في عصرٍ غابَتْ فيه الدّموع

4_ بلا مُنازع نوعي المُفضّل

كُنتِ تضحكين...فألقي نظرة على كلِّ شيءٍ من حولي
كلّ شيء في مكانهِ إلّا قلبي

_______________________

تغطيةٌ خاصّة من داخلِ قاعةِ الإحتفالات في القصر الملكيّ في مملكة ايروسيكل الّتي أقيمت للتّرحيب بالأميرة هيستوريا ووالدتها الملكة نارين، مّما أكّد على النّوايا الجديّة لكلتا المملكتين في المُضيّ قدماً بالعلاقة المحتملة بين الأميرة هيستوريا والأمير فينرال.

قاعةُ الاحتفال في أبهى حلّةٍ لها كما المدعوّين، الملكةُ أوليفيا تطلّ بفستانٍ بلون السّماء يُطفي على رزانتها وجمالها رونقاً خاصّاً أمّا الملكة نارين فليست أقلّ منها روعةً بفستانها العُشبيّ المشعّ وشعرها الطّويل المُسرّح بجديلة.

على بُعدِ مسافة عدّة أمتار عن الملكتين حيثُ كانت عيون الجميع مُعلّقة كانت فراشة المملكة الأميرة فلورا بفستانٍ أبيضَ لؤلؤي تلمعُ بلآلئ تزيُّن جيدها وتحيطُ بمعصميها وكاحليها تطيرُ برقّةٍ من ضيف إلى آخر تشرقُ عليهم بابتسامتها الآسرة، بجانبها نجمةُ الحفل الأميرة هيستوريا على النّقيض تماماً من الصّورة البريئة للأميرة فلورا تبدو كطاغيةٍ من الإغراء بالفستان النّبيذي المنساب على منحنيات جسدها، فاتنةٌ رغم أن لا شيء يظهرَ من جسدها سوى وجهها وكفّي يديها لكن كما يقال لا يُمكنك درء حرارة النّار بستار.

توقّفت الأصوات في الحال حين دخل الأمراء لتحُطَّ العيون عليهم وتبدأ الهمهات بالعلوّ من جديد ما بينَ إعجابٍ وانبهار، ولكنّها سُرعان ما تحوّلتْ إلى ضحِكاتٍ مكتومةٍ عندما لاحظ الجميعُ ملابس الأمراء المُتشابهةِ بالإضافةِ إلى كارلوس ويوجين الّذي كان على وشكِ الهربِ بهدوء ولكن كان لقلبهِ كلامٌ آخر عندما لمحَ فلورا من بعيدٍ بفستانها الأبيض وهي تنظرُ نحوهم مُبتسمة، تسمّر في مكانهِ.

تقدّمَ فوليغليون بثقةٍ: ها قد وصلتُ أخيراً، الآن سيبدأ الحفلُ الحقيقيّ.
تقدّم العديدُ مِن النبلاء وأمراء الممالكِ الأخرى لإلقاءِ التّحيةِ عليهم فاستفاق يوجين من أحلام اليقظةِ عندما هتفَ أميرٌ بسخرية وهو يصافحُ فوليغليون: واااه فوليغليون أنتم تبدون رائعين حقّاً بهذه الملابس.

اتّسعت ابتسامة فوليغليون: نعم أعلمُ هذا ولكن لا تحاول الحصول على بدلةٍ أخرى كخاصتنا، إنّها فقط من أجلنا.
هزّ الأميرُ رأسهُ ضاحِكاً: لا تقلق لن آخذها حتّى لو كانت مُتاحةً.

ربّتَ فوليغليون على كتفهِ: نعم معكَ حق لن تستطيع تحمّل فخامتها.
لتعُمّ الضحكاتُ في أرجاءِ القاعةِ، اتّجهَ فوليغليون بسرعةٍ نحو يوجين المُختبئ في الخلف: أرأيت يوجين! لقد قالوا بأنّنا رائعون.
عبسَ يوجين ليقول: لقد كانوا يسخرون منّا أيّها الأحمق.
فوليغليون: وإن يكن، هذا لا ينفي أنّنا رائعون.
ثمّ سحبهُ من ذراعهِ قائلاً: تعالَ لِنُلقي التّحية على الضّيوف.