PART²

132 13 17
                                    


كان صباح يوم هادئ، حيث السماء صافية و زقزقة العصافير تملا الجو، بالتاكيد، هذا بالنسبة لكاسيا فقط.

حيث استيقظت بهدوء و نشاط داخل شقتها، أخذت حماما دافئا و ارتدت ملابس مريحة، سرحت شعرها الناري على شكل ظفيرة و نزلت للمطبخ لتعد لنفسها الفطور.

وضعت هاتفها على رخام المطبخ و فتحت تطبيق المكالمات، لتضغط على اسم مساعدها المخلص، وبينما تسمع صوت الاتصال، تبدأ في تحضير الإفطار بحركات متمرسة.

تظهر الشاشة وجه صديقها، و ملامح القلق و الانزعاج بادية على وجهه.

"كاسيا! أخيرًا، أين كنتِ؟ اختفيت بشكل مجهول وفجأة أصبحتِ حديث الصحافة!"

يقول صديقها بنبرة عصبية تخفي وراءها الارتياح.

تبتسم كاسيا، وهي تقلب البيض في المقلاة.

"أعرف، أعرف. كان عليّ العودة إلى اليابان دون إخبار أحد. الأمور تسارعت ولم يكن هناك وقت."

"لكن لماذا لم تخبريني؟ كنتُ لأساعدكِ، أو على الأقل لأودعكِ بشكل لائق." يتابع صديقها، وهو يحاول إخفاء خيبة أمله وراء قناع الانزعاج.

تضع كاسيا البيض على الطبق وتجلس أمام الكاميرا، "أنا آسفة، لم أرد أن أثقل عليكم بمشاكلي. لكنني هنا الآن، وأنا بخير، وهذا هو الأهم."

يتنهد صديقها، وتظهر ابتسامة صغيرة على وجهه، "حسنًا، المهم أنكِ بخير. فقط لا تختفي هكذا مرة أخرى، حسنًا؟"

تضحك كاسيا، "وعد. سأحاول على الأقل إرسال بطاقة بريدية المرة القادمة."

يستمران في الحديث، يتبادلان الأخبار الهامة بينما تتناول كاسيا إفطارها.

「 ____________________ 」

في مخبأه السري، يجلس أمام شاشة التلفاز التي تعرض أخبار عودة البطلة كاسيا. عينيه تتسعان بشغف بينما يتابع كل تفاصيل الخبر. رغم ملامح وجهه المتجمدة، كان هناك بريق غير عادي في عينيه، وكأنه وقع في هوس عميق.

"أخيراً! عادت كاسيا إلى اليابان!" تمتم بصوت خافت، وكأن مجرد سماع اسمها كان يملؤه بالسرور.  سحب صورة قديمة لكاسيا من أحد الأدراج، واحتفظ بها بين يديه، عينيه اللامعتين كانتا مثبتتين على الصورة، وابتسامة غريبة تتسلل إلى شفتيه. كانت نظراته مليئة بشغف مهووس، وكأن كل تفصيل في شكلها كان يؤجج ناره الداخلية.

مدّ يده برفق نحو الصورة، كأنه يريد لمسة حانية لكن عينيه مليئتان برغبة تدميرية.

"سأفعل كل ما يلزم لأجعلك معي، ولن أسمح لأحد آخر أن يشاركك. ستدركين قريباً كم أنني مخلص لك، كم أنني أستطيع أن أكون كل شيء تحتاجينه و أنني لن أكون مجرد خصم عابر في حياتك. سأكون حاضراً دائمًا، ستكونين ملكتي، وسأكون عالمكِ الوحيد، في النهاية، ستعترفين بأنكِ تحتاجين إليَّ كما أحتاج إليكِ."

سيدة الحرب ~ Lady of War  ~ {BNHA}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن