النَّهَايَةُ المفتوحة

1.3K 76 10
                                    

التجاهل يختلف عن الجهل .. الجهل ببساطة عدم معرفتنا بحقيقة ما لكن التجاهل هو اختيار عدم البحث عن شيء نعي أنه حقيقة، لكن ذلك يهون أمام الغباء .. المكتسب منه والمتوارث .. فالحقيقة المؤلمة التي توصلت إليها بعد سنوات من معاشرة الناس هي أن كل وباء عابر ومنته إلا الغباء باق ومستفحل العقل هو طوق النجاة الوحيد في بحر الجهل المتلاطم .. وسيغرق ويهلك الكثير في أعماقه بسبب حماقتهم

وهذه سنة الانتخاب.

عندما يستاء شخص من هجومي على الأغبياء أليس ذلك تأكيداً منه

بأنه أحدهم ..؟

أعتقد أن أساس أي حماقة هو عدم الاستقلال ... بالرأي والتفكير خصوصاً .. مما يجبرنا على اللجوء للغير لسد ذلك الفراغ عوضاً عنا ... ليفكروا بدلاً منا ونتبتي نحن بدورنا أفكارهم المعلية فقط لأننا تكاسلنا عن القيام بذلك بأنفسنا ... لذلك تكون صدماتنا بهم حينما ينقلبون على أفكارهم أقوى وأكثر حدة ... فمن يعلق إيمانه بأشخاص سوف

يكون إيمانه مرهوناً بهم وبتصرفاتهم.

القطيع يسير خلف صوت المزمار الشجي حتى وإن كان العازف

أعمى فالشعارات والخطابات العاطفية مسكنات رخيصة بتشي بها

الأحمق وتجلب الغثيان للعاقل.

مراكز الكون أصبحت كثيرة مؤخراً لأن كل شخص يرى نفسه وآراءه قبلة للحق وبوصلة للباحثين عنه والنتيجة هي أن الجميع تاهوا وفقدنا أي توجه واتجاه يقودنا إليه كل أرض نقف عليها يمكن أن تكون

نقطة بداية نحو أي وجهة لذا فأنت مركز كونك وليس كوننا. أنا مؤمن أن القناعات لم توجد لتثبت أو تناقش لأن هذا يتعارض مع مفهوم يقينك بها فهي باقية بغض النظر عن وجهة نظر الطرف الآخر

بها حتى وإن بدلت أنت قناعتك الخاصة.

من المفارقات العجيبة لما يمكن أن تتقبله العقول المؤدلجة هي أن شهادة الشهود التي يعتد بها قانونياً كحقيقة لا جدال فيها ترفض علمياً ولا تعتبر عنصراً حاسماً ينظر إليه بجدية لإثبات أو نفي نظرية .. فشهادتي مع مجموعة من الناس أن رجلاً ما سارق تدينه وتثبت عليه تلك الجريمة وعلى أساسها يصدر به حكم قضائي وعقوبة لكن شهادتي مع المجموعة نفسها بأننا رأينا شيئاً خارقاً للطبيعة تفسر على أنها هلوسة جماعية لا تستحق الأخذ بجدية. ومن هذا المثال البسيط يتضح لنا الفرق في آلية التصديق وكيف تستسقي الثوابت من مصادر مختلفة

بالطريقة ذاتها لكن مع نتائج متباينة حسب أهواتنا.

يفضل شرب الحساء من كوب أو كأس وليس آنية مجوفة ... غير ذلك من طعم الحساء ؟ .. هل هم مخطئون فيما فعلوا ؟ .. هل يقدم لك الحساء بهذا الشكل يهينك بطريقة ما ؟ .. بالطبع لا ... كن هذا ليس بالأمر المألوف والمتعارف عليه. طرق الآفاق الجديدة ر لا يمارسه إلا فئة قليلة من الناس .. صفوة منبوذة ونخبة مستنكرة. هذا يقودني لسؤال يستحق التفكر .. من حدد المألوف والمتعارف عليه ؟ .. ولم نحن مجبرون أن نسير عليه ولا

خوف3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن