1_ تاج الأزهار

157 7 0
                                    

على خُطانا تُزهِرُ القلوب
وتشرقُ الأحلام

_________________________

بعد خمسةَ عشرَ عاماً
ايروسيكل _ القصر الملكي

.. آثارُ يديكْ تُغرقنِي للأعماق ..
.. وفي عينيكْ تُهديني الإشتياق ..
.. عُد لا زال ما فيّ يحترقُ في هواك ..
.. أنتَ الماضي والآتي، وقلبي يدورُ في مداك ..

صوتُ غناءٍ ناعم يخرجُ من إحدى زوايا حديقةِ القصر، فتاةٌ عشرينيّة جالسة بين الأزهار المُلوّنة تُحاول صُنع ما يُشبه التّاج بها.
نفختْ وجنتيها بغضب عندما أفسدت التّاج بسبب قلّة خبرتها فهذه هي المرّة الأولى الّتي تصنعهُ هي بنفسها، دائماً ما كان فيفان يصنعه من أجلها!.
تنهّدت وأعادتْ خصلات شعرها الحمراء الطّويلة للخلف لتبدأ من جديد، فهي مُصرّة على مفاجأةِ إخوتها هذه المرّة.

وبالطّبع بدأت بالغناء أيضاً، يساعدها هذا على التّركيز أثناء العمل.

.. آلافُ الأزهار تبكيني تُنادي ..
.. تحترقُ كُلّها، معاً في داخلي ..
.. بشوقٍ مثلَ النّار، يندلعُ في دمي ..
.. ولهيبُهُ لظى لمدى لا مُنتهي ..
....ااااا....ااااا...اااا...
" ماذا كان بعد هذا؟! "
قالت فلورا وهي تحاولُ تذكّر بقيّة الكلمات، أعادتْ آخر مقطعٍ مرّةً أخرى لعلّ الذاكرة تسعفها!.

.. ولهيبهُ لظى، لمدى لا منتهي....
.. لمدى لا منتهي؟ ..
.. لمدى لا منتهي ؟ ..

" أشتاقُ إليك..."
تدخّل أحدهم من الخلف ليُكمل الأغنية من دون تلحين!.
أعادت هذه الجملة جميع الكلمات إلى مكانها في عقل فلورا فالتفتت للخلف بابتسامة لتُكمل جملته ملّحنةً: وكيف لا أشتاق؟!، أنتَ تعرف هذه الأغنية هذا مذهل!.

اختفتْ ابتسامتها عندما رأت ذلك الغريب وهو يتّجه نحوها بابتسامة.
" من أنت؟"
سألته بهدوء، فأجابها بعد أن تقدّم وجلس على الأرض بمقابلتها: شخصٌ سئِم حضور اجتماعات السلام الّتي تُقام في الدّاخل.

أحسّت بمعاناته، فهي أكثر شخصٍ يكره هذه الإجتماعات في العالم، قالت بابتسامة: معكَ حق..إنّها مملّة جدّاً، لا أعلم كيف يستطيع إخوتي تحمّل ثلاث ساعات من العذاب كلّ شهر.

أخذَ تاجَ الأزهار الذّي قارب على الإنتهاء من يدها فجأة ليقول: أنتِ سيئة في هذا حقّاً.
تكتّفت لتقول: إنّها مرّتي الأولى.
فقال وهو يعمل على إصلاحها: هذا لا يُغيّر حقيقة أنّكِ ما زلتِ سيئة.

حاولتْ تغيير الموضوع لتُنقِذ ما بقي من كرامتها كأميرة فقالت: إذاً..كيف وجدتَ المكان؟ كنتُ أعتقدُ بأنّ هذا مكاني السّريّ!.
رفعَ رأسه عن التّاج ونظرَ إليها ليقول: في الواقع لم يكُن هذا صعباً، فقط كان عليّ اتّباع صوتُ غنائكِ الّذي ملأ الأرجاء، أنتِ صاخِبة.

في عصرٍ غابَتْ فيه الدّموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن