البارت 13
كـ المُحيط الهادئ في نعومتها
و كـ أمواج شديدة الإرتفاع في ثوران مشاعرها
و يبقى الغريق أنا في مياهها العميقة…لم يُعجبه ما تفوهت به كـ ردٍ على فضولهِ، هو يعيش مُراهقة مُتأخرة، حائرًا و لكن يعلم جيدًا أنه يُريدها، أن نفسه تهواها و تُريد عناقها كُل حين و بلا داعٍ، كان شديد الحرص فيما سبق للسيطرة على ما يشعر به و على ما يدور داخله، و الآن ذَهَبت تلك السيطرة أدراج الرياح
حدق بها صامتًا، دون ملامح حتى شكت أنه فَقَدَ حياته فـ تفحصت تنفسه و سألت بـ قلقٍ و توتر
-وقاص أنت لسه عايش!...
أخرجته من ذهوله و ضحك رغُمًا عنه ثم قال و إبهامه يتحسس باطن كفها ثم يصعد إلى معصمها
-للأسف يا كِنانة، لسه عايش عشان أسرق إعترافك…
إبتلعت لسانها و عضت باطن وجنتها ليُمازحها بـ خُبثٍ
-و لو إن السرقة دي لعبتك
-زمجرت بـ حدة:هنبتدي نعك أهو…إبتسم وقاص ثم قربها أكثر حتى باتت تلتصق به و قال بـ هدوءٍ و نبرةٍ رخيمة
-مسمعتش إجابتك يا كِنانة…
أشاحت بـ وجهها بعيدًا و الخزي يكتنفها بـ قوة حتى أنها كانت على وشك البُكاء، أرادت أن تنشق الأرض و تبتلعها، أو أن تتحول إلى ذرة تراب و تختفي من أمامه، و هو لن يتركها و تعلم ذاك جيدًا
لقد حاولت الهروب كثيرًا و أرادت تجنبه أكثر و في كُل مرة كان يجذبها إليه بـ خيطٍ وهميّ ظنه سعيه وراء دينها له، إلا أنها كانت مُخطئة لقد كان يسحبها بـ خيطٍ أكثر قوة و متانة و أكثر إخافة من دخولها السجن و هو شيءٍ لم تقُم بـ تجربتهِ من قبل
ألا و هو الحُب!!
أعاد وقاص وجهها إليه ثم قال بـ الإبتسامة الوقورة نفسها و نبرتهِ التي تُصيبها بـ الإنزعاج من فرط حلاوتها
-أنا قتيلك النهاردة
-ردت عفويًا:طب بس أسكت عشان معملهاش بجد…لن تُصيبهُ الدهشة بعد الآن لقد إعتاد كِنانة بـ كُل مساوءها و جمالها الفطري، لذلك قهقه ثم قال بـ صوتٍ هادئ
-و ماله، نشوف مين هيعملها الأول…
أرادت سحب النرد في أرضها فـ رفعت حاجبها و عكست الأدوار ثم سألته بـ مكرٍ و إنتصار و كأنها حشرته في الزاوية
-طب ما تقولي أنت ليه بتحبني!
-مال بـ رأسهِ و قال بـ بساطة:أنا مقولتش بحبك يا كِنانة!...بهتت ملامحها و خجلت في الوقت ذاتهِ و حاولت البحث عن شيءٍ تُنقذ به الموقف المُخزي و لكنها لم تجد فـ عضت شِفاها السُفلى بـ خجل، و لكن وقاص أكمل بـ نفس البساطة