Dance of fire and darkness II رقصة النار والظلام

◦•●◉✿ الفصل 1 ✿◉●•◦

لاح تعبير قاس على ملامح آنسيا وهي تحدق في ذراع المرأة المقطوع بين أصابعها .

كان الإختناق يعصر أحشاءها لكنها لم تظهر ذلك .إنها أميرة الآرينش الآن وعليها أن تتصرف بحذر .

الكثير من العيون تراقب المشهد وتعابير آنسيا وموقفها تحت المعالجة ولا يجب أن تخطئ .

ألقت بذراع المرأة بجانبها وأشعلت نيرانها بلا تحذير في مكان الجرح حتى تُوقف النزيف .تلوت البشرية على الأرض وهي تلعن الآرينش ثم استبد بها الغضب أكثر فأمسكت بقطعة من البلاط الخرساني والذي كان الكثير منه مُقتلع من مكانه ومتراكم في كل مكان كأثار جانبية للحرب .وألقته باتجاه آنسيا .

حدقت في المرأة بعيون مُتسعة .وأدركت أنها داخل اختبار مرير الآن .ما ستفعله لاحقا سيُحدد قيمتها لدى الآرينش ومدى ولائها لأسرة بلار التي أضحت الأسرة الحاكمة لمدينة رانسيس والعديد من المناطق المجاورة .

فبعد أن استولى هوغو وابناءه المزيفين على المدينة وبالرغم من كشفه لهويته كظل، إلا أن لا أحد قد اهتم بالأمر خاصة بعد الوعود الجديدة والآمال في مستقبل مختلف والتي غرق الآرينش بداخلها بعد الفوز بالمدينة .فقد خرجوا من سجن المستعمرة الى العالم الواسع ذو الآفاق الكبيرة حيث أصبحوا يتنفسون هواء حقيقيا ويقطنون في منازل أنيقة وسط المدينة و يتقلدون مناصب أكثر أهمية من ذي قبل .والأهم من كل هذا هو أن بطونهم ممتلئة بأجود أنواع اللحوم . لحما بشريا مُرخصا .

لقد حازوا على القوة التي تليق بقدراتهم وهذا ما محى كل ذنوب آل بلار السابقة من أذهان سكان المستعمرة كأنها لم تكن قط .فقد نظف هوغو سمعته بشكل جيد كأنه قد قام بغسل الأدمغة .تحول والدها الى بطل قومي بعد عرض جوردي كخائنة على الملأ .ولم يعد أحد يتذكر أنها هي وكاي هجينين فقد أصبحا الأميرين المحبوبين في المدينة بأسرها .

لكن كل هذا سينهار لو قامت بالخطوة الخاطئة .

حدقت في المرأة بعصبية وشفتيها مزمومتين .لعنت هوغو في سرها لمكره بجعلها المسؤولة على الرهائن من البشر الذين سمح لهم بالبقاء في المدينة .فأي خطأ يصدر عنهم يكون عليها هي فرض العقاب المناسب .وهذه المرأة الحمقاء التي أمامها قد استولت على سلاح جندي ميت وفجرت رؤوس طفلين من الآرينش .

ما اقترفته كان فظيعا ويستحق تحويلها على الفور الى مركز التغذية .وهو المكان الذين يحولون إليه الأفراد المتمردين من البشر ليصبحوا طعاما للآرينش .لكنها فضلت قطع ذراعها فقط كتحذير وإرسالها للعمل كعبدة طُرقات .وهم العبيد المسؤولين على إعادة ترميم المدينة .

إنها تُحب إعطاء فرصة للجميع مهما كانت جرائمهم .فرصة وحيدة لا أكثر .

استحضرت كلمات بيتي في رأسها :"منصبك الحالي يتطلب منك الصرامة وفعل ما هو ضروري .لم يعد هناك مكان للتعاطف ". فهوغو لم يُقلدها هذا المنصب سوى لقتل أي صلة بشرية لاتزال عالقة بداخلها .