◦•●◉✿ الفصل 5 ✿◉●•◦

2.8K 340 199
                                    




أدركت آنسيا أن ما ستفعله هو عبارة عن جنون مطلق .

كانت الصور الحية التي زرعها الريد فليش في عقلها لاتزال تدور وتتألق أمام ناظريها كأنها قد عاشت تلك الذكريات بنفسها .فقد كان الريد فليش مختبئا بين خصل شعر إيليار أثناء الإمساك بها وهو ما سمح له بتسجيل كل ما حدث في غرفة البلدية وخارجها بالتفصيل الدقيق .

رأت آنسيا أمورا حتى إيليار لم تنتبه لها هناك وتمكنت من وضع فرضيات متينة حول ميغل وبعض أعضاء المتجددين الآخرين .

همست في قناتهم الداخلية :"إنه وغد مجنون .إن لم نكن مجانين كفاية فلن نثير اهتمامه ".

تبادلت النظرات مع إيليار وهي تتابع :"خروجنا من البلدة سيضعنا في مواجهة باسكار ،ذلك الأخطبوط وفريقه ليسوا خصما سهلا ومعركة ضدهم الآن ستكون بلا فائدة لخطتنا .لدى علينا البقاء هنا وإقناع ميغل بإيجاد طريقة أخرى للعبور ".

لم يبدوا على المجموعة موافقتها على هذه الخطة وخاصة فاسيليا وأليخيس حيث رأت في وجهيهما علامات استنكار كبيرة .كانت فاسيليا واثقة من أنه لا يوجد أي سبب لموافقته على عرضنا .لديه خطة بالفعل وقد قطع في تنفيذها شوطا كبيرا على ما يبدوا ولن يوقف خطوته المؤكدة بسبب خطط أخرى غير موجودة .

"سيهاجموننا في اللحظة التي سنكشف فيها عن أنفسنا .إن عددهم كبير ولن نتمكن من الصمود أمامهم .وجايد ...". امتقع لون أليخيس عندما ذكر إسم جايد بينما احمر وجه فاسيليا كأن صفعات حارة قد انهالت عليها بشكل متواصل .

إن كانا يخشيان جايد من قبل بسبب الفيروس فالآن أضحى لهما سبب أقوى ليشعرا بعقليهما يتحطمان بمجرد ذكر إسمه .

أجابت آنسيا :"هذا احتمال قوي .لكن علينا المحاولة .علينا إقناعه أن وجودنا بجانبه سيكون أكثر إفادة من تقديمنا كطُعم .إن لم نتجرأ الآن فستكون مسألة وقت فقط قبل أن يعثروا علينا ".

سألت إيليار :"وما الذي سنفعله في أمر الوَسم ؟".

قالت آنسيا :"من المؤكد أن باسكار قادر على إبطال الوسم ،لابد أنه جزء من قدراته ،لدى سنترك أمر مواجهته بعد إقناع ميغل ".

كانت تلك الفتاة المدعوة كاليستو جالسة في أحد زوايا الملجأ الصخري وتراقبهم بوجه منتفخ من الغضب وبشفتين مزمومتين بقوة وهي تتململ في جلستها على الأرض .بدا أن غضبها متأصل بداخلها ولم يكن موجها لهم بشكل خاص، كما لم تكن عابئة بوقوفهم هناك بتعابير غريبة بينما عقولهم داخل اجتماع سري محموم لا تدرك عنه شيئا .ولم يبدوا عليها الاكتراث حتى لكونها مخطوفة .لم يبدوا عليها أي مقاومة أثناء إحضارهم لها الى هنا بل انساقت برفقتهم بهدوء فحسب .

نطقت أخيرا وقد بدا صوتها ارق مما تخيل أي واحد منهم :"أحتاج الى فِراش .هذه الصخور مزعجة ".

Dance of fire and darkness II رقصة النار والظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن