الفصل الثالث

43 3 1
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظ آدم على رائحة يعلمها ويحبها بل يعشقها وهي رائحة حلوى "الأرز بلبن" التى كانت والدته دائما ما تستيقظ مبكراً وتجهزه ليستيقظ الأمير ويجد فطوره المفضل ... نهض من فراشه فهو كالمنوم مغناطيساً منقاداً نحو تلك الرائحة التي كان مصدرها المطبخ ... دلف يجد نجية وماريا تجلس أمامها على رخامة المطبخ تدلى قدميها وهي تهزهما بـ طفولة ... ونجية تقف أمام الموقد وأمامها طنجرة كبيرة من حلوى "الأرز بلبن" وصوت قهقهاتهما تتعالى ... وما أن رأت نجية آدم حتى صمتت ونظرت الطنجرة أمامها .. ابتسم آدم .. فهل حقاً يمكن لفرعون أن يصبح موسى ؟! ... الذئب دجاجة ؟! .. الجاني ضحية ؟!.. لنرى أهذا تغير أم تلون لتغطية فعلتها ؟! قرر آدم مسايرتها ليصل إلى غرضها ... ولكنه حقاً يتمنى أن تكون قد تغيرت ... بل ليس أمامها حلاً غير ذلك ...

آدم : سكتوا ليه
ماريا : أدومي ... تعالى ... بص خالتو بتعملنا ايه ... بتعمل رز بلبن
ثم رفعت سبابتها بوجه : مش أنت بتحبه
لتتسع ابتسامته وهو يقرص وجنتها : يا لمضة
حملها وتوجه للخارج وقال لنجية : يلا بقى عايزين نفطر سايق عليكي النبي يا حجة نجية
ابتسمت نجية ثم نظرت له بـ حب خالص : من عنيا
دلف خارج المطبخ ليجد ياسمين تهبط وهي ترتدي إسدال الصلاة وما أن رأتها ماريا حتى هتفت : ياسمين
لاحظتهما ياسمين ذهبت إليهما وقالت وهي تقبل وجنة ماريا  : صباح الخير يا ماريتي ...
لم تلحظ هي قربها له أما عن أخينا فارتبك من قربها الغير مقصود فأول مرة يُهز كيانه من قرب إمرأة له ... يبدو أن أخينا سقط في بئر الذاهب لن يعد ... بئر العشق ...
ابتعدت ياسمين عن ماريا ... وعندما ابتعدت كان كمن سُحبت منه روحه
قالت لآدم : صباح الخير
آدم : صباح النور
ياسمين بـ استغراب : صاحيين بدري يعني
"كان حسين قد استيقظت من نومه على صوت إحدى العصافير التى أخذت تطرق على نافذة غرفته دون انقطاع وكأنها لن تتنازل عن افاقته فاستيقظ وقرر أن يترشف بعض المياه من المبرد بالأسفل .. وجد ياسمين وآدم يحمل ماريا يقفان ببهو القصر أخذ يتابعهماوهو يقف أمام باب غرفته بالطابق العلوي والإبتسامة الماكرة تتسع على فاه "
آدم أخذ يتحدث بـ رحابة صدر : أنا صحيت على ريحة الرز بلبن الصراحة ..
ياسمين بـ ابتسامة : وانا كمان صحيت وكنت بقرأ كتاب ريحة الرز بلبن جننتني وانا قاعدة فوق قلت أنزل أشوف مين بيعمل رز بلبن الساعة سابعة الصبح ده ..
ماريا : خالتو بتعمل رز بلبن حلو أوووي تعالي نقعد في الجنينة نستناها على ماتخلصه
كانت عيني آدم تحثها على الموافقة لا يعلم السبب وراء هذا ولكنه يريده ... ابتسمت ياسمين : خلاص تمام ..
دلفوا خارج القصر نحو الحديقة
وقف حسين وهو يضع يده في جيب بنطاله البيتي وهو يقول بـ مكر : شكل فيه قصة حب جديدة في البيت ده ولا ايه
لتأتي سهيلة من خلفه وهي تقول : قصة حب ايه
ليتختفي ابتسامته وهو يلتفت لها : انا قولت قصة حب
لتومئ وهي ترفع أحد حاجبيها ليردف : لا بيتهيألك
لتهز رأسها بـ عدم اهتمام ثم تركته وكادت أن تهبط الدرج ليردف بـ سرعة : أنتي راحة فين ؟!
سهيلة بـ تعجب : نازلة اشم شوية هوا اتخنقت
حسين: انتي لسه ما نمتيش صح
سهيلة ومازالت متعجبة من تصرفاته : نمت ساعة وصحيت ... خير ايه التحقيق اللي على الصبح ده
ليضرب كفه بالآخر وكأنه وجد فقيدته ليقول : عرفت أنا دلوقتي فيه ايه
سهيلة بـ عجب : فيه ايه ؟!
ليشير بيده على أسفل عيناها : شوفتي عينك تحتها اسود ووشك وارم .. وضعت يدها بتلقائية على عيناها ووجهها
ليحرك رأسه بـ تحسر مصطنع وهو يمط شفتاه : خلاص مبقاش فيه الفاشونسيتا سهيلة... يا خسارة
سهيلة بـ نبرة واشكة على البكاء : بجد ... اوه ماي جاد ... هعمل ايه .. انا كنت حاسه ان فيه حاجة غريبة من بدري بس مأخدتش بالي .. شكلي وحش اوي اوي يا حسين
ليقول حسين بتضامن معها وهو يحيط بذراعيها : الف لا بأس عليكي يا اختي ... الف لا باس
سهيلة بـ بكاء : يعني شكلي خلاص بااااظ .. ومش هيرجع تاني
ليقول حسين : عندي الحل ادخلي نامي دلوقتي وانتي هتصحي زي الفل
قالها وهو يوجهها لغرفتها لتقول له : بجد يا حسين
حسين : بجد جربي انتي بس
ما أن دلفت وأغلقت الباب .. بصق حسين بقرف وهو يقول : غوري يلعن أبو شكلك ... هتوظي الدنيا ... احنا ما صدقنا الوحش يحن للجنس الناعم
ابتسم حسين ابتسامة واسعة ثم دلف غرفته لينام
**********************
جلست ياسمين على الأرجوحة في الحديقة ليجلس آدم بجانبها وماريا أخذت تجري وتلعب بالحديقة وياسمين تنظر لها بـ حب وهي تبتسم وكانت نظراته معلقة عليها
يا الله كم هي جميلة ... لقد لاحظ ذلك الآن .. فعيناها كحقول خضراء و ضوء الشمس يختلط بـ زرعها ..
قامت ماريا بالإشارة لها لتضحك ياسمين بقوة وهي تجد ماريا تقذف لها قبلة
ضحكتها .. آه وألف آه منها .. فهي حقاً حواء التي تملكت آدم فكان أسير عيناها وضحكتها .. فـ بالتأكيد كان عبدالحليم حافظ يعنيها هي لا سواها عندما قال :
" بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود .. ضحكتها أنغام وورود "
التفتت ياسمين لآدم لتجده يتفحصها وعيناه تخترقها والإبتسامة تزين محياه ... لتلوح ابتسامة ياسمين وعم الخجل عليها ...
جائت نجية وهي تحمل الصحون ووضعتها على الطاولة الكبيرة ونادت الصغيرة التي أتت ركضاً ثم ذهبت وقالت لآدم : يلا يا ولدي الوكل جاهز .. ثم وجهت حديثها لياسمين : وانتي يا بتي يلا تعال كلي الوكل يكفي ويفيض .. يلا يا ولدي انت عتحبه سُخُن
ليومئ آدم وهو ينهض لتنهض ياسمين وراءه ثم ذهبوا للطاولة جلس آدم على رأس الطاولة وعلى يساره نجية وعلى يمينه ماريا التي أصرت أن تجلس ياسمين مكانها وتجلس هي على قدميها وبررت ذلك : انا بحب ياسمين وبحبك يا دومي كمان وعايزة اقعد قريب منكم
شرع الجميع بالطعام .. تفاجأ كثيراً فهذا الحلو مطابقاً لما كانت تفعله والدته تماماً وجعله ذلك يشرد في ذكريات
**فلاااش بااااك**
كان آدم في الرابعة من عمره واستيقط من نومه على صوت والدته وهي تقول بـ رقة : آدم ... آدم
ولكنه لم يجب " فهو قد أعلن غضبه ففي ليلة أمس قد أمر آدم .. نعم أمر فآدم لا يطلب .. يأمر ..  بـ الذهاب لحديقة الحيوان ولكن والدته رفضت وبشده وذلك لأنهم كانوا بالمنزل بمفرديهما لن يستطيعوا الذهاب دون إخبار عاصم الذي انهمك بالعمل طوال النهار والليل وأتى منذ قليل "
لتضحك والدته ثم ضمت يداها أمام صدرها وهي تقول : خلاص أنت حر .. أنا وعاصم هنأكل الرز بلبن لوحدنا بقى .. يلا مش مشكلة آدم ... أنا هاكل الرز بلبن وأروح حديقة الحيوان لوحدي
ثانية .. اثنان ..  والثلاثة وكان آدم يقف فوق الفراش وهو يقول بـ غضب : وآدم يأكل ايه
قرصت وجنته وهي تقول بـ ابتسامة : ماهو آدم اللي مش عايز يصحى ... وزعلان من مامته حبيبته
ليقول آدم وهو يضم يداه أمام صدره ويضم جبينه بـ غضب وأنفاسه متسارعة دليل على غضبه : يعني انتي مش غلطانة
تفاجأت من طفلها الذي لم يتجاوز الرابعة ويتحدث وكأنه شاب بالغ ناضج
لكنها ابتسمت وهي تقول : طب يا ترى لو بوست آدم ممكن يصالح ماما
لينظر آدم للجهة الأخرى وهو يقول : نجرب
لتضحك وهي تقترب وتقبل وجنته وابتعدت لتجده بنفس غضبه وانفاسه المتسارعة لتبتسم وتقبل وجنته الأخرى لتبتعد لتجد أنفاسه قد انتظمت ولكن غضبه ما زال يظهر على وجهه
لتقول بـ قلة حيلة : طب اعمل أيه تاني علشان ننول سماح سيادة الأمير
لينظر لها بطرف عينه ثم أردف : تعملي اللي هو كان عاوزه
لتبتسم وهي تحتضنه وتحمله : يا سلام .. طبعاً اللي أمير ماما يؤمر بيه يتنفذ
ليحتضنها بقوة وهو يدفن وجهه بخصلاتها الكستنائية خرجت إلى عاصم الجالس على طاولة الطعام ويتناول فطوره الشهي الذي لطالما عشقه من يد محبوبته لتقول وهي تمسح على خصلات آدم الفحمية : قول لبابا صباح الخير
آدم : صباح الخير يا بابا
ليبتسم عاصم وهو يقول : صباح الخير يا ولدي .. يلا تعال أفطر ..
ليجلس آدم على قدمي والدته ليقول عاصم : مصمم يا ولدي تروح حديجة (حديقة)الحيوان ديّ النهاردة
ليومئ آدم بـ قوة : ااه
ليبتسم عاصم : انا كنت بجول لو تصبر لبكرة وآچي معكم أني كُمان
ليحتضن آدم والدته وهو يقول : ماما جاية معايا .. مش عايز غيرها
ليتفاجأ عاصم من طفله : اكده يا آدم
ليكمل بـ حزن مصطنع : طب أني زعلان منك
ليقول آدم بـ نفاذ صبر : خلاص متزعلش تعالى معانا النهاردة وأمرنا لله
ليضحك عاصم فابنه حقاً ليس بطفل : أني معفضاش ( مش هفضى ) النهاردة .. علشان اكده بجول لك بكرة
