البارت 9
هي قلعة إخترق هو حصونها و في ساحتها الفارغة خاض المعركة
و خسرت ضده، قيدها بـ لعنة وهمية و في أُذنها همس
"حصونكِ قد بُنيت لحمايتي"أغلقت كيان الهاتف و وضعته جوارها ثم بكت بـ قوة غيرِ آبهة بـ صوتها الذي قد يصل خارجًا، بينما حوراء ركضت إلى الداخل حينما سمعت صوت بُكاءها و دون حديث ضمتها تربت عليها بـ غرض تهدئتها
أمسكت كيان ذراع حوراء ثم قالت بـ نبرةٍ صارخةٍ و كأنها لم تعد تحتمل حفظ السر الذي أثقل كاهلها حتى و إن كان مطلب شخصي بل كان توسل أرهق قلبها أن يُدفن هذا السر معهما إلى القبر
-أنا ظلمته يا حوراء، كُلنا ظالمينه…
توقفت يد حوراء عن التربيت عليها و عقدت حاجبيها ثم سألت بـ تردد و توجس
-يعني إيه!...
قبضت يد كيان بـ قوة أكبر دون حديث حتى تألمت حوراء و لكنها لم تتحدث بل تحملت حتى رفعت كيان نفسها و مسحت وجهها ثم نهضت إلا أن حوراء أمسكتها و سألتها بـ تحيّر
-رايحة فين!!...
لم ترد كيان بل خرجت و توجهت إلى حيثِ يجلس جدها و جدتها ثم صرخت فجأة أفزعتهم
-هتسمعوني كويس، فين عُميّر!...
خرج عُميّر من المرحاض على عجالة حينما سمع صوت شقيقته و وقف جوار حوراء التي كانت تركض خلف كيان و نظرا إلى بعضيهما في حيرة و تساؤل و لكن لم يستمر ذلك كثيرًا حيث قالت تلك الصارخة
-في حاجة مُهمة لازم تعرفوها…
تهكنت حوراء أنها تخص ماضيها مع قُتيبة و لا تفسير آخر لهذا بعد مُكالمتهما، لذلك تنحنحت حوراء و قالت بـ تراجع
-طب هستأذن، هكلم بابا…
يد عُميّر منعتها فجأة، فـ شهقتو نظرت بـ توتر إليه، لتجد فكهُ مُتشنج و كأنه يمنع نفسه من فعل أهوج و يُريدها حاضرة حتى يُسيطر على نفسهِ، على الأقل ستستطيع حوراء تهدئة الأجواء من حولها فـ صمتت و سكنت جواره
نظر حلمي إلى كيان التي كانت تهتز من كثرة إرتجاف جسدها، و حينها عَلِمَ أنها ستبوح بـ سرٍ شديد الخطورة، أو ربُما شيء سيقلب كيانهم رأسًا على عقب، سيتغير شيء قوي بينهم
نهضت جدتها ثم ربتت على ظهرها و جذبتها لتجلس جوارها، ترأف بـ حالتها المُهتزة، تلك الفتاة وصلت إلى مرحلةٍ ميؤوس منها، لقد ظنت أن بـ إبتعادها عن هذا المكان ستنسى و تُمضي قدمًا، و هذا ما ظنته حين عادت و أخبرتها أن ستتزوج لآخر، و لكن كُل هذا هُدم و الآن أمام هذه النظرة و الحالة المُريعة
هتفت بـ نبرةٍ حنونة و هي تقبض على يدها و تنظر إلى حلمي ليترأف هو الآخر بـ حالتها
-أتكلمي يا حبيبتي…