_________
" الواحد الذي يستطيع إخفاء السر هو من دفنه معه "
__________دفعني سامويل بقوة نحو الشجرة، شعرت بظهري يصطدم بالجذع الصلب، مما أحدث ألمًا حادًا في عمودي الفقري. لم يترك لي الوقت لاستجماع أنفاسي، إذ بدأت يديه تلتف حول عنقي، محاولًا خنقي. كانت قبضته قوية وباردة، تشعرني بالرعب والضعف في آنٍ واحد.
بدأت أشعر بأنفاسي تتقطع، وقلبي ينبض بعنف في صدري. ضربته بكل ما أوتيت من قوة على بطنه، مما جعله يتراجع قليلاً. استفدت من تلك اللحظة لأخذ نفس عميق، واستجمعت كل قواي لمواجهته مرة أخرى.
وقفت في وضعية الاستعداد، موجهة نظراتي نحو سامويل الذي كان يحاول استعادة توازنه. كانت نظراته مليئة بالغضب والألم، وكأنني كنت العدو الوحيد الذي يجب أن يهزم. رفعت السكين أمامي، مستعدة للدفاع عن نفسي بأي ثمن.
بدأت أدقق في حركاته بحذر، أحاول قراءة نواياه التالية. كان الظلام يحيط بنا، والأشجار الكثيفة تشكل خلفية مخيفة لهذا الصراع. الهواء كان مليئًا برائحة الرطوبة والطين، مما زاد من شعور الكآبة والخوف.
سامويل اقترب مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان أبطأ، وأكثر حذرًا. حاولت أن أظل هادئة، رغم دقات قلبي المتسارعة والأدرينالين الذي يضخ في عروقي. كانت الأرض تحت قدميّ غير مستقرة، مليئة بالأوراق المتساقطة والأغصان الجافة.
مع كل خطوة يخطوها نحوي، كنت أشعر بزيادة الضغط والرهبة. كان الصمت يلف المكان، سوى من أصوات حفيف الأوراق تحت قدميه وأصوات أنفاسنا الثقيلة. كان يقترب أكثر فأكثر، حتى بات بيننا مسافة قصيرة جدًا، مسافة يمكن أن تحدد من يخرج منتصرًا في هذه المواجهة.
وفي لحظة واحدة، انقض عليّ مرة أخرى، ولكن هذه المرة كنت مستعدة. قمت بحركة سريعة إلى الجانب، متفادية قبضته، وضربته بظهر السكين على يده، مما جعله يصرخ من الألم ويتراجع خطوة إلى الخلف.
نظرت إليه وأنا ألهث، أدركت أن هذه المواجهة ليست مجرد صراع جسدي، بل هي معركة نفسية أيضًا. كان علي أن أستمر في مواجهة كل المخاوف والآلام التي أثقلتها على كاهلي لسنوات. كان سامويل يمثل كل ما كنت أحاول الهروب منه، والآن جاء الوقت لمواجهته .
تقدمت بحذر نحوه، وكل خطوة كانت تثير الرماد من الألم القديم. وقفت فوقه، متأملة في وجهه المتضرر والذي أصبح مغطى بالأوساخ والدماء. تذكرت كل لحظة تعبثت فيها أفكاره وأحاسيسه، وكل الليالي التي قضيناها سويًا قبل أن يتحول كل شيء إلى جحيم. حملت ضخرط بيدي ، و ضربتها علي رأس سامويل .كانت الدماء تتساقط من نهاية الصخر ، وأنا أنظر إلى سامويل الذي لم يعد إلى وعيه بعد الضربة القوية التي تلقاهابينما أركض بعيدًا عن ذلك الشخص المخيف الذي تركته خلفي، شعرت بأنني أفر من شيء لا يمكنني تفكير فيه أو التفكير في مواجهته. لم ألتفت إلى الوراء، بل أسرعت نحو الأمام بكل قوتي، وكأنني أحاول التهرب من الماضي المؤلم الذي كاد أن يلتهمني.
أنت تقرأ
Broken
Mystery / Thrillerمنذ أعوام طويلة، عاشت عائلة يونكز في غابة نائية لم يسمع بها أحد من قبل. كانت تلك العائلة تعيش في عزلة تامة، حيث لم يكن هناك من يعرف بوجودها على وجه الأرض. على الرغم من ذلك، كانت عائلة يونكز تُعد من أغرب العائلات التي قد تسمع عنها يومًا. من بين أفر...