من ص 35 الى ص 66

1.6K 25 53
                                    

الليلة المشؤومة

:

عدت ذات ليلة متأخرا للمنزل بعد سهرة مطولة مع أصحابي لكن النوم قد جافاني تلك الليلة ولم أستطع النوم بالرغم من محاولاتي العديدة، لمحت الكتاب الملقى على الطاولة منذ أكثر من شهر وقد جمع على غلافه غير المعنون بعض الغبار توجهت للكتاب وقربته من شفتي ونفخت عنه أثر نسياني له. استلقيت على سريري وبدأت بتصفحه بدافع الملل لا الاهتمام، لم يكن للكتاب اسم مؤلف أو فهرس أو دار نشر أو حتى ترقيم للصفحات كان الكتاب غريبا بلا عنوان على غلافه أو داخله

ومحتواه كان يبدو كالمدونة وكان الورق مائلا للصفرة وأطرافه مهترئة. فتحت الكتاب من المنتصف وبدأت أتصفحه ولم أفهم شيئًا مما كان مكتوبا فيه. لم يكن للكلام المدون على صفحاته معنى يشد انتباهي، حاولت القراءة بتمعن وتركيز أكثر، لكن الكتاب بدا لي عاديا جدا فقد كان يتكلم عن الروحانيات والعالم الآخر وأمور كنت أراها في ذلك الوقت سخيفة ومجرد خيال لا أكثر فلم أكمل الكتاب ورميته على المنضدة التي كانت بجانبي وذهبت للنوم مباشرة. حلمت في تلك الليلة بشخصذي لحية بيضاء يلبس ثوبا أبيض قصيرًا بلا جيوب وطاقية بيضاء صغيرة

بالكاد تغطي رأسه وكان يقول لي:

أكمل ما بدأت !!»

وأخذ يكررها حتى استيقظت من النوم بأنفاس ثقيلة ومتسارعة بالرغم من أني لم أجزع لتلك الدرجة وكان ذلك حوالي الساعة الثانية صباحا. لا أذكر لماذا لكن عيني وقعت على الكتاب وبالرغم من أن الكتاب لم يكن يحتوي على صور شعرت بحاجة ورغبة ملحة للبحث فيه عن ذلك الرجل الذي عكر صفو منامي ففتحت الكتاب ولم أقرأ كل الصفحات بل تصفحت فيها كالمجلة حتى غلبني النعاس ولم أعد أستطيع تمييز الكلمات وعدت للفراش ونمت مرة أخرى. زارني الشخص نفسه في المنام بعد أن غفوت بدقائق لكنه هذه المرة بدا غاضبا ووجهه كان

متجهما وأقرب لوجهي من ذي قبل وصرخ بي قائلا:

«أكمل !»

استيقظت مفزوعا هذه المرة وتوجهت لباب الغرفة ومنها نزولا للطابق السفلي بسرعة متوجها للخارج نحو سيارتي وحاولت تشغيلها بسرعة كي أبتعد عن المنزل لإضاعة الوقت حتى الصباح لكن السيارة لم تعمل ولم أربط بينها وبين ما حدث في الحلم في ذلك الوقت وعدت

لغرفتي بتردد.

صعدت السلالم ببطء ونظري موجه نحو باب غرفتي وبدأت أشككفي ما إذا كان باب غرفتي مفتوحا عندما رحلت أو أغلقته، بدأت بالقلق والتفكير بأمور جانبية، كان تركيزي مشتتا بسبب الخوف الذي اعتراني

دخلت الغرفة مرة أخرى ووجهت نظري للكتاب وقلت في نفسي :

سأقرؤه كاملا هذه المرة..»

أمسكت الكتاب وقرأته من الغلاف للغلاف وبعد ما انتهيت من

الكتاب وضعته جانبًا وأخذت نفسا عميقا وقلت في نفسي:

خوف 1Where stories live. Discover now