البارت الثامن

648 9 0
                                    

الموضوع ده كان واجعني في قلبي اوي بس مكنتش قادرة اواجهه ولا اواجهها .. خايفة بعد كل ده اطلع انا اللي مأفورة و احساسي خايب و نيتي سوء …شلت ف قلبي و كتمت
بقيت حزينة و وحيدة و عوض ما يكون حبيبي معايا بقى طول الوقت مع صديقتي
معلش سبتهم مع بعض يمكن بتمر بفترة صعبة و محتاجاه اكثر
حضرت لوحدي كل حاجة. .. نظفت البيت و اشتريت كل حاجة لازماني عشان استقبال عيلته
مكانش فيه حد يستقبل الجماعة و جدتي مكانتش عارفة هي فين اصلا …فهمتها و اترجتها ما تعملش اي مشكلة و ما تلمسش اي حاجة من غير ما اقولها
لبست فستان من الفساتين اللي جابتهالي ست ناهد
وصل ابويا و مراته مع وقت المعازيم كأنهم اغراب
طلبت من هدى تجي معايا تساعدني اتحججت انها تعبانة نفسيا و مش هتقدر تحضر افراح …يعني تقدر تحط فول ميكب و تلف مع حبيبي ف كل حتة و ما تقدرش تجي تساعدني استقبله هو و اهله! ما علينا
صافيناز: مش لو كنتي حطيتي جدتك عند سعاد كان احسن دلوقت هتفضحنا قدام الجماعة.
رديت بحدة – تفضحنا ليه ؟! هما عارفين انها تعبانة و كبيرة
– انتي دماغك ناشفة انا قصدي على صورتك قدام الناس .. يا رب تعملك مشكلة و تبوض الدنيا عشان تبقي تسمعي الكلام
– وفري نصايحك يا مرات ابويا …جدتي هي البركة و مهما عملت مش هاتفضح منها لانها السبب في اني اكون هنا دلوقت
وصلوا الجماعة و بعتلي حسام مسدج : احنا تحت العمارة
قلبي ابتدا يدق جامد ما بقيتش قادرة اقف على رجليا
فتحت مرات ابويا و رحبت بيهم ..فضلت في المطبخ ابص للصينية و ايديا بتترعش
وصلت رسالة تانية من حسام: وحشتيني .. تعالي بقى !
ما رحتش و فضلت مستنية لحد ما جات مرات ابويا بنرفزة
انتي فين كل ده …كوبيتين قهوة قعدتي قدامهم ساعتين !
طلعت و انا شايلة الصينية و هي هتقع مني من كثر ما بأترعش
بصيت لحسام اللي عينيه ما اتشالتش مني …كان لابس و متشيك و جاذبيته بصراحة موتتني شوية و كنت هيغمى عليا
بقى القمر ده كله جاي يخطبني انا !
حطيت الصينية و قعدت
شفت امه و ابوه و اخته ..ابويا اتكلم شوية و مرات ابويا ما بطلتش رغي طول الوقت اما والدة حسام طول الوقت بتبص لي و للبيت بنظرات احتقار و محدش سمع صوتها اصلا
هو البيت صحيح كان نظيف و فلة بس كل حاجة قديمة العفش الستاير البلاط
اي واحد كان يفهم انها ماكانتش متقبلاني و ما حبتنيش
و انا طبعا مش غبية للدرجة دي عشان ما افهمش ده
حسام و ابوه كانوا مندمجين اوي و ابويا كمان
رشدي – طبعا انت عارف يا مراد بيه سبب زيارتنا النهاردة
احنا طالبين ايد بنتكم حياة لابننا حسام
مراد : ده شيء يشرفنا يا رشدي بيه ..ربنا يقدم اللي فيه الخير
رشدي بحبور : يبقى نلبس عروستنا الخاتم على بركة الله ؟
قاطعته والدة حسام بحدة : لااااااا !!
الكل بص عليها و وش حسام جاب ألوان
اتحرج جوزها من الموقف البايخ و حاول يلطف الجو
رشدي – فيه ايه يا شهيرة …الولد عايز البنت و خير البر عاجله
شهيرة : لا ما ينفعش من اول زيارة …المرة دي جينا نشوف و نتفق بس لبس الخواتم لازم كل عيلتنا تكون موجودة مش دي الاصول ؟؟! و نظرت الى الجميع بتعالي
حسام اتغاظ و ما تتكلمش ولا كلمة بعد كدة و طول القعدة متنرفز …انا وشي ما بقاش فيه نقطة دم واحدة
حزنت جوايا حزن عظيم حسيت اننا مش من قيمتهم و ان الجوازة دي لا يمكن تتم
كانت شهيرة ست في الخمسينات بس كل حاجة فيها راقية و شيك و تحسها ما عدتش 30 حتى .. الميكب و الفستان و الاكسسوارات اللي حاطاها ..حاجة عظمة كنا حرفيا كأننا الشغالين بتوعهم ..
مرات ابويا حتى الكلام ما تعرفش تتكلم زي الناس الكلاس بترغي ف أي حاجة …و ابويا قدام الجماعة بيستنى ياخذ منها الإذن ف كل حاجة حتى في الكلام الوحيدة اللي عجبتني كانت جدتي ..قاعدة هادية اوي و بتبتسم ببرائة و اكلت الكيكة و ما نطقتش بحرف
خلصت المسرحية أخيرا و كانوا مروحين
حسام مسكني على جنب و همس لي بحب: طالعة حلوة اوي يا روحي نفسي اخذك في حضني في اللحظة دي 🥰
رديت عليه بكسرة : روح ورا والدتك ما تسيبهاش لوحدها السلم مكسور ..
اول ما طلعوا اتكلمت مرات ابويا بشماتة و على وشها اترسمت ابتسامة خبيثة : واضح اوي انهم مش هيرجعوا تاني ..الظاهر والدة حسام رافضة الجوازة دي… أقطع ذراعي ان ماكان جايبها بالعافية.
كنت عارفة و فاهمة مش محتاجة تفكرني بكلامها السم ده
مش انا العروسة اللي تستاهل ابنها….كل حاجة بتقول كدة
بعد ساعة أتصل حسام
– ها يا حسام وصلتو البيت ؟
– ايوة وصلنا من شوية سبتهم و طلعت تاني
-هاا قالوا ايه ؟؟
– ابويا انبسط اوي و عجبتيه جدا …و نوران كمان من ساعة ما رجعنا و هي بتتكلم عنك
– و امك يا حسام …أمك قالت ايه؟؟
اتوتر للحظة و سكت
– ما قالتش حاجة ..أمي اصلا كلامها قليل ..بس أكيد عاجباها
– انت بتتريق ياحسام ؟؟؟
– ليه ؟؟! هو انا قلت حاجة غلط ؟
– امك ما حبتنيش يا حسام….انا مش غبية عشان مافهمش حاجة واضحة وضوح الشمس زي دي
هو: ما تقوليش كدا يا حياتي .
– هي دي الحقيقة …لا اتكلمت ولا اكلت ولا شربت قهوة ..دي حتى كانت قرفانة من الكوبايات و قاعدة بتتفحصها بتقزز
حسام :……..لا رد
– حسام عايزاك تقولي الحقيقة … قالت ايه بصراحة؟.
هو: مش مهم قالت ايه ..لإن ده مش هيغير حاجة…انا بحبك….وانتي اللي هتكوني مراتي…
انا وقلبي يتقطع: تعصي امك عشاني ؟
هو: لاااااا !! مش كدة…بس خلي ثقتك فيا اكبر من كدة يا حياة…و انا هأقنع أمي و زي ما انا حبيتك هيجي يوم و تحبك هي كمان
حياة بحزن ؛ ما اعتقدش شهيرة هانم بنت الحسب و النسب تحب خدامة يا حسام …انت في الواقع مش في المريخ
حسام بضيق : حرام عليك يا حياة …بتحاولي تكسري فرحتي باليوم ده ليه ؟؟ ده احلى يوم في حياتي بتخربي فرحتي ليه
– لانها فرحة مؤقتة يا حسام …دي الحقيقة اللي والدتك قالتها بكل تصرفاتها من لما وصلت لحد ما روحتو
– سيبينا في حالنا انا و انتي و انسي ماما دلوقت …كنت هاتجنن عليكي …طالعة عسل في الفستان .
سكتت ما اتكلمتش اكتفيت بالصمت و اسمع حسام و حماسه
مرات ابتسم بس جوايا كنت عارفة ان انا داخلة معركة خسرانة
و ان قصة حبنا الجميلة هتتكتب نهايتها قريب اوي
عدت الايام و الاسابيع و حسام ما اتكلمش عن موضوع الخطوبة و لا الجواز تاني
مكنتش عايزة اضغط عليه و لا اسأله عمل ايه مع والدته كرامتي ما تسمحليش اسأله عن حاجة بعد كدة …و أكيد مش هأقدر احطه أمام اختيار صعب بيني و بين امه لاني هاطلع خسرانة أكيد هيختار والدته …و لا انا كنت هاسمح أنه يختارني ..لاني عشت من غير ام و اعرف معنى الحرمان من حنان الأم و رضاها…كنت بأحاول اقلل من مكالماتنا و لقائتنا
في الوقت ده هدى قربت اوي منه لدرجة أنه صارحها بان والدته مش قابلاني ولا هتقبلني في يوم
طبعا هدى ما اترددتش لحظة عشان تجي تحكيلي باللي قاله و هي كلها شماتة و فرحة
الموقف ده وجعني اوي … يمكن اكثر من رفض والدته نفسها
يعني ايه يصارحها هي و يهملني انا !!
عدى عليا اسبوعين كنت وحيدة تماما و حزينة و مهمشة و هدى كل وقتها مع حسام و سايباني لحد ما حصل اليوم اللي كنت خايفة منه
جدتي تعبت اوي و مبقتش تتكلم ولا تاكل ولا تقوم ما عرفتش اتصرف لوحدي كنت ملخومة بين الدكتور و البيت و الشغل
صاحب الكفيتيريا ربنا يكرمه وافق يديني اجازة اسبوع اقعد معاها
و اراعيها حاولت أتصل بعماتي و اعمامي و بابا محدش وافق ياخذها عنده او يجي يساعدني فيها
لحد ما ف يوم صحيت الصبح لقيتها مش بتتحرك
ما عرفتش اعمل ايه اتصلت بحسام فورا
نص ساعة و كان عندي و معاه دكتور دخل يشوفها و انا فضلت برة مع حسام ابكي
– انا آسفة اتصلت بيك ف وقت زي ده بس محدش هيرضى يجي غيرك
– ايه آسفة دي يا عبيطة. ..انتي هتبقي مراتي فاهمة يعني ايه مراتي ؟! يعني انا و انت واحد و مش عايزك تتصلي بحد غيري
مشاكلك هي مشاكلي و فرحتك فرحتي و احزانك احزاني
طلع الدكتور من عندها و قال بأسف : نبضها ضعيف اوي لانها ما اكلتش حاجة انا علقتلها محلول …ربنا يخفف عنها
حسام حاسب الدكتور و رجع كنت منهارة مسح دموعي و قالي
– ابويا و أمي جايين يزوروا جدتك قومي غيري هدومك و انا نازل اجيب الدوا و شوية حاجات يمكن ترضى تاكل حاجة
– مفيش فايدة يا حسام …مش هترضى تاكل …انا خايفة اوي حاسة اني هاخسرها …انا مليش غيرها يا حسام …
حضن وشي بايديه و هو بيبص جووة عيوني : و انا ابقى ايه ؟؟ هااا انا ايه ؟؟
بصيتله بانهيار : انت مصدر قوتي .. و مصدر اماني انا اصلا مكنتش عايشة قبل ما اعرفك …انا بحبك اوي يا حسام
– و انا بعشقك يا قلب حسام …يالا خليكي قوية عشان جدتك
انا رايح اجيب الحاجة
كان طالع ناديت عليه بلهفة : حساااام
لف لي و فجأة جري عندي حضنني بكل قوته .. كأنه كان حاسس ان ده هيبقى آخر حضن ما بيننا ..ما نطقش حرف و حسيت دموعه على وشي لحد ما رن جرس الباب
طلعني من حضنه و قال جملة غريبة :دلوقت اقدر اموت و انا مرتاح
– موت ايه يا مجنون بعد الشر عنك !!
ابتسم بإنكسار : افتحي الباب دول اهلي
مسح دموعه بسرعة و رحت انا فتحت الباب و انا جسمي بيترعش من حنيته و لمسة ايديه و حضنه
لقيت ابوه داخل لوحده و جايب اكياس كثيرة
– الحمد لله على سلامتها ان شاء الله تقوم بالسلامة يا بنتي
بص حسام حواليه ..كان بيدور عليها بس ابوه كان لوحده
حسام اتغاظ و هو بيسأله : اومال ماما فين ؟
رشدي بتوتر : اتصلت بيها خالتك في آخر لحظة قالت فيه عندهم مشكلة محتاجاها ضروري
حاول ابوه يلتمس لها العذر بس انا فهمت كل حاجة
والده كان انسان طيب و متفهم و كلامه ريحني اوي عرض عليا مساعدة بس حسام فهمه اني مش باقبل مساعدة حد
عدى اسبوع و كان لازم ارجع الشغل بعد ما الإجازة خلصت و قبل ما ادور لجدتي على ممرضة تقعد معاها قرر ربنا ياخذ امانته

اسمي حياة للكاتبة آلاء إسماعيل البشريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن