العقل وعاء .. يستقبل الخبيث والطيب ... ونحن من نختار ما نسكيه في عقول غيرنا حسب نوايانا .. (عمار) اختار أن يقدم لي أخبث ما في وعائه لكن شاءت الأقدار أن يسكب معه : بعض العلوم الحميدة اختلطت مع ذلك القصد النجس .. ومحاولة التخلص من محتوى أي وعاء بالقوة قد تقود لكسره .. ووعائي شرخ حينما حاولت وبدأت
أفقد شيئاً من عقلي .. لا شك في ذلك.
لذا قررت البدء بنقل بعض علمي الحميد هذا لوعاء آخر .. فعقلي قد يتهشم وأفقده في أي لحظة ويضيع معه ذلك العلم النادر وغير المدون
لكن كان لزاماً علي أولاً أن أجد الوعاء المناسب.
الموضوع لم يكن سهلاً وأنا لم أبذل جهداً كافياً للبحث والتقصي لأني كنت مؤمناً بأني سأجد الشخص المناسب حين يقدر لي ذلك ومع هذا وبعد معرفة (عواد) بتوجهي الجديد اقترح علي أن يساعدني في
البحث .. وليته لم يفعل.
كان من وقت لآخر يحضر لي شباناً غريبين وبالرغم من أني نبهت عليه ألا يوضح لهم شيئاً عن طبيعة ما هم مقبلون عليه ويكتفي بإخبارهم
أنهم يجرون مقابلة لوظيفة مساعد لي في أعمالي الخاصة إلا أن خياراته التي جلبها كانت أبعد ما يكون من وعاء مناسب .. أقل ما يقال عنهم.
أكياس مستخدمة.
أنا لا أنتقص منهم لكن الحقيقة كانوا مجموعة غريبة .. أغلبهم متصنع عابت أو فارغ يبحث عن التسلية .. لم ألمس الجدية من أي منهم هذا وهم يعتقدون أنهم يقدمون على وظيفة ويخرجون أفضل ما عندهم. أذكر تحديداً إحدى تلك المقابلات والتي أجريتها في مجلس منزلي مع شاب في أول العشرين من عمره يدعى (حمزة) تخرج من الجامعة في تخصص الكيمياء بالرغم من أن ظاهره أوحى لي بتخصص آخر .... على أي حال .. أحببت أن أفهم طريقة تفكيره بعد حوار قصير معه فسألته سؤالاً بسيطاً .. في مجال تخصصه بالطبع وقلت : هل تعرف
مادة الكحول ؟
(حمزة) : نعم بالطبع
هل تراها مادة نجسة أم طاهرة ؟
استغرب الشاب من سؤالي في بادئ الأمر لكنه أجاب بثقة قائلا :
نجسة بالطبع
هل هذه إجابة علمية أم دينية ؟
(حمزة) : لا يوجد فرق
- كيف لا يوجد فرق ؟
(حمزة) : العلم والدين لا يتعارضان
هنا أدركت أن الشاب الجميل لن يكون وعاء مناسباً لكني أحببت أن أستمر بالنقاش معه من باب إرسال رسالة له ولـ (عواد) الحاضر
لتلك المقابلة فقلت :
صحح لي هذه المعلومة بحكم تخصصك إن كنت مخطئاً .. ألم يعجز العلماء عبر التاريخ عن إيجاد مطهر أقوى من الكحول .. أليس الكحول أقوى مطهر ولا يوجد له مثيل في التعقيم ؟ .. فكيف يكون
أنت تقرأ
خوف3
Horror«منحاز لنفسي ومتعصب لأفكاري .. لا أملك وقتاً أصرفه التفنيد وجهة نظر يقف خلفها حاقد ناقم .. ولا ذرة احترام أقدمها لمتغطرس متعال .. مكلف بجنوني .. متعايش مع غربتي وغرابتي .. أجيد التظاهر بالإنصات لكل أحمق مشبع بالثقة .. لكني في الحقيقة لا أكترث ... لأ...
