جلست على سريرها في المستشفى، ورأسها منحني، وخصلات شعر تتدلى أسفل رقبتها، وتؤطر وجهها الرقيق. أحاطتها الغرفة بحالة من الكآبة الكئيبة، وهو جو غارق في البرودة المروعة التي بدا أنها تتسرب إلى عظام سوجورو ذاتها. كانت المزهرية، التي تحتضن الزهور، واقفة على الطاولة بجانبها، ويبدو أن محتوياتها تستسلم للجاذبية بينما تنحدر البتلات ببطء، في سلسلة رقيقة من الألوان تمتزج بسلاسة مع المحيط الصامت.
جلس سوجورو في مكان قريب، وكان حضوره ثابتًا لأنه كان يعتقد أنه كان منخرطًا في محادثة مع حبيبته. تحركت شفتاها برشاقة آسرة، وكانت كل كلمة تقال كنغمة موسيقية رقيقة في سيمفونية طالما استحوذت على قلبه. ومع ذلك، وعلى الرغم من تركيزه على النية، ظلت الكلمات بعيدة المنال، وهي عبارة عن سلسلة من الأصوات التي بذل جهدًا كبيرًا في فك شفرتها.
كان كل فارق بسيط، وكل نبرة تحمل ثقلًا من الأهمية، وكان يتوق إلى سد الفجوة التي لا يمكن فهمها والتي أبقت أصواتهم متباعدة. ولكن بغض النظر عن مدى جدية جهوده، ظل صوتها بعيدًا، لحنًا مكتومًا لا يستطيع أبدًا فهمه تذكير مؤلم بالارتباط الذي تم قطعه بسبب الانقسام الذي لا ينضب.
ما كان من المفترض أن يكون ملاذًا بهيجًا، ولحظة من السعادة المشتركة، بدا بعيدًا بشكل غريب، مثل سراب بعيد عن متناوله. بدا أن الفجوة بينهما تتسع، وتلقي بظلالها على الغرفة التي كان ينبغي أن تكون مليئة بالضوء. على الرغم من وجودهما على مقربة شديدة، كان هناك حاجز غير ملموس يفصل بينهما، مما ترك سوجورو يعاني من آلام الاتصال غير المكتمل.
"هل هذه الكلمات موجهة لي يا حبيبتي؟" كان صوته يرتجف بمزيج من الأمل واليأس، وهو توازن دقيق بين الرغبة في سد الفجوة والإحباط الناجم عن عدم فهم اللغز الذي يحيط بهم. كان يراقبها باهتمام، باحثًا عن تلميح للاعتراف أو الفهم في عينيها، مشتاقًا إلى اتصال كان في السابق سهلاً للغاية.
وبينما ظل نظره مثبتًا عليها، لاحظ أن قبضتها على البطانية ترتخي ببطء، ووجدت أصابعها طريقها إلى ذراعها العلوي في لفتة بدا أنها تنقل الانزعاج والضيق. انطلقت من خلاله آلام حادة من القلق، وكان قلبه يتألم لتخفيف أي ألم قد تشعر به.
أنت تقرأ
مُخْـطِئ | غيتو سوغورو✓
Roman d'amour"ليـلـي عودي حـالاً انا فـي انتـظارك" "lily,come right back I've been waiting for you"