الفـصل الثـاني

163 13 2
                                    


اقترب كرسيًا من سريرها وجلس، ولم تبتعد نظرته عن وجهها أبدًا.

بدا وكأن الثواني تلعب ببطء، وكل واحدة منها تطول بفعل ثقل ترقبه. لقد اتخذ الوقت طابعًا سرياليًا، كما لو أنه تم تمديده وتشكيله ليناسب خطورة هذه اللحظة. كان يراقب شكلها النائم الهادئ، وصدرها يرتفع وينخفض مع كل نفس هادئ.

كانت ملامحها مغمورة في الضوء الناعم الذي تسلل عبر الستائر، مما منحها وهجًا أثيريًا تقريبًا. كانت جميلة مثل شروق الشمس في عالمه المعتم، نسمة أمل رفض أن يتركها.

لقد رسم منحنى خدها بعينيه، وكانت أصابعه تتحرق شوقًا للوصول إليها ولمسها، ليشعر بدفء بشرتها تحت أطراف أصابعه. لقد كان الشوق الذي استهلكه منذ اللحظة التي انزلقت فيها إلى فقدان الوعي. كان الإيقاع الإيقاعي لأنفاسها بمثابة الطمأنينة بأنها لا تزال هنا، ولا تزال تكافح من أجل العودة إليه. انحنى في أقرب. قلبه سيمفونية من المشاعر التي تتصاعد مع كل نبضة.

أراد أن يهمس لها، ليقول كلمات تحمل في طياتها حبه، لكنه كان يعلم أن وقت الكلمات سيأتي لاحقا. في الوقت الحالي، سيترك الصمت يتحدث عنه، وليكن حضوره بمثابة شهادة على الرابطة غير القابلة للكسر التي شاركوها.

ومع مرور الدقائق، ترك أصابعه تلمس ظهر يدها، في لمسة خفيفة تتحدث عن وجوده، وعن يقظة صبره بجانبها. في ذلك السكون المعلق، شعر بثقل تاريخهما المشترك، والوعود غير المعلنة التي مرت بينهما، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن الحب كان قوة تتجاوز حتى حدود الوعي.

وبعد ذلك، كما لو كانت تستجيب لموصل غير مرئي، فتحت عينيها ببطء، لتكشف عن الكون الذي يكمن بداخلهما. بدا أن الغرفة تحبس أنفاسها مع توقف العالم الخارجي عن الوجود، ولم يتبق سوى الاثنين محبوسين في لحظة شعرت بأنها معلقة ولا نهائية.

بدا تيمني وكأنه يقف ساكنًا بينما كانت نظراتهما مقفلة، وتتدفق بينهما لغة غير منطوقة لغة لا تحتاج إلى كلمات لنقل أعماق اتصالهما. كان الأمر كما لو كانت أرواحهم منخرطة في محادثة صامتة، حوار يتجاوز حدود العالم حدود الكلام.

عيناها، اللتان كانتا ذات يوم لوحة من الغموض، تحملان الآن شرارة من الاعتراف، وبصيصًا من الفهم بدا وكأنه يخترق حجاب سباتها. شاهد المشاعر تتراقص في نظرتها: المفاجأة، والفضول، وربما تلميح لشيء لم يتمكن من فك شفرته تمامًا.

لقد كانت لحظة معلقة في الهواء، هشة لكنها عميقة، جسرًا يمتد الهوة بين أرواحهم.

فتح فمه ليتكلم، وكان صوته عبارة عن همهمة رقيقة تحمل ثقل عواطفه.

"ليلي،" صرخ، وصوته مملوء بمزيج من الدهشة والضعف، كما لو أن مجرد نطق اسمها كان صلاة كان يحملها بداخله. كان قلبه يخفق في صدره، وإيقاع كلماته يردد إيقاع نبضه، كل نبضة تشهد على ترقبه.

مُخْـطِئ | غيتو سوغورو✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن