03

54 7 1
                                    

الأول مِن ديسَمبر

خلال الشهرين الماضيَين، أصبحتُ أقربَ فأقرب مِن مينا
حتى أصبحت جُزءًا لا يتجزأُ مِن حياتي

أُحادثها حينَ أستيقظُ وحينَ أذهبُ إلى فِراشي
حينَ أتناول وجباتي الثلاث
حتى في المدرسةِ لا أجلسُ سوا معها

أنها شديدةُ التملك والغيرة، أنها حتى تمنعُ سومين مِن أحتضاني كعادتنا قائلةً "أنها تخُصُني"

وأن حدثَ وأحتضنتُها لا تُحادثني يومان !

قد تجدهُ -أيُها الغريبُ- أمرًا مقززًا وغير مُريح أن يتحكمَ أحدُهم بحياتك ويتملكُكَ ولو كانَ بيدهِ لأخفاكَ حتى لا يراكَ غيرهُ

لكني كُنتُ حمقاءَ لا أفقهُ شيئًا
بل وكُنت أَسعدُ لهذا

أعذرني فإنها أولَ مرةً أحظى بأهتمامٍ كهذا

لم أشعر بحنانِ الوالدينِ وخوفهم على أبنائهم، لم أشعر بشعورِ أن يهتم بكَ أحدٌ لمجردِ جرحٍ طفيف أو حمى موسمية عاديه ..

لكن مينا .. آهٍ يا مينا !

أشعرتني بكُلِ هذا وأكثر
لوهلةٍ ظننتُ أنني أهمُ شخصٍ بحياتها

أضاءَ هاتفي مُعلنًا عن وصولِ رسالةٍ جديدة ففتحتُها

j.m: «ما الأخبار؟»

جيمين المسكين !

منذ ذاك اليوم الذي سألتني بهِ مينا إن كُنا نتواعد أنا وهو، لم أُجبها لأني لا أملكُ الجواب من الأساس

أما هي فقد أخذت صمتي كموافقةٍ ولم تُحادثني لمدة أسبوعٍ وظلت تصُدُني في كل مرةٍ حاولت التحدث فيها معها
حتى أخيرًا تركتني أشرحُ لها الأمر فأبتسمت وقالت
"إن تركتني مجددًا بسببهِ لن أُسامحكِ ناراي"

ومن ثمّ أصبحتُ قليلة التحدث مع جيمين، بسببها

فهي تُحادثني اليوم بطولهِ وأن حادثتُ احدًا غيرها صاحت قائلةً "لا تُحبيني !"

حسنًا الأمر نوعًا ما بدأ يُزعجني ..

لكني لم أتحدث حفاظًا على صداقتنا

j.m: «لنتقابل»

مجرد أن قرأتُ الرسالة الجديدة التي وصلتني نبضَ قلبي بسرعةٍ وكأنهُ كان يركضُ في سباقِ ماراثون

أجبتهُ بـ حسنًا ثم أغلقتُ هاتفي وارتديتُ معطفٍ أسودَ طويلٍ ثقيلٍ يقيني مِن شتاءِ ديسَمبر العاصف
وخرجتُ أنتظرهُ أمامَ باب منزلي

WHEN WE MET| 1178Where stories live. Discover now