آدم : أحسن .. انا اصلا عاوز أروح مع أمي الحلوة أووي دي لوحدي
عاصم بـ حدة : عتعاكس مرتي جدامي كُمان
آدم : أمي
عاصم : ومرتي
لتقول بعدما استطاعت السيطرة على ضحكاتها : خلاص انتم هتتخانقوا
لينظر لهم آدم بـ عدم اهتمام ليبدأ بتناول فطوره
ليقول عاصم : ابنك ده اني معطيجوش يا جلنار
لتضحك وهي تقول : قال يعني ابني لوحدي
ليقول عاصم بـ مكر : ايه رأيك نوأدوا ونچيب غيره
لتقول بـ مزاح وهي تحضن ابنها : لا ابني يا اخويا مفرطش فيه
لينظر لها بـ غيظ : طب كلي يا اختي .. كلي
لتضحك وهي تبدأ بتناول طعامها
قال عاصم وهو ينهض متجهاً لجناحه : أنا وصيت على عربية بسواج من الجصر هتيچي توديكم مطرح ما انتم عاوزين
لتهمس لابنها بأن ينهض ويتشكر والده كاد أن يعترض ولكن كانت نظرة والدته لا تقبل النقاش ليزفر بـ ضيق فهو لا يحب أن يجبر على شئ .. نهض وركض لوالده وهو يقول : شكراً يا بابا
ليحتضنه عاصم وهو يقول : أهم حاچة أنت مبسووط يا جلب أبوك
بعد فترة كانت السيارة بالأسفل أمام منزل عاصم الهواري هبطت زوجته وابنه ودلفا السيارة وانطلقت إلى القاهرة بعد فترة كان آدم ووالدته يمرحان ويلعبان ونظرت جلنار أمامها لتجد شاحنة نقل كبيرة تعبر الطريق لتزعر وهي تحضن طفلها وكأنها حصن منيع وهي تهدر : حااااااااااسب
ولكن بما يفيد فقد فات الأوان اصطدمت السيارة بالشاحنة وكان حادث خطير فعلى أثره ماتت والدته والسائق ... ماتت والدته وهي تحميه .. ماتت وهي تتلقى الصدمات بدلاً منه ... ليخرج من ذلك الحادث بخدش بسيط في باطن يده ...
****** عودة من الذكريات******
أفاق على صوت نجية وهي تضع يدها على كفه وهي تقول بـ حزن : ادعلها بالرحمة يا ولدي ... هي محتاچة الدعاء
نظر لها آدم وكانت نظراته تحمل الاحساس بالذنب فهو منذ وفاتها لم يسامح نفسه ... هو الجاني .. من أجبرها على الذهاب... هي من أفدت بعمرها لأجله .... هي والدته .. وهو من يستحق أن يعاقب ... وها هو يعاقب نفسه ... ها هو لا يسمح لأي امرأة بأخذ مكانتها ... فلقد حب بل عشق واحدة فقط وهي جلنار الهواري .... ولن يسمح بغيرها من يغزوه ويكتسه سواها ... أما عن سهيلة فهو لم ولن يحبها فـ جده هو من أمره بالزواج بحجة أنه يجب أن يكون له نسل ...
ابعد آدم يده عنها وهو يكمل طعامه ... تعجبت كثيراً ياسمين .. ولم تفهم عما يتحدثون .. ولكنها فضلت الصمت فعلى ما يبدو أنها ذكرى مؤلمة للجميع
ولكنهم تفاجأوا بصوت علي الجهوري اللاهث .. كانت مرام تركض وعلي خلفها .. ثم خرجت للحديقة ما أن رأتهم مجتمعين حتى شعرت بضوء الأمل .. ركضت نحوهم وعلي خلفها
علي : فكرك هيحموكي مني ... ده انا هطلع ***** أهلك
تهدر وهي تحتمي بخالتها : احترم نفسك
ليهدر : أنتي ليكي عين تتكلمي أخرسي خالص
آدم بهدوء وهو يربت على ذراع علي : أهدى طيب وفهمنا
لتهدر مرام  : اتبسط يا أبيه .. يا رب تكون مبسوط .. قولتله واستريحت يعني
آدم بـ جهل وهو يشير على نفسه : بتكلميني أنا
ليهدر علي : أنتي ليه مصرة تدخلي آدم في الموضوع .. متخلنيش أتغابى عليكي
لتقول وهي تضع يدها بخصرها : متقدرش يا حبيبي
ليتجه إليها بـ عنف وهو يقول : انا هوريكي ... بتستغفليني وتتصرمحي في القاهرة ... اقسم بربي لأكون مربيكي ..
لتصرخ بـ زعر وهي ترى يده تنتشلها من وراء والدته والجميع خلفه يحاول تهدئته
نجية : يا ولدي اصطبر .. نفهم ايه ال حُصل ..  ميصحش اكده
علي وهو يحملها ورأسها تتدلى إلى خصره : محدش ليه دعوة مراتي وانا هعرف اربيها كويس
لتنظر لهم بـ نجدة ولكن لا باليد حيلة ... أخد تضربه بيدها بظهره وأخذت تلوح برجليها في الهواء ليضربها أسفل ظهرها : يابت اتهدي بقى
صُدمت تماماً من فعلته ولكنها هتفت بـ غضب : ايه اللي عملته ده
لم يجيبها بل صعد بها لجناحه ثم أنزلها أرضا وأغلق الباب وأخد يقترب منها ببطء وكانت هي تتراجع للخلف ثم قالت بارتباك : ط.. طيب ممكن تهدى و.. ونتفاهم
ولكنه مازال يقترب ويشمر أكمام قميصه الأبيض : ما انا هادي أهووه .. هو فيه أهدى من كده
نظرت له وهي على وشك البكاء : متعملش كده أنا مرعوبة ليرفع أحد حاجبيه : من ايه
مرام : من عصبيتك
ليقول وهو يحاول كبح غضبه : طالما أنتي عارفة اني هتعصب وانتي مش قد عصبيتي .. عملتي كده ليه
مرام : أنت مسبتش فرصة اتكلم
ليجلس علي فوق الأريكة : اتكلمي .. قدامك دقيقتين .. لو الدقيقتين خلصوا وكلامك مأقنعنيش ... انتي عارفة اللي هيحصل
ابتلعت ريقها وهي تجمع أشلاء نفسها ليهدر بها وهو يقول: عدى دقيقة
ليرجع مرة أخرى ويبعثرها لتقول بـ خوف : آاآ .. ده واحد كان زميل ياسمين في الكلية وهي وقفت تسلم عليه وانا ومريم كنا معاها .. بس والله والله متكلمناش معاه ولا حتى هو كلمنا .. وبس ده اللي حصل .. والله يا علي ده اللي حصل
لينظر لها بـ نظرة متفحصة فعلم أنها تقول الحقيقة ليقول : عذر أقبح من ذنب
ثم نهض وتخطى المسافة بينهما بخطوة واحدة وأمسك ذراعها وهدر بها : وده مش مبرر يا هانم أن صورك تنزل على الأخبار ويتقال فيها "شاهد قبل الحذف آدم الهواري رجل الأعمال الراقي يتعرض لشاب في محل ملابس بأحد المراكز التجارية الشهيرة ويتحول لـ همجي من أجل امرأة "
قالها وهو يضع هاتفه أمام عينيها لتجحظ عيناها .. تم تصويرهم أكثر من عشرين صورة .. ترة وهم يقفون مع ذلك الشاب .. وترة أخرى وآدم يضربه .. وترة آدم يسحب ياسمين من يدها وبيده الأخرى ماريا .. وترة وهو يسحبها بمفردها عائداً لغرفة تبديل الملابس .. كانت جميع الصور من هذا المنوال
لتقول : طيب يا حبيبي ما انا مش باينة في كل الصور وبعدين مكنتش قريبة من الشاب ده ولا حتى آدم في الصور
ليهدر وهو يهزها بـ عنف من ذراعها : انتي مجنونة ... أنا مراتي ميتجابش سيرتها في أخبار زي دي
لتنظر له وهي تقول بـ رجاء : طب والله مكنتش اقصد .. يعني احنا كنا واقفين عادي بنشوف هدوم هو اللي جه
علي : كنتي امشي يا هانم انتي واختك واقفوا بعيد عنهم
مرام بـ اندهاش : ونسيب ياسمين لوحدها
ليهدر بـ عنف وهو يدفعها ويترك ذراعها : متولع ياسمين .. انا مال أمي بيها ..
لتركض مرام بعد ترك يدها متوجهة للباب وهي تقول : طب اهدى يا حبيبي احسن يطق لك عرق وتقابل رب كريم
فتحت الباب وانطلقت لينطلق خلفها وهو يسب بأفظع الألفاظ
هبطت للأسفل واحتمت بـ ظهر آدم الذي يقف وجواره ياسمين ونجية
ليقول علي بعد أن هبط الدرج :  انتي بتتحامي فيه فكرك مش هعرف اجيبك
ليهدر آدم بنفاذ صبر : ما تخلص وتقول فيه قرفت اللي جابوني
ليقول له وهو يضع الهاتف أمام وجهه : شكلك مقرتش الأخبار الدنيا مقلوبة على اللي حصل امبارح .. بقيت ترند يا معلم
لينظر للهاتف ليبتسم بـ خبث ثم نظر لياسمين التي بدت جاهلة تماماً عما يتحدثون ثم نظر لأخية قال بـ عدم اهتمام : وفيها ايه
فغر فاه وهو ينظر لأخيه : عادي كده
ليعيد له هاتفه وهو يقول بـ بنفس عدم الاهتمام : ااه عادي فيها ايه .. واحد قليل الأدب واتأدب
ابتسم علي بـ مكر وهو يقول : بس الأخبار من جوة فيها كلام مش هتحبه خالص
قالها وهو ينظر لياسمين ثم أردف : بيقولوا أنها مراتك وماريا بنتكم .. وقال ايه " يبدو أن العلاقة طيبة بين زوجته وخطيبته "
ليضحك آدم بملئ فاه وهو يقول : ما اللي يقول يقول ... اللي له حاجة عندي يجي ياخدها
ليقول علي بـ اندهاش : وسهيلة رد فعلها مش هيعج...
لم يكمل ليقاطعه بـ شراسة : ميهمنيش حد وانت عارف .. لا سهيلة ولا غيرها
ياسمين بـ غضب مكتوم : ثواني كده .. مين اللي مراته ؟!
ليحمحم علي قبل أن يقول : طب استأذن أنا يا جماعة عندي شغل ..ألحق أكمل لبسي
صعد الدرج متجهاً لجناحه
ياسمين بـ غضب : ممكن أفهم بتتكلم عن مين
نظر لها آدم لـ ثواني ثم غادر المكان وصعد لجناحه لتتبعه وهي تتحدث بغضب وهي تكرر نفس السؤال دلف آدم جناحه دلفت خلفه وهي تقول : انت يا بني آدم أنت بكلمك
ليلتفت لها ثم قال بـ برود : صوتك يوطى
لتصرخ بوجهه ثم قالت بـ غضب : متستفزنيش .. واخلص جاوبني .. مين اللي الأخبار بتقول انها مراتك
لينظر لها مرة أخرى بـ برود ودلف غرفة ملحقة بجناحه يوجد بها معدات رياضية  وقف أمام الخزانة الموجودة بها ثم قال : أنا هغير حابة تتفرجي معنديش مانع
لتشهق بـ قوة  .... يا له من وقح .... لتذهب وتقف أمام الخزانة : وانا بتكلم المفروض تسمعني وبعدين تعمل اللي عايز تعمله
ليقول وهو يستند بكلتا يديه على الخزانة : عايزة ايه
لتتساءل : مين اللي الأخبار بتقول انها مراتك
ليجيب وهو ينظر لها بـ عدم اهتمام : انتي
لتشهق : وهنعمل ايه في المصيبة دي .. انت لازم تنفي الخبر ده حالاً
ثم هدرت بـ غضب : شاااايف آخرة همجيتك ...
ليقول لها وهو يحاول كبح غصبه : مش هقول وطي صوتك تاني .. آدم الهواري بيقول الأمر يتنفذ في ساعتها .. دي تاني مرة أقولك ووطي صوتك
لتقول بـ اندهاش : ده كل اللي شغلك .. مش شغلك المصيبة اللي احنا فيها
آدم : اللي انتي فيها .. انا ميفرقليش كاتبين عني ايه .. بس مادام فرقلك روحي واعمي مؤتمر صحفي ووضحي فيه كل اللي عايزاه .. وده اللي عوزينه اصلا
ياسمين : انت ايه ياااخي
آدم بـ ابتسامة سمجة : انسان
لتزفر بـ ضيق: انت اكتر شخص مستفز في الحياة تعرف ده
ليومئ بـ برود : عارف
ثم أردف بنبرة ماكرة : ويلا أمشي من قدامي دلوقتي علشان مخليكيش مراتي بجد
جحظت عيناها من وقاحته ووجنتيها تضرجا بحمرة قاتنة ثم أردفت بـ ارتباك :آاآ... أنت قليل الأدب
ليكمل بـ نفس الخبث : خلاص يبقى شكلك عايزة تبقي مراتي
غادرت المكان وهي تصرخ ليضحك ملئ فاه ثم أبدل ملابسه إلى بنطال رياضي ... ودائما وكـ عادته جزعه العلوي عارٍ وبدأ ممارسة بعض التمارين الرياضية
**************************
تجهزت فاطمة للخروج من المشفى فكانت زينب تساعدها ثم جاء حازم وهو يقول لفاطمة : يلا يا ام حسين العربية چاهزة
نهضت فاطمة تستند بيدها على زينب وبالأخرى على زوجها حتى دلفت خارج المشفى ودلف الجميع للسيارات
**********************
استيقظت من نومها على صوت هاتفها الذي يصدع بالرنين لتنظر لهاتفها بنعاس لتجد إحدى صديقاتها لتزفر بضيق وتفتح الهاتف وتضعه على أذنها
سهيله: ارغي ... ليه فيه ايه في الاخبار
قالتها وهي تعدل في جلستها ثم أغلقت مع صديقتها : خلاص تمام هشوف فيه ايه
لتفتح إحدى مواقع الاخبار لترى الاخبار المنشورة لها هي وخطيبها وتلك ياسمين وأخذت تقرأ والغضب يكاد يأكلها لتنهض بغضب ثم ذهب متجهة لغرفة آدم لتجد تلك ياسمين تغادر من عنده لتشتعل غضبا لتصرخ بها وهي تقول : انتي .... انتي كنتي بتعملي ايه في اوضة خطيبي
