|4|: عَشَاءُ الهُدْنَةِ

4 2 0
                                    



العيب ليس الاستسلام
بل هو الاستسلام لعينيك فقط






"احزري ماذا؟"
دخلت والدتها للغرفة و قالت برزانة معتادة منها بينما تتخذ من طرف سرير دارين مقعدا لها.

هزت دارين رأسها باستفهام و هي تضع قرطها الصغير على الثقب الثاني في أذنها، هي لن تنكر أن بعضًا من الجليد قد تمت إذابته بينها و بين والدتها و لكنه ليس كله.. لا يزال الكثير!

"أقرأُ لغة الحُب داخل عينيكِ.."
قلبت دارين أعينها بملل ثم جلست تعدل من صندلها العالي الذي ترتديه..

"جديًا؟ و ما الذي يجعلك متأكدة إلى ذلك الحد؟"
هزت أيفا كتفيها تنقل بصرها على أرجاء الغرفة و راحت تبرر..

"الذي جرب الحب من قبل.. يستطيع اكتشافه بين ألف عين و عين.."
اهتزت حدقة دارين من كلام والدتها، أهذا يعني أنّ والدتها قد جربت شعور الحب من قبل؟
هي لا تريد الإجابة إذا كانت متعلقة بوولف فسيخيب سقف آمالها و يتحطم..

"ماذا عنكِ؟ قمت بتجربة الحب الحقيقي في صغرك صحيح؟"
بأكثر نبرة لطيفة حاولت استعطاف والدتها فأشاحت الأخرى بوجهها تتفادى التقاء أبصارهما..

"الوسيم ينتظرك بالأسفل، لا تكوني فظة و لا تطيلي انتظاره."
ابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيها الرقيقتين و بعدها اختفت من الغرفة..

ما الذي تعنيه أيفا بكلامها؟ هل يجدر بدارين الشعور بكل هذا الكم من الفضول حول والدتها؟ كانت تظن أنها تدرك أغلب أحداث حياتها لكن في هذه اللحظة تبخر كل شيئ..
أحيانا تتجسد أيفا على أنها كتاب مفتوح للجميع.. و هي على العكس، كتاب مشفر مفتوح للجميع يستطيع قرائته مجموعة معينة من الأشخاص.. و هي لا تزال تجهل هوية هؤلاء..

نزلت بخطاها المتزنة التي حافظت عليها بسبب دوائها التي اضطرت إلى شربه كي يحافظ على سلامة جسدها لهذه الليلة فوصل لمسامعها صوت السيد جيون حين التقت أعينها مع عسليتي اندرو..

"سيكون الشرف لي باستضافتك للعشاء طبعا سيد فرساتشي."

وصلت لمكان وقوفهم فشعرت بتوتر داخلي أخرجته دون قصد على شكل ملامح واثقة متحدية.. وقفت بجانب السيد جيون الذي ابتسم ريثما وقع بصره على جسدها و انخفض هامسًا في أذنها تحت أنظار الأطول بينهم..

تحمحمت دارين بحرج حين ألقى ما بجعبته .. و انصرف السيد يجون بعدما رمى الجميع بابتسامة مزيفة بوضوح الشمس ثم صعد لمكتبه بغير اكتراث.

"إذا لم تمانعي آنسة تيموثي فلدي بعض من الأوراق المهمة كي تطلعي عليهم.."
بتلقائية و بصوته الرخيم هدر في حين أنهما يمشيان بتوازٍ اخترق قلبها و جعل من البراكين تتفجر في بطنها، في ذلك الرواق من الجناح خاصتها..

الوِتْرُ و الغُفران : blue flowerWhere stories live. Discover now