انهيار ووداع

27 3 0
                                    

حسناً انا مكتئبة كفاية لأدعوه لكي نتحدث معاً على حافة سير القطار.

أنا غير مبالية لأن يأتي القطار فجأة، نحن تحت الأنفاق بالفعل أي ليس هناك مجال للهرب عند قدومه.

انه ذلك المكان المثالي الذي يمكنني فيه إنشاء قصة وداع مثالية بين حبيبٍ خائن وفتاة مكتئبة.

ليس هناك أي أحد لكي يوقفني أنا هنا وحدي وبعد قليل سأكون معه.

عقلي فارغ تماماً ومعدتي أيضاً.

هل سيصدق أحد كذبة أن عقلي فارغ؟.

هناك ملايين الأسئلة التي تراودني وأنا جالسة على أرضية سكة القطار.

أهم سؤال هو ماذا لو انقذني، وكأنني لا استبعده، هل سأعيش بإنهيار مجدداً؟ ، هل سأذنق نفسي بين دموعي فقط لأجله؟.

وماذا لو كان ينتظر رحيلي بالأساس، وكأنني كنت شيئاً مهماً عنده.

سمعت صوت دراجة نارية عند أول النفق، ولكن لا يمكنني رؤية من بالضبط بسبب الحاجز الذي تسببت به دموعي التي تركت خطاً طويلاً على كلا وجنتاي.

يمكنني رؤية إضاءة آتية وصوته يُنادي بنبرة ساخرة :

" آلينور أظهري نفسك "

بقيت أرضاً أنظر لجسده الذي ينظر هنا وهناك على عجلة إلى أن وقف أمامي يطالعني بغضب قائلاً :

" نفق قطرٌ ، هل هذه أحد وسائلك للإنتحار "

كشاف هاتفه على وجهي منعني من رؤيته بوضوح ، آخر أمنتياتي حتى يصعب عليّا تحقيقها.

خرج صوتي مبحوحاً أقول :

" ابعد إضاءة هاتفك "

أبعدها بعصبية واضحة لأُبصر نظارته الطبية التي زينت وجهه بطريقة حبست أنفاسي.

لطالما كان يعاني من ضعف نظره لسبب وراثي.

تشجعت ووقفت بصعوبة ، لا يوجد طاقة لدي.

تنفست بسرعة أنظر له قبل امتلاء عيناي بالدموع ، لقد خانني والآن لديه عائلة ، عائلة قد قررنا بنائها سوياً قبل سنوات.

وكأنها سنوات ضوئية!.

اتخذت قراري بالتحدث معه فقط لأشفي جرحي الذي آلمني ما ان نظرت له.

نظرت له بضعف ، انهيار تام.

لم أشعر بقدماي ، لقد وقعت أنظر للتراب ودموعي التي وقعت عليه بصمت.

أُريد التحدث ولكن خارت قواي!.

" تبقت دقيقتان على وصول القطر ، سنتحدث ولكن لنخرج من هنا "

سمعته يقولها بصوتٍ هادئ ولم أشعر سوى بيده التي وُضعت أسفل ظهري وأخري أسفل قدماي.

لقد حملني وركض بي بأسرع ما لديه ، وذلك بسبب القطار الضخم الذي ورائنا.

قصص قصيرة من أفكاري!•_•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن