3.الثلج الاسود

304 9 14
                                    

.....
.
.
.

( يا رب الدماء والابرياء لقد طفح الكيل فقد تجبر البشرُ)
________________________

ايطاليا
نابولي
في احد الكنائس
الساعة 4:12 فجراً

القليل من الظلام يحيط بالمكان ، اضواء خافته
شموع قليلة على وشك ان تنطف
نوافذ كبيرة بيضاء مع جدران بيضاء و اسقف واعمدة مزخرفة
برسومات اثرية
كانت جالسة هناك تضم يديها و قلادة الصليب تتدلى منها ودموعها تتساقط وهي تدعو :
يا رب الدماء لقد قتلوا الأبرياء
يا رب العدل لقد افسدوا في الارض
يا رب الغيب لقد نكثوا العهود
يا رب الحروب لقد محوَ السلام
إلا ترى إنني لا استطيع العيش معهم
إلا ترى إنني اموت لقد غابت الرحمة عن قلوبهم
وانتهت المدة بيننا غداً سيكون اخر يوم من صفقتنا
سارقص وانا اتلوا الصلوات لك ،
سانثر الورود على قُبور الذين ماتوا وانت لم تاخذ حقهم وتركت الجانين ينجونَ بفعلتهم
سأترك هذا الكوكب لكَ انني تعبت
عليكَ بأنقاذه او لا تنقذه اتركه بعدي كما هو
جميعهم سيدمرون بعضهم في النهاية
والان هذا اخر صلاة سأتلوها لكَ
اتمنى ان القاك اتمنى ان اراك فانت كنتَ صديقي ورفيقي ووالداي وكل من احب اعلم ان علاقتنا غريبة ولكنكَ كنت معي دوماً وغداً هو النهاية.

اشعلت أخر شمعة لها
وخرجت من الكنيسة بعدما لمحت رجلاً جالساً في اخر صف بدأ لها مخموراً و بأبتسامة لطيفة على ملامحها الهادئة غادرت المكان ..

وضعت يديها بجيب سترتها الجلدية لتدفئهم و تمشت في الشوارع
بهدوء وهي تتنفس وترى كل شيءٍ بدقة وكأنها ستراهم لأخر مرة
ابتسمت حين لمحت خيوط اشعة الشمس باتت تتسرب في ظلام الليل فأسرعت في خطواتها لتصل قبل شروق الشمس .

تحب الظلام انه جزء منها ، يعكس الظلام قصة حياتها
فهذه الفتاة اعتادت الظلام حتى اصبحت تتقمصه في كل شيء  ..

عادت لمنزل عائلتها قبل الشروق
دخلت غرفتها واقفلت كُل الشبابيك والستائر منعت الضوء من الدخول
انها تكره الأضواء .

جلست في سريرها بعدما ارتدت منامتها الخاصة بالنوم و تأكدت للمرة الثانية من عدم دخول اي نقطة ضوء خارجي لغرفتها  وضعت قلادة الصليب في الدرج القريب من سريرها

تنفست بهدوء وهي تعدل وسادتها السوداء وتضع رأسها عليها وابتسامة لطيفة على شفاهها همست لسقف غرفتها : ايها الرب ويا صديق بؤسي وايامي المظلمة لا احد لي غيرك ،  اتمنى ان تغفر لي غداً ..احبك

قصر الألماس || Diamond Palaceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن