الفصل 000 أنا من يستحق الموت بألم

1.7K 83 42
                                    

يرجى تقدير جهودي بنجمة 🥺👇🏻⭐


Ch 0


_ أنا من يستحق الموت بألم




دوقية ألتان أحدى اقوى دوقيات إمبراطورية سرديا الثلاث ، فبالتأكيد الدوق ليوبارد دي ألتان هو رئيسها رجل طاغية بكل ما تعنيه الكلمة ...
لكن الدوق ألتان البالغ من العمر 40 عام ينضم للحرب ليخسر حياته كبطل ...
في جنازة الدوق التي حضرها جميع عظماء الإمبراطورية حتى الإمبراطور نفسه ، كانت كل العيون تترصد الشابة الصغيرة ذات التاسعة عشر عاما التي ترتدي ثوب الحداد الأسود وتضع قبعتها وتغطي جزء من وجهها لكن شعرها البني الكستنائي كان ملحوظا وبشرتها البيضاء الشاحبة التي أصبحت أكثر شحوبا مع ملابسها السوداء وإلى بطنها الصغيرة البارزة قليلا ، الدوقة الشابة إيليت ألتان ...
"مازالت صغيرة ، كيف ستعيش؟!"
" بالتأكيد ستضل في الأسرة فهي حامل ألا ترون"
" أنها صغيرة جدا أمتأكدون أن الأب هو الدوق "
"لا يمكن لأحد أن يتكلم هكذا ، قد تحدث مشكلة "
"هههي ، ننتظر ولادتها على أحر من الجمر لنرى ، لمن ينتمي الطفل "
" أن رمز عائلة ألتان هو الشعر الفضي ، إذا ولد طفل لا يملك شعرا فضيا سوف يستغله الأقارب للاستيلاء على الدوقية"
كانت الهمسات والثرثرات الحاقدة والحاسدة ونادرا الشفقة تتردد في كل أنحاء الجنازة ، لم يحاول أحد أخفاء مشاعره أمام الدوقة الشابة للكثير من الأسباب ...
بدأت الجنازة وبعدها تقدم المشيعون لتقديم الزهور لجثمان الدوق ، كان على رأسهم الإمبراطور أرثر فون دي روشان بشعره البلاتيني وعيونه الذهبية ، قام بتقديم وداعه للدوق بالكثير من الأخلاص ، عند أنتهاء الإمبراطور وزوجته صوفيا فون دي روشان بشعرها الأحمر الناري وعيونها الزمردية الزرقاء من تقديم الوداع، تقدمت الدوقة الشابة بوجه شاحب وخطى بطيئة تفيض بالكرامة ، أخذت نفسا عميقا ولم تتكلم وضعت زهور الزنبق الأبيض ونظرت للرجل الذي ينام نومه الأبدي بعيونها الحمراء العنبرية ونظرات جليدية وهمست بصوت لا يسمعه إلا هي
" كنت أتمنى أنك مازلت حيا ، لأقتلك بيدي ، لكن ..."
أمسكت ببطنها بشده وتنهدت وتركت التابوت ليتقدم المشيعون لتقديم وداعهم للدوق ...
* * *
بعد أنتهاء الجنازة وخروج الضيوف أخيرا دخلت إيليت للقصر وقبل أن تصعد غرفتها تقدمت الخادمة وانحنت
" جلالتك ، الكونت براينت يرغب في رؤيتك "
" حسنا "
نفثت الدوقة النار من عيناها مما جعل الخادمة تجفل ، أدارت إيليت نفسها وتوجهت للطابق الأول وبالتحديد غرفة الرسم ...
عندما وصلت غرفة الرسم ، أمسكت مقبض الباب وأخذت نفسا عميقا ودخلت ، للغرفة الواسعة ذات النوافذ الكبيرة والجدران الكريمية المنقوشة بالذهب ، يجلس في الطاولة الواقعة أمام النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة الخلابة، رجلا في منتصف العمر بشعر بني تتخلله بعض الخصلات البيضاء ، لم تقدم إيليت أي تحية لكن الرجل وقف بأسلوب ممل وتكلم بغرور
"لقد مات الدوق إيليت ، يجب أن تحرصي على وريثه ، حتى لا تطردي من هذا القصر "
أبتلعت إيليت لعابها وقالت بصوت مهزوز
" إذا حدث للوريث شيء هل سأغادر الدوقية؟!"
أقترب الرجل منها وأمسك ذقنها بقوة وتكلم من بين أسنانه
" إيليت صغيرتي ، أعلم ما تفكرين به ، إذا خسرتي الوريث ، ستخسرين حياتك أو ستتمنين الموت"
أهتزت عيونها وقالت بصوت متماسك قدر الإمكان
" لماذا؟ لا أريد الأستمرار ، أكره هذا المكان وذلك الرجل ، ولا أريد حتى شيء صغير يذكرني به ، لا أريد هذا الطفل "
أمسكت ببطنها بطريقة قاسية ، لكن الكونت أمسك بيدها وقال
" لا يهمني ،لا أحد يحتاج مشاعرك ، الوريث هو الأهم ،إذا أردتي أنجبي الوريث وأتركي الوصاية لي ، سأعتني بالطفل وبالثروة "
"أبي ، ألم تنتهي فائدتي تزوجت الدوق لتزدهر أعمالك ، أنظر لقد أصبحت من أغنى أغنياء سرديا ، ألا يكفي "
كنت أصرخ تقريبا ، ربما موت الرجل الذي كان يتغذى على ألمي قد أعطاني بعض الشجاعة الوهمية ، لكن ..
طششش!!
شعرت بالخدر في خدي ونظرت للرجل المسمى أب ،سمعت كلماته المليئة بالسم
" من حسن حظك أنك تزوجتي الدوق ألتان ، ولم تتزوجي أقل من ذلك ، أن وجهك الجميل هي الفائدة الوحيدة التي تملكينها ، إذا مات الوريث فعلمي أنك ستتزوجين قبل أن تدفنيه ، لذا أحرصي عليه "
أبتلعت الالم الذي أحرق قلبي ونظرت للرجل المسمى أب وأخفضت رأسي
"لك ما قلت ، الأب "
"جيد ،من هذه اللحظة سوف تقومين بتفويض كل العمليات التي تخص ألتان لي "
أومأت بنعم وبعد أن أنتصر الكونت براينت وغادر وعلامات النصر على محياه ، غطيت خدي المتورم بالقبعة وتوجهت لغرفتي بالطابق الثالث ، رميت القبعة وبدأت بتمزيق تلك الملابس الخانقة ، لقد كان لدي أمل صغير بالتحرر من هذا الجحيم ، لكن والدي جعلني أغرق أكثر في بؤسي ويأسي ...
أنا إيليت ، أنا الأبنة الثالثة للكونت براينت ، لدي إيلا الاأخت الأكبر مني بسبع سنوات والأخ الثاني لويس وهو أكبر مني بأربع سنوات ، كانت علاقتي من أخوتي الأكبر مني علاقة باردة لا مؤذية وليست جيدة ، لقد توفيت والدتي عندما كنت في السابعة ، كانت تملك جسدا ضعيفا لكن الكونت الذي أراد أدوات لإستخدامها أجبرها على الحمل والولادة وعند حملها الرابع توفيت مع الطفل ، لقد بكيت بشدة عند وفاة والدتي الدافئة ، لكني لم أجد من يحتضن دموعي ، عندما كنت في الحادية عشر تزوجت أختي لقد تزوجت في سن الثامنة عشر وهو سن مازال طبيعيا لأي فتاة للزواج بعائلة قوية ، لكني أنا تزوجت بعد ظهوري الأول مباشرة في سن الخامسة عشر ، في مملكة سيرديا تظهر السيدات الشابات في سن الخامسة حتى العشرين من العمر ظهورهن الأول والزواج في سن الخامسة عشر مسموح فقد تزوجت بسرعة ، فبعد ظهوري الأول طلب والدي أن أبدأ بأخذ دروس الزفاف ، كانت الأمور محرجة لي ، كنت طفلة أحاول أن ألفت والدي وأظهر مواهبي ، لكني كنت الأفشل من بين عائلتي لأني أملك القليل من السحر ، ما أضعف فائدتي ، بعد ظهوري الأول تقدم الدوق ليوبارد دي ألتان الذي كان يكبرني بأكثر