أدجنُ الشّعرِ والعينينِ نحو أخاه ليقول بهدوء: أخي هل لا زلتَ هنا؟.
يحاولُ لوكا التقاطَ أنفاسهِ أثناء تفقّدهِ الموجودين، بعضُ الحرّاس، ثلاثةُ خادمات، زيوس وفتاةٌ لا يعرفها بجانبهِ.
تقدّمَ نحوهما وهو يقول: ما الّذي تفعله هنا؟ ألم تعد إلى سوارفن؟.

زيوس: لقد حدثتْ بعض الأمور الّتي منعتني من العودة.

_ ماذا حدث؟.

= وجدتُ حبّ حياتي.
قال زيوس ببرود وهو يشيرُ نحو الفتاة بجانبه.
أخذَ لوكا لمحةً على الفتاة قبلَ أن يقول: ما هذا الّذي تهذي به زيوس؟ وما قصّة الحرب؟ عد إلى وعيك.

رفعَ زيوس حاجبيهِ باستنكار ليقول: أنا لا أهذي أخي ولكن نيني هي من أجبرتني على هذا.
ثمّ التفتَ نحو الفتاة ليقول: نيني هل ما زلتِ لا تريدين الزّواجَ بي؟ أنا أمير.
أجابتهُ المدعوّة " نيني " : ما أدراني أنّكَ لا تكذب؟ كما أنّني أخبرتكَ من قبل حتّى لو كنتَ أميراً حقّاً فأنا لا أريد الزّواج بك.

تنهّد زيوس ليُردِف بهدوء: إنّها الحربُ إذاً.
ضربهُ لوكا على كتفهِ الأيمن وهتفَ بشيءٍ من الغضب: توقّف عن هذا بالفعل أيّها الأحمق.

" نعم فكلمةُ حربٍ أثقلُ مما قد يتحمّلهُ شقيٌّ مثلك ".
قال فيفان الّذي قد وصل للتّو.
التفتَ لوكا نحو فيفان بسرعة ليقول: فيفان أنا آسف حقّاً، يتصرّف زيوس بعدمِ مسؤولية مرة أخرى ولكن سأحلّ الأمر لا تقلق.
ابتسمَ فيفان وهو يصافحُ زيوس ثمّ قال: لم أركَ منذُ فترةٍ طويلة زيوس، وقد عدتَ بالكثيرِ من المصائبِ كما أرى.
اكتفى زيوس بمبادلتهِ الإبتسام ليلتفتَ فيفان نحو لوكا: لا بأس لوكا سنجدُ حلّاً معاً.

ثمّ اتّجه نحو الفتاة ليقول: ويبدو أنّكِ الجميلة الّتي استحوذت على قلبِ صغيرِنا.
انحنتْ الفتاة بهدوء لتقول: مولاي.

_ هل يمكنني معرفة اسمكِ؟.

استقامت من انحنائها لتنظرَ إليه بعينيها الخضراوتينِ: ناينا بيرسون.

رفعَ فيفان حاجبيهِ دهشةً: لستِ من عائلةٍ نبيلة!.

= كلا مولاي أنا من عائلة متواضعة تديرُ محلّ ملابس صغير.

_ كيف التقيتما إذاً إن لم تلتقيا في القصرِ البارحة؟.

التفتتْ ناينا نحو زيوس الّذي بدأ بالحديثِ: عندما كنتُ عائداً البارحة تزحلقتُ وسقطتُ في بركةِ وحل، رأتني نيني و ضحكت عليّ كثيراً قبل أن تساعدني على النّهوض ثمّ قدّمت لي ملابس أخرى وطعام ومكان لأنام فيه.

في عصرٍ غابَتْ فيه الدّموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن