◦•●◉✿ الفصل 6 ✿◉●•◦

3.5K 284 214
                                    


كان الظلام قد اكتسح كل ما حولها ثم بدأ باكتساح عظامها .

لا شيء تستطيع رؤيته سوى عيني جايد الخضراوتين القاتمتين .ملامحه تبدوا مشوهة بالعنف والقسوة .لكنه لازال يبدوا فاتنا كما اعتادته .

كما أحبته .

زمجر قائلا :"دافعي عن نفسك ".

كان قد صَعَّدَ من درجة الظلام الآن .وتزايد الألم كأن جلدها قد بدأ يختفي ويتآكل .

"لن أفعل ".ضغطت على أسنانها وهي تراقب الدماء التي تسيل من فتحتي أنفه وجوانب شفتيه :"ما تفعله يكفي لقتل كلينا .قلبانا مختومان يا جايد .إن تألمت فستتألم معي .إن مت فستموت ".هذه هي ضريبة الحب المختوم .

"توقفي عن أكاذيبك ".

أطبقت عليها مخالب الظلام وشرعت تنهش في جسدها وتعصر قلبها .قالت والسخرية تنفطر من بين شفتيها :"إنك تستمر بتكرار الكلمات نفسها .يال الملل ".تساقطت قطرات الدماء من شفتيها فراقبتها وهي تخالط الأرضية المظلمة .

تجمد جايد لبرهة في مكانه ثم تهاوى على ركبتيه وعيناه لا تزلان تحدقان نحوها والدماء تلطخ شفتيه .

قال بصوت مُعذب :"لماذا لا استطيع قتلك ؟".بدا وكأن قلبه قد انشق الى نصفين حيث لم يعد يتنفس .

"لأنك تعرف من أكون .حتى لو كانت ذاكرتك مشوشة بشأني ".

ثم همست وهي تصارع للوصول إليه ."جايد ". لم يسحب يده حين أمسكت بها وضغطت عليها بقوة .ظلت تنظر إليه قبل أن تنفجر في البكاء .

"أكثر ما كنت أخشاه هو أن تقتل نفسك قبل أن يتسنى لي استعادتك ".

كانت عيناه أشبه بالهاوية المميتة وهو يحدق نحوها ثم رفع أصابعه ولمس قطرات الدموع التي تسيل فوق وجنتيها .بدا مصدوما من حركة أصابعه التلقائية .وكأنه قد فعلها مرات عدة قبل هذا .

"لماذا أكره رؤية هذه الدموه ".لم يكن يسألها بل يسأل نفسه وكان منفصلا تماما عن الوجود. لزمت آنسيا الصمت وكأنها غير راغبة في أن تفسد سحر تلك اللحظة .لان وجهه فجأة وكأنه قد استعاد ذاكرته حيث اتسعت عيناه وسرت بداخلهما لمعة خفيفة مثلما كان يحدث معه حين ينظر إليها .

قال بنبرة مجروحة :"لا تبكي ".

سرى بينهما دفئ غريب وكأنهما قد عادا آنسيا وجايد العاشقان مرة أخرى .ظلت أصابعه ملتصقة بخدها ثم اختفى شعورها بالحزن والألم كأنه لم يكن قط .

هل امتص مشاعرها السيئة ؟

لم تعرف آنسيا كم استغرقا من الوقت وهما مستمران في النظر نحو بعضهما البعض .لو تمكنت من وصف اللحظة لأطلقت عليها لقب الأبدية .هذا ما يكون عليه الأمر حين تكون رفقة جايد .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 23, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Dance of fire and darkness II رقصة النار والظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن