عرضه على الشيعة:
وعرض الإمام الزكي الحسن عليه السلام وليده العظيم على خلص شيعته وخيارهم، ليتعرفوا عليه، وحتى لا يجحده جاحد، ولا يشك في وجوده مرتاب، فقد روى كل من: معاوية بن حكيم، ومحمد بن أيوب، ومحمد بن عثمان، فقالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام ولده، ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا، فقال:
" هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه، ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم لتهلكوا، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا... " (ينابيع المودة (ص ٤٦٠) كمال الدين.)لقد أقام عليهم الحجة، وعرفهم بإمام زمانهم من بعده، وليكونوا شهداء صدق، يؤدون ما رأوه إلى غيرهم.
ملامحه وصفاته:
أما ملامح الإمام المنتظر عليه السلام وصفاته فكانت كملامح الأنبياء والأوصياء وصفاتهم، فكان نور الإمامة، وهيبة الأنبياء تعلوان على وجهه الشريف، وقد جاء وصفه في الروايات ما يلي:
1 - روى أبو سعيد الخدري، عن النبي (ص)، أنه قال: ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا، أجلى الجبهة يملأ الأرض عدلا، ويفيض المال فيضا (عقد الدرر في أخبار المنتظر (ص 101).
وكثير من أمثال هذا الحديث رواه الحفاظ من أهل السنة عن النبي (ص) في ملامح حفيده الإمام المنتظر عليه السلام وصفاته.2 - روى الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام بسنده عن آبائه، عن سيد العترة الطاهرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال وهو على المنبر:
" يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مندح البطن (مندح البطن: أي متسع البطن) عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين (المشاش: رؤوس العظام كالمرفقين، والكتفين، والركبتين.) شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي (ص) الحديث (كمال الدين).3 - ووصفه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مرة أخرى، فقال: إنه أجلى الجبين (أجلى الجبين: أي خفيف الشعر ما بين النزغتين من الصدغين، جاء ذلك في (النهاية) و (مجمع البحرين).) أقنى الأنف (أقنى الأنف: طول الأنف ودقة عرنينه مع حدب في وسطه، (مجمع البحرين) ) ضخم البطن، أذيل الفخذين أبلج الثنايا (أبلج الثنايا: أي مشرق الثنايا، ومنه الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وآله أبلج الوجه أي مشرق الوجه، (مجمع البحرين).) بفخذه اليمنى شامة (ينابيع المودة (ص 423) الفصول المهمة لابن الصباغ، البيان.).
والشئ المؤكد الذي نطقت به الأخبار التي أثرت عن النبي (ص) وعن أئمة الهدى عليهم السلام أن الإمام المنتظر عليه السلام من أجمل الناس وجها وأحسنهم سمتا، قد أشرق وجهه بنور الإمامة، التي تحنو لها الجباه والوجوه، ووصفه الشاعر الملهم، السيد حسن بقوله:
طلع الجمال بوجهه الوضاح *
وسرى النسيم بوجهه الفياح
رثأ كأن جبينه صبح بدا *
أو أنه نور لكل صباح
ناشدته أنت الهلال أجابني *
طوق الهلال يكون نقش وشاحي
لم أدر من لطف تكون جسمه *
أو أنه من عالم الأرواح
كتب الجمال على صحيفة خده *
طوفوا فهذي كعبة المرتاح
ماء الشباب بخده مترقرق *
كزجاجة ضمت على مصباح
قد قلت: لما أن تجلى وجهه *
سبحان ربي خالق الإصباح
(منن الرحمن 2 / 237.)
![](https://img.wattpad.com/cover/369444904-288-k9f767d.jpg)
أنت تقرأ
عن حياة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
Spiritualعن حياة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف