هوشي ¦¦ عمىٰ prosopagnosia.

108 13 2
                                    

أعيش بفراغ عالمي المزدحم.

فارغ من كُل شيء ، حتى الملامِح... هارب من ذاتي الى مكان يُدعى وطن.
منذ أن أصبت بجلطةٍ في الدماغ اذ أمسيت لا أبصر وجوه البشر... جميعهم!

كان لي أبً وأمً... عائلةً دافئه يحلُم بها كل انسان ولكن في ليلةٍ واحده تغير كُل شيء.... توفى والداي أثناء حادث سيارةٍ في طفولتي في محاولتهم لأسعافي بعد أن خشبت اطرافي وانقلب بؤبؤ عيناي الى داخلهم وأرتجف بدني وكأن احدهم يهزني بفوضويه مُستفزه

كان الليل حالكًا حالما رأيت وجه امي للمرة الاخيره وهي تصرخ وتنادي أبي ليساعدني ، وكأنها ملاك هارب من الجنه

عيناها التي يطغي على دموعها الجمال ووجنتيها الحمراء كـ لون التفاح الناضج وشفتيها التي ترتجف وانفها الذي ورثته منها... وشعرها...

اسودً بُني الاطراف طويل يتطاير اثر لدغة الرياح القادمه من النافذه أعلى سريري الذي يحمل جُثتي الهزيله

لطالما عشتُ حياة مثاليه طفل وحيد اهله ومُدلل أمه وأبيه لا أقارب ، لا أخوه ولا جيرةً مُزعجه

عشت ستة عشر عامًا مع والداي لم ارى يومًا وجه ابي مُكشر وخائف حتى هذه اللحظه التي غيرت كُل حياتي

ملامح والدي السمراء التي كُنت ارى بها شروق الشمس

وجهه المرتعب الذي أرعب والدتي أكثر من وضعي على السرير وكأنه حائر وضائع كما حالي اليوم ، صرخ واقترب يحملني بين ذراعيه لأخر مره حتى وضعني بداخل السيارة ونمت بين اضلع والدتي قبل أن تضهر شاحنة اخرى لتسحق سيارة والدي التي مكثناها للمرة الاخيره جميعنا خائفين من موتي...لينتهي الامر بنجاتي وموتهم!

لحُسن حظي وسوئه اني على قيد الحياة ولا اعلم ان كان شيئًا يستحق ان تناديه بحظ جيد أم لا ، تُركت في غيبوبة لمدة اربعة عشر يوم واستيقظت بليلة حالكه كما تلك الليله ابحث عن والداي في غُرف المستشفى كالمجنون

اكملت البحث حتى استوقفني بشاعة منظرٍ رأيته وكأنني اجوب الجحيم لا أرض الله الرحيمه... شخص خالٍ من الملامح كاملاً يعتري وجهه اللون البني دون أي تفاصيل...

ماهي الا ثوان حتى صرخت مرتعبًا وهربت نحو الغرفة الاخرى ليستقبلني شخص أخر متجردًا من ملامحه كما الاول...

مالي انفك من شخص الى اخر وما اجد الا وجوه بارده دون ملامح تعتريها
صُنفت من اصحاب الامراض النادره في صِغر سني مُتلازمة عمى الوجوه وهي صدمةٌ نفسيه اثر ما مررت به ذلك اليوم

UTOPIA ¦¦ سفنتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن