[إن لم يعجبك المكان .. لا داعي للبقاء فيه!]
--------------------------------------------------
خرجت من منزله بعد مضي نصف ساعة حيث كانت ضائعة في هذا المبنى الفارغ الأشبه بالمتاهة
وبالطبع ثارت أعصابها الرقيقة فأفرغت كلمات الشتم على رأس أوليفر الذي تركها وحدها في هذا المكان المجهول متوعدة بقتله إذا رأته مرة أخرى ورميه في متاهة حقيقية!
حتى شعر أوليفر الذي يأكل طعامه بكل أريحية بخطر مرعب لدرجة فقده للشهية...
كانت متجهة لمكان عملها لكنها لا تعلم الطريق وأين هي الآن في هذه المدينة الكبيرة، لذا أوقفت سيارة أجرة وأخبرت السائق أن يتجه لفندق رون مارك المشهور للطبقة المجتمعية الراقية ..أو بشكل أدق .. لطبقة رجال أعمال الصفقات الغير قانونية!
استغربت إفيلين من طول المسافة وهذه الطرقات الغريبة التي تراها أول مرة وكأنها في مدينة أخرى...
لا عجب؛ فقد كانت حياتها تقتصر على شارعين حيث تذهب للعمل في الفندق وتعود لمنزلها مشيا على الأقدام.
كانت غارقة في أعماق أفكارها حول ما حدث من أحداث غريبة...بل هو أول حدث في حياتها المملة
ولم تكترث لذلك بقدر امتنانها أنها ما زالت على قيد الحياة...
(يا فتاة!!!)
عادت إفيلين لوعيها بعد صراخ السائق وقد أوقف السيارة أمام الباب الرئيسي للفندق، قائلا: هل أنتِ بخير؟ لقد ناديتك عدة مرات ولم تستجيبي...
حسابك 33 يورو..تصنمت إفيلين بضع ثواني من كبر المبلغ ..ثم أدخلت يدها في جيبها فلم تجد سوى 10 عملات...
حدقت فيها قليلا ثم قالت بعد تردد: ليس معي هذا المبلغ الآن، مديري سيدفع عني...
أجاب السائق باشمئزاز لا داعي له: أيتها الصغيرة ..هل تعملين ليلا أم ماذا؟!
كذبتك واضحة يا ***
فتحت إفيلين الباب على حين غفلة من السائق الذي يستمر في شتمها بطريقة مقززة كوجهه وترجلت من السيارة لكنه وحين لاحظها أصدر صوتا مزعجا يثير الانتباه من بوق السيارة وهو يصرخ: توقفي، لن أسمح لك بالهرب!!
كان جميع الناس ينظرون إلى هذا المشهد المثير للفضول وتعالت أصوات الهمس بينهم...لكن فجأة صدر صوت خطوات ثقيلة ..كان يمشي ببطء وسط حشد الناس الذين يفتحون له الطريق دون النطق بحرف...
برزت شخصيته الغاضبة تحت الشمس الساطعة التي تجعل شعره الذهبي المرتب يلمع كساعته الفخمة في معصم يده اليسرى، وبدلته الرسمية السوداء بكثيرٍ من الزخارف الذهبية التي تدل على أنه رجل راقي وسيم
ذو جسد مثالي من ناحية الطول والعضلات حتى فكه الحاد ولحيته الخفيفة التي تزيده رجولة وكأنه أحد ملوك العصر الفكتوري ...
أنت تقرأ
دِماءٌ عَلىٰ الثَّلجِ الأبْيَض| Blood On White Snow
Misteri / Thriller"انتزعي روحي مني يا ملاكي" كانت أول جملة تسمعها بصوته بعد وقت طويل... "هبّت ريحٌ خفيفة في ذاك الصباح الغريب تداعب خصلات شعرهما خارجيا ومشاعرهما داخليا" كان أول لقاء بينهما وأخيرا... يحملان بداخلهما مشاعر غامضة لا يعرفان ما مصدرها! قلوبهم تجذبهم لبعض...