الوِتْرُ و الغُفران : blue flower

|3|:بِدَايةُ الإِدرَاكِ

الأخطاء ليست المشكلة في حياتنا..
بل نتائجها.. مثلك.

الأيام الخريفية الهادئة الدافئة، و أجوائها التي تبث الراحة في النفسِ و الأمل..
مع ذلك.. نسائمها و شمسها حينَ يلتقيان.. حديثٌ آخر.. كانا من أجمل ما قد خُلِق فما بالك إذا إلتقيا بمشهد واحد كان المتفرج فيه الإنسان الذي مرغدته الحياة فجاءت الطبيعة مع جميلها لتخفف عنه ذاك العبئ.. كانت مجرّد دواءٍ روحيٍ قادر على إشفاءِ الجميع دون استثناء..

كانت دارين في شقّتها الخاصة.. كانت أحيانا تريد الإنعزال عن العالم فتأتي هنا لتطلب من أفكارها التعبير كما يحلو لها.. بكلمات أخرى، كانت تكون نفسها حين تأتي إلى هنا في كل مرة..

كانت شقة فاخرة لكنها ليست بذلك الوسع، كانت شقة بين عدة شقق في ناطحة سحاب وسط مدينة روما التي تقرب من منزل جيون بساعة واحدة..

كانت تنظر للنافذة و تركز بصرها هناك حيث تأتي النسائم و أشعة الشمس المسائية اللطيفة المائلة للبرودة الملاطفة لبشرة وجهها و تجعل من تلك المنطقة أقل حرارة.

"استمعتي بالأجواء، الشتاء قد اقترب.. و ربما لن أعيش أجواء الخريف المفضلة العام القادم.."

همست لنفسها ثم ابتسمت بحزن و مسحت تلك العبرة الخفيفة الباردة التي سقطت بدون قصد منها.. ثم تنهدت بقوة تبعد مشاعرها التي اجتاحتها للتو..

صوت انفتاح الباب الآلي صدح في أرجاء الشقة فقطبت حاجبيها بتعجب، من يعلم بشأن شقتها يُعدّون على الأصابع.. أو بالأحرى من يعرف رمز باب شقتها ليفتحه من محاولة واحدة..

وجهت مسدسها بيد واحدة نحو الجزء الظاهر من البهو، أيّن كان هذا.. فهو لن يتجرأ على اقتحام شقتها بهذه الطريقة المهذبة.. هذا مقيت!

ارتفع صوت خطوات كعبٍ عالٍ في البهو فأخفضت سلاحها بهدوء حين تعرفت على رائحة العطر النفاذة التي اخترقت انفها بقوة.. ثم عادت ملامحها للهدوء و أغمضت عينيها تنتظر وصولها..

"Holla.."
نبست تلك الفتاة ذات الجسد الطويل إضافة إلى حذائها العالي، فستانها الأخضر الملتف حول جسدها بإحكام مع تسريحة شعرها البسيطة.. و المساحيق الكثيرة التي تغلف وجهها.

"إلينا.. حبًا بالرب لما أتيتي إلى هنا مباشرة من المطار؟"

وضعت إلينا حقيبتها الثقيلة على الأرض ثم جلست على الأريكة تستعد لتدخين الحشيش الذي بين أصابعها..

"اشتقت لابنة جونغكوك المتبناة.. هل هذا خاطئ؟"
أعادت دارين توجيه المسدس نحوها ثم نبست بغضب و حقد شديدين نحو الأخرى المسترخية..