لتنظر لها ياسمين باستنكار وهي تشير لنفسها : انا
لتقرب منها سهلية : شايفة حد هنا غيرك
لتقول ياسمين بغضب : اتكلمي بأسلوب احسن من كده
سهيلة بغضب وهي تقترب منها : هتعملي ايه
ليخرج آدم بغضب وهو يقول : في ايه ايه الدوشة دي
لتقول ياسمين : شوف البتاعة دي بتتكلم ازاي
لتقول سهيلة : انا ... انا سهيلة الهواري بتاعة ... ده انا هوريكي
لتقول ياسمين وهي تضع يدها بخصرها : ااه بتاعة ... هتعملي ايه يعني
لتمتد يدها لتسحبها من حجابها لتمسك ياسمين يدها وتلفها خلف ظهرها لتتأوه سهيلة لتقول ياسمين بغضب لسهيلة : أن كنتي مفكراني البنت الغلبانة الطيبة اللي هتعملي عليها الشويتين دول لا العنوان غلط يا ماما .. فوقي كده واعرفي انتي بتكلمي مين
لتصرخ سهيلة وهي تجد ياسمين تلقي بها أرضا لتوجه حديثها لآدم الذي يقف ويربع كلتا يديه امام صدره العار : لم خطيبتك يا بيه
لينظر آدم لسهيلة بطرف عينه ثم عاد بنظره لياسمين باحتقار ثم قال : ممكن افهم واقفين تتخانقوا ليه قدام جناحي
ياسمين بغضب : ما تشوف خطيبتك اللي بتصحى من النوم عاملة شبه الغراب اللي بيدور على خراب عشه
لتقول سهيلة بعد أن استجمعت قواها وهي تقف أمام ياسمين : انا غراب ... انا غراب يا بومة
لتشهق ياسمين وهي تشير على نفسها : انا بومة ... لتتحول نبرتها للغضب لتقول وهي تقترب من سهيلة: انتي شكلك مش هتجيبيها لبر
ليصيح آدم بغضب وهو يقول : بس اخرسوووو
لتنظر كل منهما للأخرى بغضب وغل ليقول آدم : ايه اللي حصل لده كله
لتقول سهيلة وهي تضع يدها بخصرها : الست هانم كانت بتعمل ايه في جناحك يا آدم باشا
آدم وهو يحاول السيطرة على غضبه : وانتي مالك امك
لتقول سهيلة بغضب وهي ترفع يدها اليمنى : لا يا حبيبي ... انت بتاعي انا ... مكتوب باسمي وخاتمك في أيدي
ليقول آدم بغضب وهو يخلع من يده اليمنى تلك الحلقة الفضية ويقذبها بوجهها : وكده خلاص غوري بدبلتك .. اوعك تكوني فاكرة انك هتتحكمي فيا علشان الخطوبة ... لا كان غيرك اشطر لا عاش ولو كان اللي يتحكم في آدم الهواري
لتبكي سهيلة وهي تمسك الدبلة ثم أمسكت يده وهي تقول: والله يا حبيبي مش قصدي .. معلش يا حبيبي أنا آسفة والله مش هتتكرر
ليسحب يده بقوة وهو يقول : خلاص خلصنا والخاتم بتاعي يوصلي يلا غوروا انتو الاتنين في ستين داهية
ليدلف لغرفته ثم اغلق الباب بقوة لينفزع على إثرها الفتاتان لتبكي سهيلة بقوة وتخور قواها لتجلس أرضا أما عن ياسمين فكانت مذهولة مما حدث ما هذا بتلك السهولة يتخلى عن خطيبته لتستفيق وهي ترى سهيلة تنظر لها بحقد وتقول  : منك لله انتي السبب
لتعقد حاجبيها وهي تقول بـ ضيق : وانا مالي انا ... ايه الهبل ده
ثم غادرت المكان ذاهبة إلى الحديقة لتتنفس الصعداء ... ماهذا البيت الغريب ؟! ااه تود لو تعود لمنزلها الصغير البسيط لا يوجد به كل التكلف والعداء والكراهية .. كل من هنا يمثل على الآخرين ... لا تعلم لم ترتاح بهذا البيت مطلقاً .... دائماً ما تشعر أنها غريبة ... ربما لأنها جديدة هنا !!! لا تعلم حقاً.

ليقتحم خلوتها أحدهم الذى جلس بجانبها وهو يقول : متاخديش في بالك كده كده كانوا هيسيبوا بعض
لتلتفت لتجده ابن عمها حسين لتمسح لموعها ثم قالت : قصدك مين ؟!
حسين وهو يبتسم : انا كنت واقف وشوفت الخناقة كلها ... وعارف أن سهيلة هي اللي استفزتك .. سيبك هي اصلا مستفزة يعني ... ليقول بمزاح : بس ايه ده يابت عمي ده انتي طلعتي اجمد من جوون سينا
لتضحك وهي تقول : ابدا  انا اخدت كم درس دفاع عن النفس بس
حسين بـ مزاح : لا ده ربنا يكون في عونه اللي هياخدك لو بس فكر يلعب بديله يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم
لتضحك بملئ فاها وبعدما هدأت من ضحكتها قال حسين  : أيوة كده يا ستي اضحكي مش تقعدي في الجنينة وتبكي على اللبن المسكوب
لتقول ياسمين بـ حرج : اصل انا حاسه اني السبب في الموضوع أنه سابها وفكوا الخطوبة
ليقول حسين: حتى لو مكنتيش اتخنقتي معاها هي كده كده كانت هتشوف الأخبار وتروح تتخانق مع آدم وهو مكنش هيسكت غير لما يرمي الدبلة في وشها برضو .. عادي ده آدم الهواري .. اسأليني انا .. انا اكتر واحد عارفه .. ابن عمي بقى ياستي
لتقول ياسمين: انا بجد مش مستريحة في البيت ده خالص يعني من اول ما جينا وفيه مشاكل وخناقات
ليقول حسين بـ مزاح : لو قصدك على خالتي نجية فهي علطول كده واهوه ربنا هداها اهوه لما انتو جيتوا يعني طبيعي احنا متعودين على كده
لتقول ياسمين بـ مزاح : يعني انتم عيلة مشاكل يعني
ليضحك حسين وهو يقول : بالظبط كده .. احنا عيلة لابط من الآخر
ليقطع حديثهم صياح آدم وهو ينده على حسين فما أن رآه يجلس مع ياسمين حتى جن جنونه ... ما تلك الفتاه يجدها المرة أولى في المول مع زميلها وها هي المرة الثانية يراها مع شاب ؟! .... حقاً طفح الكيل .
ليستدير له حسين وهو يقول : خير يا آدم
آدم : طنط فاطمة جاية يعني لو تقوموا تجهزوا يبقى احسن

فأماء كلاهما وذهبا كلا منهما لغرفته ليجهزا وقبل أن تدخل ياسمين غرفتها قال حسين : انا عارف مكان هيخليكي تحبي البيت الكبير ومش البيت الكبير بس المنيا كلها
لتومئ ياسمين بابتسامة مجاملة : شكرا
حسين بابتسامة : على ايه ده واجبي .. شوفي وقت ما تبقي فاضية ونروحه
لتبتسم وهي تومئ له ... ثم ذهب حسين لغرفته ليتجهز
************************************
                          إلى لـقاء آخر

أحفاد الهواري يعشقون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن