البارت 8
إنما للقلب إتجاه مُعاكس للعقل دائمًا
و لكن ماذا تفعل حينما يتفق العقل مع القلب على حُب شخصٍ واحد؟
هذا يعني أنك خسرت كُل منطق و مرحبًا بك في المنطقة المحظورة…بعد مرور شهر
نهضت بعدما صدح مُنبه هاتفها بـ كسل و ضيق، لم تعتد بعد على ذلك الروتين اليومي المُمل مع ذلك المُتحرش، السادي الذي يبدو و كأنه يستمتع بـ تعذيبها أكثر من أي شخصٍ آخر، إبتسامته الأنيقة بـ شدة تجعلها تُريد تحطيم أسنانه البيضاء بـ شدة، ماذا يفعل ليجعلها شديدة البياض هكذا؟
تنهدت و ها هي تنحدر أفكارها تجاه مُغيظ جدًا، دائمًا و أبدًا أفكارها تُخبرها بـ وضوح أنها لن تنشغل سوى بـ "وقاص مُحي الدين" رغم أنها تتخطى الكثير من الحدود معه في الفترة السابقة و لكنه لم يقم بـ طردها بل كان يُهددها قائلًا بـ صلب و هدوء يُصيبها بـ الهلع
"فـ الوقت اللي هتطلعي فيه من الباب دا، هتلاقي البوليس مستنيكِ"
يجرؤ على تهديدها! هي المظلومة هنا و والدها أيضًا، الذنب يقع على عاتقهِ أنه يقوم بـ توظيف بشر سارقين، مسحت كِنانة على وجهها لن يفيد كُل ذلك، كُل يوم تُفكر و تُفكر و تغضب و بـ الأخير تنهض و تستعد لتذهب إلى عملها
طرقة ثم فُتح الباب و طَلّ منه والدها مُبتسمًا بـ حنان و قال
-لسه مجهزتيش! طب يلا يا حبيبة قلبي عشان تلحقِ الشُغل…
و أمام إبتسامة والدها لم تجد بدًا سوى أن تبتسم و يذهب غضبها من وقاص أدراج الرياح، لتومئ بـ حماس قائلة
-عشر دقايق و هكون جهزت إن شاء الله، إسبقني أنت يا جميل…
إتسعت إبتسامة والدها و سمعته يُتمتم لها بـ دُعاءٍ، أصابها شئٍ من الحُزن و الذنب و لكنها أقنعت نفسها أنها فعلت الصواب
بعد عشر دقائق
كانت كِنانة قد خرجت بـ الفعل و هي تضع قميصها الأبيض في تنورتها السوداء و تُعدل سُترتها ثم. نظرت إلى الطاولة الجالس عليها والدها و يبدو أنه ينتظرها ثم قالت و هي تتشمم الرائحة الشهية
-يا سيدي على الريحة، من يومي و أنا عارفة إني فاشلة فـ الطبخ عشان أدوق من إيدك و مفوتش الطعامة دي
-رفع والدها حاجبه و قال:كُلي يا كِنانة و مش بـ الكلمتين دول هتخليني زي الأهبل أفضل أعمل الأكل
-دست طعام في فمها و قالت ضاحكة:كشفتني…إرتسمت إبتسامة أكثر حنوًا من ذي قبل، ثم ربت على كتفها و قال بـ سعادة لرؤيتها تضحك هكذا
-بألف هنا، كُلي يا كِنانة و ملكيش دعوة بـ أي عمايل أكل
-تسلملي…أكملا تناول الطعام حتى قال والدها فجأة و كأنه تذكر شيئًا مُهم