Dance of fire and darkness II رقصة النار والظلام

◦•●◉✿ الفصل 3 ✿◉●•◦

"إنه فخ ".همس الريد فليش .

وقفت آنسيا على بعد إنشات فقط من تلك الصخرة المفخخة التي رأتها كجايد .لم تكن تحذيرات الريد فليش أو شبكة فريا التي التفت من حولها هي ما أوقفها .بل تحريرها للسلسلة هي ما أعاد عقلها الى مكانه .

"الأوغاد ".

قالت آنسيا في دائرة فريقها الداخلي وهي تعصر قبضتها :"المكان بكامله مفخخ ".حدقت في الصخرة التي لم تعد قادرة على خداعها الآن وأدركت أنها كانت ستنفجر بمجرد وصولها إليها .

إنهم يجعلونك ترى أشياء تتوق الى رؤيتها .فرغبتها الوحيدة هي رؤية جايد .وهذا ما جعلها الفخ تراه .

هناك آثار متبقية من جثث قديمة متحللة ،وأشلاء ،وبقايا عظام لأشخاص قد فقدوا حيواتهم هنا .كلهم من الآرينش .لم تجد تفسيرا مبررا لهذا العنف الذي يمثله ميغل وجماعته ضد بني شعبهم .ألم يكن إخفاءهم لروسفيل واستحواذهم عليها كافيا أم أن الشر الكامن بداخلهم يحثهم على القتل فقط من أجل المتعة .

أمرت فريقها بالتراجع وتفحصت المكان بعدما حررت أجزاء من ظلالها .فالظلال تجعلها قادرة على رؤية أشياء لا أحد يستطيع رؤيتها غيرها .أعين الظلام كانت نتشر في كل مكان مثل لطخات هلامية تراقب في الخفاء .

تساءلت آنسيا إن كان المراقب جايد أم ميغل ،أم كلاهما .لم يسبق لها أن رأت جايد يستخدم أعين الظلام للتجسس ،أم أنه قد غير عاداته بتغييره لأصدقائه .

أصدقاء سيئون لا يورثونك سوى العادات السيئة بكل تأكيد .وهي تعرف جديا أن جايد لا يحتاج الى الكثير من المحفزات ليكون سيئا .كان قد أخبرها مرة أن حبه الشديد لها هو من أنقذ روحه من الظلام .

آلمها قلبها وهي تفكر في هذا .ربما لن يكون الحب كافيا له الآن .فلم يعد منه ولو قطرة في قلبه .وهذا ما سيحوله الى كائن بالغ الخطورة حتى على نفسه .

شعرت بالتوتر والغضب حين تخيلتهم هناك وراء الفقاعات المخفية يراقبونها .هل هم يسخرون منها الآن ؟هل جايد مشترك في السخرية من الأميرة المزيفة ؟أم أنهم يلقبونها بشيء أسوء ؟

أخذت نفسا عميقا واستدارت على عقبيها .لن تسمح لشوقها لجايد أن يوقعها في التهور .ستفعل ما عليها فعل وستجعل جايد وعصابته تلك يأتون عند قدميها .ستنجح في هذه المهمة بكل تأكيد حتى لو كان عليها فعل أشياء رهيبة .

كانت قد وصلت الى الحدود الآمنة عندما سمعت الانفجار .بشكل تلقائي تفحصت عدد أفراد فريقها .كانوا جميعا يلتفتون من حولهم قبل أن يظهر جسد آيلا ممددا بجانب الصخرة المتفجرة .توقف نبض آنسيا وهي تركض نحو آيلا .كان أليخيس قد وصل إليها أولا حيث كان يحوم بجسده الطاقي من حولها قبل أن تصرخ آنسيا قائلة وهي تمد ذراعيها نحو آيلا :"ابتعد من هنا .لا تسمح لهم بالاقتراب ".