|6| : قَلَمٌ مُمَيّزٌ وَ قُبْلَةٌ مُمَيّزَةٌ

4 1 0
                                    


عندما تصفعك الحياة تأكد من أن تصفع كلاكما..
حتى تركلاها سويًا.



"توقف هذا يؤلم!"

"سخيفة! هذه أفضل لعبة و أنتِ دائما ما تفسدين المتعة."

"لن أخاطر بسلامة مناعتي بسبب لعبة لا أفضلها أصلا."

"هيا.. إنها ممتعة لا تكوني مملة."

"سأذهب هذا لا يناسبني."

مشت تلك الصغيرة بملابسها المبتلة تتخطى حاجز الحديقة تنوي الدخول لتغيير ملابسها قبل إصابتها بزكام حاد.. فمناعتها ضعيفة للغاية و يجب عليها الحذر من أبسط المسببات للمرض.. كالتعرض للتبلل و هي في الخارج مع الرياح الخفيفة..

صرخت بفزع حين فتح الصبي أنبوب المياه بضغط قوي يوجهه نحوها فسقطت على ظهرها تتلقى المياه على وجهها و هي على شفا حفرة من البكاء..
كانت تشبه ضفدعا يحاول عدم الغرق في الوحل بحركاتها الغريبة..

"سأقتلك لا محالة!"
صرخت ملئ حلقها و هي تمسح دموعها المختلطة مع المياه على وجهها بظهر كف يدها الضئيل.. حينما هو قفز بمرح على شكلها المضحك تاركا الأنبوب من يده..

"هكذا يتم المرح دارين.. يجب أن تكوني مجنونة قليلا."

"أنت مجنون للغاية! توقف عن ملاحقتي أنا أكرهك كم مرة علي قول ذلك!"
ركضت للداخل تكمل بكائها العالي فالتقت بالمربيـ_



فتحت عينيها ببطئ تستقبل الإضاءة القوية المقابلة لها على السقف المرتفع، تنهدت بقوة للذكرى السابقة التي حلمت بها للتو و تأكدت من صحتها.. حيث لا تزال رائحة التراب المبلل في أنفها و لا يزال شعور الملابس الملتصقة بها حاضرا.. كما أن ضحكات ذاك الفتى لا يزال صداها يتردد في أذنيها.. لم يكن مجرد حلم بل كانت ذكرى حقيقية من ماضيها لم تتذكرها إلّا الآن.

مررت بصرها على الغرفة المرتبة الواسعة.. كتب على الرفوف.. طلاء رمادي غامق على الحيطان.. مكتب بني  بالجانب الآخر.. كما أنها كانت تحتو_

هذه ليست غرفتها!
نهضت بسرعة من مكانها و استقامت من ذاك السرير المريح ذو الأفرشة السوداء الحريرية ثم توجهت نحو الباب تنوي الخروج و هي لا تزال تشعر ببعض من الصداع يحتل جزء من دماغها.

وضعت يدها على المقبض لكنه انفتح دون أن تديره..

"استيقظتِ؟"
قابلها الشخص الذي كان سببا في كل ما حدث لها ثم أمسكته من عنق قميصه الأبيض الرسمي الذي كان يرتديه مع السروال الأسود الخاص بالبذلة..

الوِتْرُ و الغُفران : blue flowerWhere stories live. Discover now