مَمـلكة مَصّـاص الدِّمَاء

30 4 3
                                    

في ظلام الليل الحالك وفي ذلك الحي الهادئ ذا البيوت الصغيرة الموجود أمامها حدائق صغيرة وسط ضوء القمر الذي يُنير شوارع تلك المدينة..

(ولك أن تتخيل عزيزي القارئ قبل الإكمال)

على أحد الأشجار الضخمة والقديمة يوجد شخص يحرك قدميه وهو يرقد على غُصنها..

صوت تحرُّك الغُصن قد ظهر ؛ وذلك بسبب اعتدال ذلك الشخص من على الغُصن..

ربما قد سمع صوت أحدٌ يمشي على تلك الأرصفة الخالية من البشر.

علت الابتسامة شفتيه وقد زينتها أنيابه ببراعة ، لعق الجزء السفلي من شفتيه ثم نزل بهدوء من الشجرة مُستعملاً حاسة سمعه بدقة..

وما هي إلا ثوانٍ حتى سُمعت دبات الأقدام على الرَّصيف وصوت أنفاس سريعة ودموع مُنهمرة قد ظهرت.

لا يُمكن!..

لا يمكنها أن تُصدق عينيها ، انه يجري خلفها بأقصى سرعته، تباً!!..

أغلقت عينيها ثم فتحتها بفزع بسبب ارتضامها بالأرض، ليس الوقت المناسب!!.

ذهبت بفزع عندما قابلت عيناه المتوجهة كقطٍ في الظلام.

وقتها فقط عرفت معنى شعور الذبحة الصدرية والحنق..

حقا؟!!.

يرقد جانبها ويديه خلف رأسه ، وصوت الصفير يعلوا من شفتيه.

رغم عدم أذيته لها ولكن عيناه المتوهجة وأنيابه وتحكمه بعقلها قد جعلوها مثل الزومبي الخائف.

أغلقت عينيها دون إرادتها عندما شعرت بيده تمسك بيدها وصوته يردد بشيء غريب ، فتحت عينيها تنظر حولها ثم شهقت بفزع.

مزيج من الأعين اللامعة آتية حولها ، ولكن ليست متوهجة بل لامعة بالغضب والدهشة.

وقع على مسامعها صوت فتاة جالسة على السرير وعلى ما يبدوا أنه ذو تصميم قديم ولكن جذّاب في غرفة بنية مع شرفة مطلقة على المكان من الخارج.

" ضحية أُخرى أم لُعبة هذه المرة؟ "

تأفف امال قائلاً :

" قمت بالتحكم بها ولكن ربما رحمتها قليلاً من عدم شربي لدمائها ، شيء بداخلي يمنعني والسيء أن حَدْثِي صائب ، إنها بشرية ضعيفة ولكن هناك من يحميها "

_لك حرية التخيل من يحميها.

تصنمت بدهشة وقد ظهر شخص من ناحية النافذة يرتدي قناعاً ملطخ بالألوان وعباءة لم تُظهر من جسده إلا القليل.

دخل الغرفة ثم توجه ناحيتها ثم حمحم قائلاً بصوتٍ أجش :

" ما رأيك؟ ، يمكنني قتله أو يمكنني تقطيعه حياً ورميه في المحيط ، اختاري ما يُعجبكِ "

ساد الصمت لدقائق وعيناها تبحث داخل ذلك القناع تود معرفة هوية ذلك القاتل الذي يُخيّرها بكل ثقة.

" من أنت؟ "

أغمض عينيه من خلف القناع ثم زفّر بقوة ، التفّ له ثم انقضّ عليه يحاول قتله بأنيابه هو الآخر..

صرخات الفتاة بجانبهم ومحاولتها لردعه باتت بالفشل الذريع، أما الأُخرى صارت ترى مشاهد دموية مريعة جعلتها تلتف وتمسك ببطنها.

رغم كل ذلك لم تشعر ولو دقيقة بالذمب ، إنه مصاص دماء يقتل البشر دون رحمة ولا يحتاج الشفقة.

مرت دقائق ثم اختفت كل الأصوات ويدٍ تسحب يدها وتطير بها من خارج الشرفة.

________________

وضعت الكوب على الطاولة بعدما شربته ثم نظرت ليدها الموضوعة على حجرها بكل تشتت.

هي الآن في منزل أحد ما.

خطواته اقتربت لتجلس أمامها ، رفع بيده رأسها ثم قال بملل وبنبرة صوته الأجشة التي لم تتغير :

" لا بدّ من رفع رأسك وانتِ تحدثيني ، حسنا الآن لكِ كامل الحرية في سؤالي عن أي شيء تريدين معرفته "

أومئت بهدوء ثم قالت :

" من أنت "

اعتدل قائلا بينما يعبث بشيء ما :

" صائد مصاصي الدماء "

_ أين أنا ؟

" في مملكتهم "

_ هل تود اقناعي بأنك لست مصاص دماء يقتل مصاصي الدماء؟

" أنا مثلهم تماماً ولكن الفرق انني أُنقذ البشر منهم ، هم أيضاً بشر ولكن متحولون "

صمتت تستوعب ثم قالت بحنق ويأس :

" وكيف استطاعوا؟! ، لقد قتلوا الكثير من البشر ومنهم عائلتي! "

ابعدت عينيه وأخذت نفساً بدأ بدخول الهواء وانتهى بغصة.

قال لها بصوتٍ ينمُ عن ابتسامة :

" لقد خيرتك ومازالت لديكِ الفرصة "

رفعت عينيها له ثم قالت بصوتٍ واثق :

" اريد ان اكون مثلك ، اقتلهم "

قالت آخر كلمة وهي تضغط عليها ليبتسم قائلاً :

" موافق "

وضعت يدها أمامه ليصافحها بابتسامة.

_____________________________________

نهاية الفصل🙈.........
حاسة انه صغير بس هعمله بارت 2
صلّ على النبي.
6-5-2024

انا ما فاهمة اي الشغف الي بيرجع قبل الامتحان بيومين ده.

قصص قصيرة من أفكاري!•_•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن