العنق المربوط

1.2K 82 15
                                    

تركني (دجن) وحيداً في تلك الصحراء ....

مدفونا تحت رمالها الحمراء ... مقيدا مشتت التفكير ...

تساءلت مع نفسي .. هل ما زلت أتوهم ..؟ هل مت ؟ .. هل أنا في غيبوبة في أحد المستشفيات ... أم تحت التراب أحاسب .

أفكار وهواجس تلاعبت بي لما يقارب الساعة ...

حتى تهشم جدار الصمت بعبارة وجهت لي ... صوت مألوف قادم من خلفي ... الرجل الأنيق ...

خرج من وراء التلة الصغيرة التي دفنت عندها وسار وهو يشد ربطة عنقه الحمراء حتى استقر أمامي وتقرفص على ركبتيه وحدق بي لثوان

مبتسماً ثم قال :

في المرة الأخيرة التي التقينا فيها رفضت سماع عرضي لأنك كنت

في موضع قوة وهذا خطئي أنا .. أما الآن قالوضع مختلف ... مختلف

لم يتغير شيء .. عروضك كلها بلا استثناء كانت وما زالت

مرفوضة ... التحركت الرمال بيني وبينه وخرج منها عقرب أسود سار بأرجله النحيلة

نجاه رأسي المستقر فوق سطح الأرض وتوقف عند وجهي محركاً ذيله

مقرباً رأس إبرته السامة من وجهي مداعباً طرف أنفي برفق. الرجل الأنيق) : لم أعد بحاجتك فقد قدمت لي البديل المناسب مشكوراً

عمن تتحدث ؟

(الرجل الأنيق) : أحد تلاميذك .. قدمنا له العرض ذاته ووافق بكل

مرور

- (ماجد)؟

الرجل الأنيق) : (هاجر) .. الفتاة متحمسة أكثر منك وستكون

مفيدة لنا .. فهي تواقة جداً لتصبح من خدمنا والدليل أنها لم تتردد الثانية حينما طلبنا منها سرقة كتبك وإطعامك سحراً مأكولاً ينهي حياتك .. بفضلك هي الآن في مرحلة تمكنها من استيعاب كل ما

تمليه عليها وحماسها وحده كاف لأن تصبح أكبر ساحرة في هذا

العصر

- هنيئاً لكم بها

(الرجل الأنيق) : لكن ....

- لكن ماذا ؟

الرجل الأنيق) مشيراً للعقرب الأسود بالتراجع قليلاً للوراء : يقدر حماسة تلميذتك إلا أني ما زلت أريد المعلم

لن أكون خادماً لك مهما حاولت

(الرجل الأنيق) باسماً : ما رأيك بمسمى شريك ؟

- هذا أسوأ ..

الرجل الأنيق) : لا بد أن أصل معك المقايضة ما .. هل يعقل أنك لا

تحتاج إلى شيء ؟

حتى وإن احتجت فلن أبحث عن حاجتي عندك

(الرجل الأنيق) : هل تتحدث معي الآن بعقلك أم قلبك؟

خوف3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن