|5|:الزّعِيمَةُ وَ العُهُودُ

2 1 0
                                    


إلى أصدقائي عديمي النفع، إلى أقاربي عليهم اللعنة، لقد راع انتباهي في الآونة الأخيرة أنكم جمع حقير..
إذا فلتكن هذه أمسية لعينة عليكم أيها المنافقين..
دوستوفيسكي.




في الحقيقة الأمر لم يكن سهلا، التظاهر بأنك متوافقة مع شخص ما بينما أنت تكرهينه بكل خلية من جسدك حتى و لو لسبب طفيف.. ليس سهلا حقا.

أدركت هذا حين أسدل الليل ستاره و جهزت نفسي و عائلتي لتلبية دعوة العجوز اللعين لحفلته السخيفة، مارشيل! أكثر كهل أمقته في حياتي.. كلما يلتقي بصري بهيئته المقرفة تأتيني رغبة بتعذيبه و إخراج أحشائه و هو حي! و ربما هذه فكرة جيدة مميزة له خصيصا!

في لقائنا الأخير، و تحديدا قبل شهور في منزل عائلة فرساتشي في حفلة عيد ميلاد كاثرين شقيقة اندرو، التقينا هناك و لم يكن سوى حليف لعشيرتي و شخصًا عاديًا لم أعطه اهتمامًا و بغضًا كهذا.. و لكن بعد أن تغزل بجسدي بطريقة غير مباشرة و حط كفه العفنة على فخذي و قال أنه دون قصد..
أردت الانفجار و تحطيم هظامه الهشة! لكن كوني في حفلة راقية وسط أناس مهمين و خصوصا أن الحفلة عائدة لعائلة فرساتشي و اندرو متواجد فيها، لم أرد جلب الاحراج لذلك السافل و حتى جلب الأنظار علينا، لذا وضعت مسدسي أسفل كرسيه و هددته بطرقة لطيفة و بعدها تركته حيا يرزق مغادرة الحفلة باكرا..

تلاشى خيط تفكيري برنة هاتفي العالية فقبلت المكالمة عن مضض، و بالمناسبة.. كان جايد.

"هل تريدين الخروج للتسكع قليلا عزيزتي؟"
بدون مقدمات أردف فصدر منه صوت نفث الهواء المكثف وسط الموسيقى العالية، واضح انه يتعاطى الحشيش في هذه اللحظة.

"في الحقيقة أنا في منزل جدتي بسبب جنازة خال والدتي.. نتكلم لاحقا."
أقفلت المكالمة و اتكأت على طاولة أدوات تجميلي و انا أحملق بهيئتي المرتبة بانعكاسي على المرآة بعد كذبتي الغريبة التي خرجت من فمي دون تفكير.

تنهدت بيأس ثم كلمت نفسي بغرور..
"لما أنا فاتنة لهذا الحد؟ العالم محظوظ بامتلاكي صحيح؟"
قهقهة غريبة خرجت من ثغري و أخذت تتعالى ببطئ كمريضة نفسية في مصحة مهجورة ف..-
قاطعني رنين هاتفي مجددا!
سحقا لما يقاطعون جنوني حين أخصص وقتا لمدح نفسي!
من قرر مهاتفتي هذا الوقت.. فلتحل عليك لعنة جميع الشياطين على هذه الأرض!

"عزيزي أخبرتك أن نتكلم لاحقا لدي عمل غير منته مع أواني عشاء الجنازة للعائلة.. نتحدث بعد انتهائي حسنا؟"
انتظرت موافقته و أنا أغمض عيني للطريقة المقرفة التي تكلمت بها بسبب ظني أنه لم يتم سماعي قبل قليل..

الوِتْرُ و الغُفران : blue flowerWhere stories live. Discover now