من عشرين عاما رغم أنه كان أرملا لكن والدي وافق ، لأجل مصالحة وبالفعل لم يمر أقل من عام حتى تزوجت بالدوق ، الذي عاملني بكل قسوة ، لم يحترم صغر سني وقلة خبرتي ، لم يكتفي بذلك بل قام بتعذيبي بقسوة لأشباع ساديته وغروره ، لقد صنع بداخلي ندوبا لا تشفى ، وبعد سنوات من العذاب أعلن الإمبراطور حالة طوارئ في حدود سيرديا ، ولأن الدوق كان كلب الإمبراطور فقد اعطى الراية للدوق لأسباب مختلفة ومنها أن لا يعطي شرف المعركة الحدودية لأخيه الأصغر الأمير الثاني إيرك فود دي روشان ، لكن ما ألت له الأمور أن الدوق خسر حياته ، عندما سمعت الخبر كنت سعيدة نوعا ما رغم معرفتي للحمل ، كنت أخطط لإجهاضه على أي حال ، وقد أنتظرت أنتهاء الجنازة ، لكن والدي قام بتدمير أملي الأخير ، لم أحمل سوى الضغينة للمخلوق الذي يسكن بداخل أحشائي ، لكن كان لدي أمل ، لقد كان صغيرا جدا أنه تولد فتاة او طفل لا يحمل رمز ألتان ، لكن القدر لعب معي بقذارة ، لقد ولد طفل ذكر بشعر ألتان الفضي ، لم أحمل الطفل أبدا ولم أنظر له حتى، وبعد أكثر من أسبوع أعطيته أسما ، لم أكن أرغب في ذلك لكني أعطيته الأسم الذي كانت أمي ستعطيه لأخي الذي مات معها ، " ايان " لم أهتم للاسم ولا للطفل ، لكني كنت حريصة فقط أن لا يموت ،عندما قامت أحدى الخادمات المقربات لي وبشدة بتسميمه عندما كان في السابعة قمت بقتلها بوحشية لقد شعرت بالغضب الشديد لذلك ، قمت بالتأكيد على نفسي ، يجب أن لا يموت هذا الطفل ، كان يكبر ويكبر ليشبه الدوق ليوبارد دي ألتان ، ماجعلني أرتجف لمجرد رؤية هذا الطفل ، حتى مشاعري التافهة الباقية كانت تضمحل ليتبدل الخوف والكراهية ، كان الطفل يمتلك قوة سحرية كبيرة حتى أنها تهرب وتدمر ما حولها ، لم أهتم كثيرا لكن بعد المشاكل التي سببتها أطررت لأستدعاء طبيب مختص لضبط قوته السحرية ، لم أكن أهتم له ، لقد بنيت نفسي كدوقة قوية وسيدة أرستقراطية ذات شأن ، الطفل كان دوقا بمجرد ولادته وعندما بلغ السادسة عشر سلمته كل شؤون الدوقية رغم شخصيتي المؤثرة وشبكتي القوية لم أتدخل وفقط راقبت ذلك الفتى يكبر ويكبر بعنف ليصبح أشد برودا مني ، كبر أيان بلا عاطفة وبالفعل أصبح طاغية وعندما بلغ الخامسة والعشرين حدثت المصيبة الكبرى ، لقد تم أعلان أن الدوق آيان ألتان خائن ، رجل قتل الإمبراطور ، والكثير من الشخصيات المؤثرة في الإمبراطورية بطريقة وحشية ، لقد جعل الوحوش تهاجم العاصمة ، لقد قام بالكثير ، في أقل من عام قام بالكثير ، وبعد الكثير من الجهد تم الإمساك به وسجنه ، لقد أستطعت الهروب والتخفي من العائلة الإمبراطورية لكن أيان حكم عليه بالإعدام في الساحة العامة أمام الجميع ...
لقد حضرت اللحظات الأخيرة له ، لقد كان قلبي يتمزق ، ألم أكن أكره هذا الطفل وأخافه ، لمَ أتألم الأن ؟! لا بأس لا مشاعر باقية ...
عندما سأله المنفذ هل من كلمة أخيرة ، لم أستوعب سؤاله ، لكنه أبتسم ، لم أكن أعلم أن لأيان وجها يبتسم ، لم أنظر له أبدا طوال الخمسة والعشرون عاما أبدا ، أبتسم أيان بحزن وقال
"لا أهتم لحقد هذه الإمبراطورية علي ،فأنا لم أرغب بمشاعركم الطيبة ، لذا أنا هنا ، ها أنا أعدم الأن لأخلصكِ من هذه قيودكِ الأخيرة وحش ألتان الأخير يعدم ، ستمحى ألتان من الوجود "
صمت أيان في أستهجان الناس ، لكنه ضل مبتسما بعيون متلألأه بالدموع ، عيونه عنبرية حمراء لم أكن أعرف أن عيناه تشبهني ...
سقطت المقصلة وتم أعدامه ، لقد شعرت بالدموع على خداي ، وضعت يداي على خدودي المبللة بصدمة 'لما أبكي؟! لما أنا قلبي يؤلمني بشدة؟' وضعت يدي على قلبي وأنا أكاد أموت من الألم ...
بعدها خرجت من الساحة حتى لا يكشفني أحد ، سمعت بعدها أنه تم دفنه في ملكية ألتان كتقدير أخير لتاريخ الدوقية التي ضلت مخلصة للإمبراطورية لقرون طويلة ، وتم مصادرة جميع ممتلاكات الدوقية للخزينة الوطنية...
أستطعت ترك سيرديا بعد موت أيان بصعوبة ، هربت إلى دولة حليفة بعد أن غيرت هويتي وكان الغريب أن هروبي كان سلسا جدا ، كمن يساعدني في الخفاء ...
كنت أظن أنه بعد موت أخر ألتان سأتحرر ، لكن قلبي كان يتألم كل يوم وكل ثانية ، كنت أشاهد الكوابيس ، كان أيان يعدم فيها أحيانا أراه وهو طفل صغير ويعدم أمامي بنفس الطريقة ، كنت أتمزق بداخلي ، لقد زادت حياتي سوء وأدركت حقيقة واحدة أنني لم ألمس طفلي أبدا، كان الندم يأكلني ، السيدة الجميلة التي كنت عليها رغم أني في منتصف الأربعينات من عمري قد تلاشت وأصبحت كالعجوز ، عاجزة شاحبة في أقل من عامين ، كان الموت أهون من حياتي ...
في أحدى الأيام ، تم طرق بابي بيتي الريفي البسيط فذهبت لأفتحه ، لقد فوجأت بالشخص الذي تقدم وأطررت للسماح له بالدخول ...
"لن أخذ من وقتك الكثير ، لكن هذه أرادة الدوق أيان دي ألتان قبل وفاته"
" أتقصد بعد أعدامه "
تكلمت بصوت مخنوق ومهتز ، رفع الشاب حاجبا وقال
" لم أعتقد أن الدوقة إيليت دي ألتان المراة القوية تهتز ، لا مشكلة علي الرحيل ، ودعا "
تم ترك رزمة من الأوراق على يدي ، ووضعت الرزمة على الطاولة وبدأت بفتحها ، كانت عبارة عن صكوك ملكية بأسم إيليت براينت
" لما أسمي قبل الزواج ؟!"
كانت هناك وثيقة ... لقد كانت وثيقة طلاق ..
وقع فمي من الصدمة وتخبط عقلي ، كانت الوثيقة تحمل توقيعي وتوقيع الشهود ، بالختم الإمبراطوري ، والغريب أنها كانت بتاريخ قديم قبل التمرد بسنتين ، لقد تم قبول الوثيقة وكان بقربها خطاب يؤكد أنني لا أملك صلة بعائلة ألتان ، وأنه بموجب القانون الإمبراطوري فأنا لا أصنف خائنة ويمكنني أن أعيش كبراينت بدون أزعاج
'هل تم تبرأتي؟! لما ؟! '
أصبحت أستطيع العيش بحرية داخل العاصمة كمواطنة نبيلة عادية ، أبتلعت لعابي من الدهشة ولكني لم أكن سعيدة ، أبدا ، لأنني لم أكن أعلم لما فعل كل هذا لأجلي ؟! ...
كان هناك رسالة ، لقد كانت رسالة من أيان ...
أحترقت عيناي أكثر وأحتضنت الرسالة ، لا أهتم لو قال أنه يكرهني ، لأني أستحق ذلك ، لكني أحتضنت الرسالة لأني نادمة بشدة ...
قمت بفتح الرسالة بأيادي مهزوزه وعندما فتحتها أنتحبت بصوتي ...
[ إلى أمي
أعلم أنك ستنزعجين عندما أناديكِ بذلك ، لكن لم أستطع أردت أن أقولها لكِ للمرة الأولى والأخيرة ...
لدي سؤال واحد ... لما تكرهيتني؟! كان من الممكن أن تقتلينني عند ولادتي أو عندما كنت بداخلك ، لكن أعتقد أنكِ كنتِ مطرة لذلك ، أمي أنا أسف لما حدث لك بسببي وبسبب ألتان ، تمنيت لو كان بمقدوري أن أخذ استياءك من هذا العالم أكثر ، لقد حررتك تماما من ألتان ، أتمنى أن تكوني سعيدة ، هذا التعويض عن ما فعلته ألتان بك ، كان لدي أمنية واحدة فقط أنانية أن تحبيني ، أتمنى أن تحبيني حتى لو مت ، الأن أنتي ستكونين سعيدة ، أرجوك أحبيني أمي ، فذاتي التي لم يحبها أحد حتى أنا ، أتمنى أن يكون عزاءها الوحيد هو حبك يا أمي ...
أمي أنا أحبكِ جدا ، وداعا أمي ]
كنت أنتحب بكل قوتي قرأت الرسالة مئات المرات لكن الألم أعتصر قلبي فقط ، طفلي الذي لم أحبه لم يكرهني بل كره ذاته ، لقد حمل نفسه مسؤولية هذا العالم الحقير ، طفلي كان يحبني ...
كنت أما قاسية جدا ، أنا من كان يجب أن يموت لا أيان ، اللعنة علي ، لقد حملت هذا الطفل فشلي وألمي ...
* * * * *
بعد ذلك عدت لسيرديا ، لم أذهب لقصر براينت وصلت مباشرة لملكية ألتان الواقعة شرق الإمبراطورية ،ورغم الحراسة المشددة لمقابر العائلة لكني أستطعت الدخول بطرقي الخاصة ...
تم وضع قبر أيان بزاوية بعيدة عن أل ألتان جميعا ، لقد دفن وحيدا كما عاش وحيدا ..
أقتربت من قبره ، وبدأت بمداعبة شاهد القبر الذي يحمل أسمه
"أيان ، صغيري ... لا أستحق مسامحتك ، لكن أتمنى أن تكون سعيدا في حياتك الأخرى "
" لو أن القدر يعطيني فرصة واحدة لأحتضنك بيدي ، أداعب شعرك وأقبلك وأشتم رائحتك ، صغيري أيان ... أنا أتألم ، أتعلم أنا أستحق ...
لم أستحق أبن رائع مثلك ، أنا من حملتك مسؤولية ضعفي وعذابي ، أنت طفلي أنت قطعة مني ، أنت لا تستحق ..."
أخذت زجاجة صغيرة تلمع بسائل بنفسجي معتم لأتذكر ماقاله البائع ...
«أنه سم شديد الأذى ، يجعل الصحية تعاني بشدة ، كأن جسدها يتمزق ، سيدتي هل هناك من تريدين قتله بتلك الوحشية ؟!»
أخذت نفسا عميقا وفتحت غطاء الزجاجة وقمت بصبها في فمي
" أنا من يستحق الموت المؤلم "
شعرت بالسم الذي بدأ يمزق جسدي بدأت ألهث وأتالم والدموع تحترق في عيناي
" أيان ، أنا اسفة ياصغيري ، لو عاد الزمن بي لأعطيتك الحب عوضا الحقد ، لأحتضنتك وأداعب شعرك ، لأخبرك انك أفضل أبن في العالم ، أنا ... أنا لم أكرهك ، لقد كرهت نفسي ...طفلي أنا أحبك "

 سوف أحب طفلي هذه المرة  I will love my baby this timeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن